حلفت بليل الشعر منه إذا سجى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حلفت بليل الشعر منه إذا سجى لـ ابن نباتة المصري

اقتباس من قصيدة حلفت بليل الشعر منه إذا سجى لـ ابن نباتة المصري

حلفت بليلِ الشعر منه إذا سجى

وضوء الضحى من وجهه متبلِّجا

ومن أدمعِي بالمرسلاتِ من الأسى

ومن أضلعي بالموريات من الشجى

لقد ألجم العذَّالَ وجه معذِّبي

وقد لاحَ في جنحِ الظلامِ فأسرجا

وفرج غمِّي ذات يوم بِزَوْرةٍ

فقلت لعينيَّ انظرا وتفرَّجا

ظلاماً وبدراً فوق غصنٍ على نقا

دجى وتجلَّى وانْثنى وترَجْرَجا

وخدًّا كفاني صبوَةً شمُّ وردهُ

فكيف وقد زاد العذار بنفسجا

صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة

ألم ترهُ سطراً عليها مخرَّجا

بروحيَ في أفق المحاسنِ كوكبٌ

على مثلهِ قد طابَ لي سهرُ الدُّجى

نهانيَ عنه الهمُّ قبلَ عواذِلي

وأخرجني عنه وما كنتُ مُخرَجا

وأزعجني شيبٌ بفودَيّ طالعٌ

وما كان وقعُ الشيب لي عنهُ مزعجا

فيالك مقطوف العذار هجرته

فما عرَّجت عيني له حينَ عرَّجا

دنت دارُه منِّي وشطَّ مزَارُهُ

فهل أبصرتْ عيناكَ ثغراً مفلَّجا

كأنِّيَ لم أنعمْ بدينارِ خدِّه

مشوقاً على نقدِ العدى أو مبهرجا

ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله

إلى كرةٍ من حولها الصدغ صولجا

ولم أحجب العذَّال منه بحاجبٍ

رَأَوا عنده حقّ الملاحة أبلجا

ولم أترشف بعد فيه مدامةً

على يده دفَّاعةً حجّةَ الحجى

ولم أعط كأساً بالنضار وخدّه

لمعطيه بالدرِّ النظيم متوّجا

ولم أتلقَّ النهدَ في الصدر جالساً

وأسرى به حالي الشكيم مهملجا

إلى الرَّوض فيَّاحاً من الزَّهرِ باسماً

على الزُّهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا

أحبر في مدح الإمام محمدٍ

من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا

وما هو ممن لا أنقح مدحه

فآتي إليه بالمديح مرَوَّجا

أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا

كجمع أبي جاد الحروف من الهجا

ألم ترَ أني قد لجأت لظلهِ

ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا

أخلّدُ تاريخ العلى بصفاته

وأروي حديث الفضل عنه مُخرَّجا

وأصرف آمالي التي قد تقسَّمت

إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا

كريمٌ إذا ما قدَّم الظنّ نحوه

مقدمةً من منطق المدح أنتجا

ولا عيبَ فيه غير إسراع جوده

فليس يُمني بالمواعد محوجا

وأفراط كتم للندى وهو ظاهرٌ

وهل مانعٌ للرَّوض أن يتأرّجا

وقَّى الدِّين والدُّنيا ليهلك ملحدٌ

لديهِ وينجو راشدٌ مع من نجا

فتاوى على سمتِ الهدى وفتوَّة

تَجانسَ معنًى لفظها وتدَبجا

وبرّ رعى قصدَ العفاةِ فغاثها

وبأسٌ كوى قلبَ العدوِّ فأنضجا

وعلمٌ أقامته المباحث ناصِراً

فقل عَلمٌ ردَّ الأسودَ وهجَّجا

هو البحر يروى حولَ شطَّيه واردٌ

ويغرق من قدْ لجَّ فيه ولججا

له قلمٌ يحمِي الحمى برقاعه

ويكتب بالنعمى وبالعلمِ مزوِجا

إذا قالَ لم يترك لذي القول موضعاً

وإن صالَ لم يترك لذي الصوْل موْلجا

فكم من بليغٍ في الورى متفصحٍ

وعَى لفظةً من كتبه فتلجلجا

وكم من كميّ صار كالدّجّ حيرة

فلا غرْوَ إن قالوا لكميّ المدَججا

وكم منهجٍ في القولِ أرشدنِي له

وكم أملٍ أنشاه لي حين أنهجا

وكم كسوةٍ لي في دمشقَ أفادها

وقد كانَ ظهري من أذى البردِ أعوجا

وكم أنطقتْ نعماه منِّي مدائِحاً

سرى ذكرها غرباً وشرقاً فأدلجا

وروّى نباتياً من القولِ طالما

سقاهُ أبوهُ الغيث نوا مثججا

أبا الخير خذها من ثنائِي كرائِماً

أبت عن سوى أكفائها أن تزَوّجا

أوانس أبكارٍ يحقُّ لحسنِها

على ساكنِ الأمصارِ أن يتبرَّجا

تهبُّ للقياها الكرامُ من الحيا

ويجرِي بذكراها المطيّ على الوجا

لها إن تقمْ في دارَةِ الأفقِ منزلٌ

وإن تسرِ حلت من ثرياه هوْدَجا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حلفت بليل الشعر منه إذا سجى

قصيدة حلفت بليل الشعر منه إذا سجى لـ ابن نباتة المصري وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن نباتة المصري

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة. سكن الشام سنة 715هـ‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود. ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن. وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة. له (ديوان شعر -ط) و (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط) . (سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.[١]

تعريف ابن نباتة المصري في ويكيبيديا

ابن نُباتة (686-768ه‍ = 1287-1366م) محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري، أبو بكر، جمال الدين، ابن نُباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نُباتة، ولقد سكن الشام سنة 715 هـ (تقريباً) وولي نظارة القمامة في مدينة القدس أيام زيارة المسيحيين لها، فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود، ورجع إلى القاهرة (سنة 761) فكان بها صاحب سر السلطان، وله ديوان شعر و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وغيرها.وكان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب منها كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون)، وكتاب (تلطيف المزاج في شعر ابن الحجاج)، وكتاب (مطلع الفرائد)، وسير دول الملوك وغيرها.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة المصري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي