حلفت لها بالله يوم التفرق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حلفت لها بالله يوم التفرق لـ البحتري

اقتباس من قصيدة حلفت لها بالله يوم التفرق لـ البحتري

حَلَفتُ لَهَا بِاللَهِ يَومَ التَفَرُّقِ

وَبِالوَجدِ مِن قَلبِي بِها المُتَعَلِّقِ

وَبِالعَهدِ ما البَذلُ القَليلُ بِضائِعٍ

لَدَيَّ وَلا العَهدُ القَديمُ بِمُخلِقِ

وَأَبثَثتُها شَكوى أَبانَت عَنِ الجَوى

وَدَمعاً مَتى يَشهَد بِبَثٍّ يُصَدَّقِ

وَإِنّي لَأَخشاها عَلَيَّ إِذا نَبَت

وَأَخشى عَلَيها الكاشِحينَ وَأَتَّقي

وَإِنّي وَإِن ضَنَّت عَلَيَّ بِوُدِّها

لَأَرتاحُ مِنها لِلخَيالِ المُؤَرِّقِ

يَعِزُّ عَلى الوَشينَ لَو يَعلُمونَها

لَيالٍ لَنا نَزدارُ فيها وَنَلتَقي

فَكَم غُلَّةٍ لِلشَوقِ أَطفَأتُ حَرَّها

بِطَيفٍ مَتى يَطرُق دُجى اللَيلِ يَطرُقِ

أَضُمُّ عَلَيهِ جَفنَ عَيني تَعَلُّقاً

بِهِ عِندَ إِجلاءِ النُعاسِ المُرَنِّقِ

أَجِدَّكَ ما وَصلُ الغَواني بِمُطمِعٍ

وَلا القَلبُ مِن رِقِّ الغَواني بِمُعتَقِ

وَدِتُّ بَياضَ السَيفِ يَومَ لَقينَني

مَكانَ بَياضِ الشَيبِ كانَ بِمَفرَقي

وَصَدَّ الغَواني عِندَ إيماضِ لِمَّتي

وَقَصَّرنَ عَن لَبَّيكَ ساعَةَ مَنطِقِ

إِذا شِئتَ أَلّا تَعذُلَ الدَهرَ عاشِقاً

عَلى كَمَدٍ مِن لَوعَةِ الحُبِّ فَاعشَقِ

وَكُنتُ مَتى أَبعُد مِنَ الخِلِّ أَكتَئِب

لَهُ وَمَتى أَظعَن عَنِ الدارِ أَشتَقِ

تَلَفَّتُّ مِن عُليا دِمَشقَ وَدونَنا

لِلُبنانَ هَضبٌ كَالغَمامِ المُعَلَّقِ

إِلى الحيرَةِ البَيضاءِ فَالكَرخِ بَعدَما

ذَمَمتُ مُقامي بَينَ بُصرى وَجِلِّقِ

إِلى مَعقِلى عِزّي وَداري إِقامَتي

وَقَصدِ اِلتِفاتي في الهَوى وَتَشَوُّقي

مَقاصيرُ مُلكٍ أَقبَلَت بِوُجوهِها

إِلى مَنظَرٍ مِن عَرصِ دِجلَةَ مونِقِ

كَأَنَّ الرِياضَ الحُوَّ يُكسَينَ حَولَها

أَفانينَ مِن أَفوافِ وَشيٍ مُلَفَّقِ

إِذا الريحُ هَزَّت نَورَهُنَّ تَضَوَّعَت

رَوائِحُهُ مِن فَأرِ مِسكٍ مُفَتَّقِ

كَأَنَّ القِبابُ البيضَ وَالشَمسُ طَلقَةٌ

تُضاحِكُها أَنصافُ بَيضٍ مُفَلَّقِ

وَمِن شُرُفاتٍ في السَماءِ كَأَنَّها

قَوادِمُ بيضانِ الحَمامِ المُحَلِّقِ

رِباعٌ مِنَ الفَتحِ بنِ خاقانِ لَم تَزَل

غِناً لِعَديمٍ أَو فِكاكاً لِموثَقِ

فَلا الهارِبُ اللاجي إِلَيها بِمُسلَمٍ

وَلا الطالِبُ المُمتاحُ مِنها بِمُخفِقِ

يَحُلُّ بِها خِرقٌ كَأَنَّ عَطاءَهُ

تَلاحُقُ سَيلِ الديمَةِ المُتَخَرِّقِ

تَدَفُّقُ كَفٍّ بِالسَماحَةِ ثَرَّةٍ

وَإِسفارَ وَجهٍ بِالطَلاقَةِ مُشرِقِ

تَوالَت أَياديهِ عَلى الناسِ فَاِكتَفى

بِها كُلُّ حَيٍّ مِن شَآمٍ وَمُعرِقِ

فَكَم حَقَنَت في تَغلِبِ الغُلبِ مِن دَمٍ

مُباحٍ وَأَدنَت مِن شَتيتٍ مُفَرَّقِ

وَكَم نَفَّسَت في حِمصَ عَن مُتَأَسِّفٍ

غَدا المَوتُ مِنهُ آخِذاً بِالمُخَنَّقِ

وَقَد قَطَعَت عَرضَ الأُرُندِ إِلَيهِمِ

كَتائِبُ تُزجى فَيلَقاً بَعدَ فَيلَقِ

بِهِ اِستَأنَفوا بَردَ الحَياةِ وَأَسنَدوا

إِلى ظِلِّ فَينانٍ مِنَ العَيشِ مورِقِ

فَشُكراً بَني كَهلانَ لِلمُنعِمِ الَّذي

أَتاحَ لَكُم رَأيَ الإِمامِ المُوَفَّقِ

ثَنى عَنكُمُ زَحفَ الخِلافَةِ بَعدَما

أَضاءَت بُروقُ العارِضِ المُتَأَلِّقِ

وَقَد شُهِرَت بيضُ السُيوفِ وَأُعرِضَت

صُدورُ المَذاكي مِن كُمَيتٍ وَأَبلَقِ

هُنالِكَ لَو لَم يَفتَلِتكُم حُمِلتُمُ

عَلى مِثلِ صَدرِ اللَهذَمِيِّ المُذَلَّقِ

فَلا تَكفُرُنَّ الفَتحَ آلاءَ مُنعِمٍ

نَجَوتُم بِها مِن لاحِجِ القُطرِ ضَيِّقِ

وَعودوا لَهُ بِالشُكرِ مِنكُم يَعُد لَكُم

بِسَيبِ جَوادٍ بِاللُهى مُتَدَفِّقِ

لَهُ خُلُقٌ في الجودِ لا يَستَطيعُهُ

رِجالٌ يَرومونَ العُلا بِالتَخَلُّقِ

إِذا جَهِلوا مِن أَينَ تُحتَضَرُ العُلا

دَرى كَيفَ يَسمو في ذُراها وَيَرتَقي

أَطَلَّ عَلى الأَعداءِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَشارَفَهُم مِن كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِ

بِبيضٍ مَتى تُشهَر عَلى القَومِ يُغلَبوا

وَخَيلٍ مَتى تُركَض إِلى النَصرِ تَسبِقِ

أُعينَ بَنو العَبّاسِ مِنهُ بِصارِمٍ

جُرازٍ وَعَزمٍ كَالشِهابِ المُحَرِّقِ

وَصَدرٍ أَمينِ الغَيبِ يُهدي إِلَيهِمِ

نَصيحَةَ حَرّانِ الجَوانِحِ مُشفِقِ

فَحَولَهُمُ مِن نُصحِهِ وَدِفاعِهِ

تَكَهَّفُ طَودٍ بِالخِلافَةِ مُحدِقِ

رَأَيتُكَ مَن يَطلُب مَحَلَّكَ يَنصَرِف

ذَميماً وَمَن يَطلُب بِسَعيِكِ يَلحَقِ

لَكَ الفَضلُ وَالنُعمى عَلَيَّ مَبينَةٌ

وَما لِيَ إِلّا وُدُّ صَدري وَمَنطِقي

شرح ومعاني كلمات قصيدة حلفت لها بالله يوم التفرق

قصيدة حلفت لها بالله يوم التفرق لـ البحتري وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي