جواهر المجد صون العرض أغلاها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جواهر المجد صون العرض أغلاها لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة جواهر المجد صون العرض أغلاها لـ حسن حسني الطويراني

جَواهرُ المَجد صونُ العَرض أَغلاها

وَرتبةُ الجد عِندَ النَفس أَعلاها

وَغايةُ الفَوز في الأَيام محمدةٌ

إِذا فَني وَبها في الدَهر أَبقاها

وَصَفوةُ العَيش في نَيلِ القَناعةِ لَو

تَيسّرت لمرجّيها فصافاها

وَالنَفس قَد خابَ من دسَّى لطافتها

وَأَفلح المرء فيها حَيث ذكاها

وَإن أَعدى العِدا من ظل يضحكها

وَإن أَوفى صَديق كان أَبكاها

لَو أَن أَضيع أَوقات الرجال سُدى

أَيام صَفو تسيء الخَتم حسناها

وَإن أنحس أَيام لنا سلفت

بها شرين الهَوى غَيّاً وَبعناها

وَالنَفس إن صلحت فَالناس كلهم

أَحبابها وَمَتى تفسد فأعداها

وَربما جهلت حيناً وإن علمت

بأن مسعدها بالغيّ أَشقاها

وَالنَفس لَوّامة تنهى وَقد هُديت

كأن مرشدها في الحَزم أَغواها

وَالنَفس أَمّارة بالسوء طاعتها

سهلٌ وَلكنها صعب قضاياها

وَالنَفس قَد أُلهمت معنى الفجور كما

قَد أُلهمت رشدَها الناجي وَتَقواها

وَالنَفس إن شرفت كانت مَلائكة

أَربابها وَارتضى الرحمن مسعاها

وَالنَفس إن خَبثت كانت مراتبها

دُون البهيمة واللذات مرعاها

فاطلب بها شرفاً تضحى بهِ ملكاً

في صُورة الأنس وَالإِنسان فحواها

وَاقصد بتنزيهك الأَخلاق ما وَصلت

لَهُ النُفوس الَّتي المَولى تَولاها

وَاقصد بقوّة عدل ضعف ظالمة

يموت بالذل من بالعز أَحياها

وَادفع بجلب الرضا آلام غاضبة

فكل ما يغضب الديان أَرضاها

وَصُن حياتك عن مَوت اليَقين فَما

تَصفو بَغير مبادى الحَق عُقباها

وَخف وَساوسَ شَيطان الهَوى فَلَكَم

تَجني الوساوس في تخريب مأواها

وَاحذر مدى الدَهر إغراء المحال وَكُن

معززاً بجلال الزهد تيّاها

إن النفوس وإن أَكدى تنقُّلُها

فَلَيسَ تُبقي أَمانيها مناياها

كذا النَصيحة مهما عز سامعها

فَأَمرُها عند عقب الأَمر أَحلاها

فَكمل النفس كَي تَرقى الكَمال بها

فَإنما أَنتَ بعض الترب لَولاها

وَاستعمل السمع والأبصار في حكم

فَكَم حقائق تبدو في خَفاياها

فيم التذلل فيما أَنتَ تاركُه

وَقد رَأَيت مع الأَمثال أَشباها

هوّن عليك فخير العَيش ما نعمت

بهِ الخَواطر في الدُنيا وَأَرضاها

ما العَيش في نعم كالعير في بشم

تبغي المَراعي وَما تَرعاه أَفناها

فَالنَفس في فاقة ما دمتَ في طَمعٍ

فَإِن قنعت فبعض الكل أَغناها

إن عشت فالرزق مكفولٌ وَغايةُ ما

تخشى الرموس وَيَوماً أَنتَ تَغشاها

فارفق بنفسك واطلب حسنَ راحتِها

وَذر غرورَ الأَماني وَاتَّق الله

وَلَستُ أَنهاك عن نَيل الفَخار إِذا

أَعملت فيما اقتضاه المالَ وَالجاها

ما أَحسن النَفس إِن صانَت مكارمَها

مع حفظها دينها تدبير دُنياها

وَلَست تُدرك مَعنى النَفس إن غفلت

وَلَست تجهل إِن أَدركت مَعناها

وَقَد يَهولك أَمر في عَواقبه

من بعدما راقنا في العَين مبداها

إِياك تَهوي بك الآمال عن حذر

فَقد تحيد عَن المَغنى مَطاياها

فَمن غدا في الهَوى راحَت عزيمته

وفاته من حَياة الخلد أَهناها

وَمَن يَكُن بدؤه هينٌ وَغايتُه

مَوتٌ فَما صَفوة فيها تَمناها

شرح ومعاني كلمات قصيدة جواهر المجد صون العرض أغلاها

قصيدة جواهر المجد صون العرض أغلاها لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي