جنات تجري تحتها الأنهار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جنات تجري تحتها الأنهار لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة جنات تجري تحتها الأنهار لـ حسن حسني الطويراني

جَنّاتُ تَجري تَحتَها الأَنهارُ

وَالوَقتُ زاهٍ وَالزَمانُ بَهارُ

وَالوُرقُ سُجْعٌ في الغُصونِ كَأَنَّما

هاتيك غيدُ وَتلكمُ الأَوتار

وَالزهرُ يبدو ضاحكاً متبسماً

وَالريحُ من طِيبٍ بهِ معطار

وَالنَّورُ تَسعى وَالسُرورُ يزفُّها

فتحفُّها الأَنوار وَالأَنوار

وَكَأَنَّها في كفِّ ساقيها صفت

شمس الضحى تَسعى بِها الأَقمار

ساقٍ إِذا ما سارَ سارَ غمامةً

بسمت له من كَأسِه الأَزهار

في حُسنِه الوضّاح كلُّ عجائبٍ

فالشَعرُ ليلٌ وَالجَبين نَهار

أَنعم بها الصَهباء لو آبَ الصِبا

وَصَبابةٌ ذهبت بها الأعصار

أَيامَ أَسبابُ الغوايةِ قائدٌ

وَالجارُ جارٌ وَالدِيار دِيار

وَالساجياتُ تمرّ فيما نشتهي

وطوالُهنّ مع السرور قِصار

كم ذا اغتنمناها رَحيقاً قَرقَفاً

حَتّى النَوى فنأى بذاكَ صرار

وَلَقَد صَحا كُلُّ الصحابِ عن الهَوى

إِلا فُؤادي والِهٌ سهّار

وَالقَلبُ عن تِلكَ الغِوايةِ ما لَوت

بذمامِه عن وَدِّهم أَقدار

وَالوُدُّ يَثبتُ وَالجَفاءُ سينمحي

كَالتبر إِذ يَعلو عَلَيهِ غبار

أَيامَ ذكرُ البين أمرٌ مبهمٌ

خافٍ بِهِ لم تَعثرِ الأَفكار

وَالشَمسُ منها لم يَرُعها كاسفٌ

وَهلالُها لا يعتريهِ سِرار

تلك التي ما زلتُ أَذكرُها إِلى

يَومِ النَوى أَو تَنقضي الأَوطار

يا حُسنَها لو دام بعضُ سرورِها

أَو قرَّ بي من بعدِ ذاكَ قَرار

أَو جفّ شَأَنُ العَينِ وَهوَ مرقرقٌ

طامي اللجاجةِ هامرٌ زخّار

آهاً عَلَيها بِالأَحبةِ آنةً

قَصُرت وَطالَت بعدَها الأَعمار

وَلَقَد سَقاني الدَهرُ كَأَساً عَلقماً

فَغصصتُ أَو حلواً فعاقَ خُمار

دَعني وَلا تَطلب بلومِك سَلوتي

فَالجُرحُ يضعفُ خطبَه المسبار

فَالعَين غارقةٌ بماءِ شؤونها

وَالقَلبُ يُضرمُ جانبيه النار

وَكَفاكَ مني ظاهرٌ عن باطنٍ

فَالعينُ قَد دلّت بِها الآثار

كَم بارزتني المزعجاتُ بزأرها

فَسعى لها من صبريَ الكرّار

لَولا العِنايةُ وَالتُقى ما قامَ لي

حَزمٌ عَلى ما تَفعلُ الأَكدار

شرح ومعاني كلمات قصيدة جنات تجري تحتها الأنهار

قصيدة جنات تجري تحتها الأنهار لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي