حن إذ هبت من الغور جنوب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حن إذ هبت من الغور جنوب لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة حن إذ هبت من الغور جنوب لـ شرف الدين الحلي

حن إذ هبت من الغور جَنُوبُ

والتقت منه على الشوق جُنُوبُ

ذو ارتياح هاجت الريح له

طرباً والنازح الدار طروبُ

شاقه لمع بريق شامه

بأعالي الشام يبدو ويغيبُ

ظن في إيماضه برء جوىً

بئس ما خيله الظن الكَذوبُ

سل سيفاً قتل النوم به

فانثنى يغمده وهو خضيبُ

واجتدى سائل دمعي إذ بدا

خُلَّباً يبسم والليل قَطُوبُ

حبذا زورته من بابل

يتهاداها حُزُون وسُهُوبُ

يا خليلي انظرا لي باللِّوى

أَثَرَ الظعن فلي طرف مريب

كل نار لمعت يحسبها

نار سلمى بالغضى حيث الكثيب

أبشرقي زَرُود خيموا

أم لأقمارهم عنها مغيب

وأنشدوا قلبي أَنَّى يمموا

ولقد تسري مع العيس القلوب

ما لبانات الحمى لا جادها

غيث دمعي وذوى منها الرطيب

طربت من وقفتي يوم النقا

سائلاً منزلة ليست تجيب

أعرب الشكوى ولا تخبرني

عن عُرَيْب ما لها منهم عَرِيب

قاتل الله بأعلى رَامةٍ

رامياً في كبدي منهم نُدُوب

يألم القلب إذا أخطأه

ولروحي راحة حين يصيب

عجبي من عقرب في صدغه

ما لها في غير أحشائي دبيب

يَا رَعَى الله زَمَاناً وهوى

مر بالحِلَّةِ لو كان يَؤُوب

حيث غصن اللهو يثني عطفه

من نسيم الوصل والقرب هُبوب

أترى أهلي بها ما علموا

أنني للمجد خدن ونسيب

أسرح الآمال في روض الغنى

حيث بالشهباء لي مرعى خصيب

تحت ظل الملك الظاهر لا

زمن ينبو ولا خطب ينوب

كفلت فضلي منه أنعم

فاز لي منهن قِدْح ونصيب

جاد لي الغيث الغياثي الذي

للحيا منه حياء إذ يصوب

يوسفي النجر والجود به

في السنين الجُدْب يخضر الجَديب

ترهب الأملاك منه ضيغماً

سمره الآجام والبيض النُّيوب

فإذا علة ملك أعضلت

فلها من سيفه العَضْب طبيب

ولكم أَفْنى وأَقْنى من عدا

وندى فهو نَهوب ووَهوب

يستبيح السلم من أمواله

ضعف ما يغنمه منها الحروب

كسنمار عوالي سمره

شأنها في معرك الحرب عجيب

كلما شادت له قصر علا

حُطِمت منها صدور وكعوب

كم غدا الدين به مبتهجاً

باسم الثغر وللشرك نحيب

إذ لشهب النبل قذف في الطُّلى

ولشمس البيض في الهام غروب

ولأشطان قناه شرعاً

كلّ قلب من أعاديه قليب

أيها الملك الذي لولاه ما

غفرت عندي لأيامي ذنوب

أنجز الله لك الوعد الذي

تالياه النصر والفتح القريب

فأرى الدنيا إلى فضلك قد

شفَّها فرط اشتياق ووجيب

خطبت عدلك إذ عمت بها

من ملوك الأرض بالجور خطوب

فَأَقِلْ عثرة ملك ما له

أحد غيرك إذ يدعو تجيب

رده بالعدل طفلاً فلقد

طال عمر الجور واستولى المشيب

فسيروى لك في أرجائها

شيم من نشرها يفعم طيب

فات مسعاك ملوك ما لهم

في الذي نلت من المجد نصيب

فابق مسعود العلا واهنأ بها

ليلة ما سعدها عنك غريب

بت فيها منشئاً سحب ندى

ببروق النار تهمي وتصوب

مطلعاً ألسنة من ضوئها

ببني الآمال تدعو وتهب

فحكت عزمك في إنقاذها

وحكتها من أعاديك قلوب

فتمتع بالذي خولته

من معالٍ بُرْدها ضافٍ قشيب

لا عدا آراءك الجد ولا

عادك الدهر بمكروه يريب

شرح ومعاني كلمات قصيدة حن إذ هبت من الغور جنوب

قصيدة حن إذ هبت من الغور جنوب لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي