حث الركاب وللظلام سجوف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حث الركاب وللظلام سجوف لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة حث الركاب وللظلام سجوف لـ حسن حسني الطويراني

حثَّ الرِكابَ وَللظلام سجوفُ

وَاقحم فَقَومك جُمَّعٌ وَصُفوفُ

وَاهزم هُمومك فَالسرور مقدّر

وَاقعد زَمانك فَالرِجال وُقوف

وَاستجل كَأس الأُنس فَهيَ شَهية

مدّت بِها الأَيدي إِلَيك أُلوف

وَانظر بِعينك بَين أَرضك وَالسَما

ما ثَمَّ إِلا محفل وَلَفيف

سِر بي أَخيّ إِلى الفَخار وَخلّني

فَلَقَد كَفى نَوم مَضى وَعكوف

ما لي أَعلَّل بِالمُنى وَيَنالني

جهد العَنا وَأَخو الحتوف يَحوف

فَاليَوم قَد شُلَّت يَد العادي كَما

سُلَّت عَلى جيد الزَمان سُيوف

ما أَحسَن اللذات تَحسو كَأسَها

صَرفت خلاصتَها إِلَيك صُروف

فَاشرب تغنينا الصَوافن صُهَّلاً

طَرَباً وَأَفئدة الوشاة دُفوف

وَاغنم فَقَد جادَ الزَمان بِأَمنه

وَالبَأس باد وَالوُجود مخوف

في لَيلة أَرخت غَدائرها عَلى

أَبنائها وَفؤادها مَرجوف

فَكأنما لمع السُيوف أَزاهر

وَالجوّ ظلّ قَد أَظلّ وَريف

فَالأَرض تَرجف من حَقيقة ما بِها

وَالأُفق يَخفق قَلبه المَشغوف

وَالناس خاشعة لذا أَصواتهم

ما ثم إِلا كاظم وَوَجيف

لَيل سَهرنا وَالقَضا متأمّل

وَالدَهر يقدم تارة وَيَعوف

وَيَد المهيمن قَد أَظلت جمعهم

وَالحَزم باك وَالنهى مَصروف

جَيش الحَمية وَالحِماية صادَما

فَوهى جِنانٌ وَاِستَطال زحوف

لَولا يَد التَوفيق حالَت بَين ذا

ذلت جِباه أَو رغمن أُنوف

لَكن سُعود الحَظ عَبد مَليكنا

وَلذاك أَسعد طالع وَظروف

وَدَنى السُرور دنوّه وَبَدا الهَنا

وَعَلا عَلى الشَرف المُبين شَريف

رَب الرِياسة وَالسِياسة مَجدُها

زاه بتالد ما لديهِ طَريف

بذخ المَكانة وَالركانة شَأنه

ما شانه زيغ وَلا تَزييف

قاسي الشَكيمة حَيث يَقسو دَهره

وَفؤادُه برٌّ به وَرؤوف

حدّث عن الصمصام وَاذكر عَزمه

وَاسأل جِنان الدَهر فَهوَ وَجيف

دَرس الحَقائق خبرة وَتجارباً

لَم يَثنه عَن حَقِّها تَجنيف

كَم شرّفت ذمم الأُمور بِهِ فَلَم

يهمل رِعاية ما لَديهِ حكوف

رَبَّى الأُمور بَرأيه وَيراعه

وَالقَلب في هذا وَذاك حَنيف

فاعجب لبأس وَهو لين حَيث ما

يرجَى خَبير بالأُمور لَطيف

فَهوَ الهمام الشهم مَوفور الثَنا

وَبكل ما تَهوى العُلى مَوصوف

رَب السِياسة حرّ بادرة الحجا

جاري العَزيمة خَصمه مَوقوف

رُدَّت إِلَيهِ وَديعة العليا وَقَد

باهَت كَما يَهوى الرِحاب وَصيف

بُشرى الوزارة بِالوَزير المجتبى

فَاليَوم قرّ فؤادها المَرجوف

مِن بَعد ما عادى القَضا وَتطايرت

بَين الجَوانح أَسهُمٌ وَهدوف

فَلك الهَنا يا مصر أَسعدت المُنى

وَمَضى عناك وَباله مكسوف

وافَت لمغناه الرياسة تشتكي

حال النَوى وَتبوح وَهيَ هتوف

حنت لمعهدها القَديم فَهيمنت

وَالحرّ مَعهده له مَألوف

جَعلت نثار الشكر درّ مدائحي

وَعَلى الحَقيقة دَمعُها المذروف

فَأَنالَها لثمَ الرِكاب فَأَصبَحَت

وَبِهِ عَلَيها لؤلؤٌ وَشُنوف

وَتبوّأت عز الجوار وَخوّلت

دار الأَمان فَحَبذا التلطيف

مَولاي هذي خدمة وَهدية

وَفَدَت يزجيها الوَفا وَيَنوف

تَزهو بمدحك وَهِيَ تعلن عجزَها

عَن درك حَمدك فَاللسان أَسيف

فَاسلم وَدُم في جاه تَوفيق العُلا

فبكَ الَّذي غَصب القَضا مَخلوف

وَإِلَيكَ يا مصر العَزيزة فَاِزدَهي

فَالفَضل جمٌّ وَالهَنا مَوكوف

وَاستبشري فَالفال قال مؤرّخاً

الدَهر حرّ وَالوَزير شَريف

شرح ومعاني كلمات قصيدة حث الركاب وللظلام سجوف

قصيدة حث الركاب وللظلام سجوف لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي