جنابك محفوظ وسعدك سافر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جنابك محفوظ وسعدك سافر لـ لسان الدين بن الخطيب

جَنابُكَ محْفوظٌ وسعْدُكَ سافِرُ

وفِعْلُكَ للصَّنْعِ الجَميلِ مُحالِفٌ

ورأيُكَ للنّجْحِ المُبينِ مُؤازِرُ

وصرْحُ عُلاكَ في سَراوَة يعْرُبٍ

تَبيدُ اللّيالي دونَهُ وهْوَ عامِرُ

يُطِلُّ على أوْجِ السِّماكِ عِمادُهُ

ولا طُنُبٌ إلا العُلى والمَفاخِرُ

وألْبِسْتَ سِيَما المجْدِ في المهْدِ ناشِيا

وسُدْتَ وما سُدَّتْ عليْكَ المآزِرُ

وقدْ تُعْلَمُ الغاياتُ من بَدآتِها

وتظْهَرُ في أولى الأمورِ الأواخِرُ

وعالَجَ داءَ الدّهْرِ منْكَ مجرِّبٌ

طَبيبٌ بأدْواءِ السّياسةِ ماهِرُ

فأنْتَ لحَبْلِ المُلْكِ لا شكَّ واصِلٌ

وأنتَ لصَدْعِ الدّينِ لا شكّ جابِرُ

تَرومُ الأبِيّاتِ الصّعابِ فتَنْثَني

لَيانَ الهَوادي وهْيَ شُمْسٌ نوافِرُ

وتَقْبِسُ منْ نورِ الإلاهِ هِدايةً

فتُبْصِرُ بَدْءاً ما لَهُ الأمْرُ صائِرُ

وكمْ فتْكَةٍ في الرُّومِ بِكْرٍ جلَوْتَها

منصّاتُها للمُسْلِمينَ المَنابِرُ

تَهادَى وألْفافُ البُنودِ خُذورُها

وتَقْدُمُها عنْدَ الزِّفافِ البَشائِرُ

ولمّا اسْتَجارَتْكَ الجَزيرَةُ والرّدى

مُحيطٌ وغصّتْ بالقُلوبِ الحَناجِرُ

وكيْفَ له بالقُرْبِ منْها وإنّها

لَتأوي الى إيمانِها وهْوَ كافِرُ

وقد كثُرَتْ في الرَّومِ منْ فَتَكاتِها

عِدادُ اليَتامى والأيامَى الحَواسِرُ

وطالَتْ لَها الرّنّاتُ في أرْضِ رُومَةٍ

كَما زحَفَتْ عنْدَ الغِناءِ المَزاهِرُ

ولِلّهِ منْها في الوُجودِ جزيرَةٌ

شكَتْها بمُنْبَتِّ الشّمالِ الجَزائِرُ

وليسَ عَجيباً أنْ تغَصَّ عَقيلَةٌ

بأخْرى وتشْكو بالضِّرارِ الضّرائِرُ

وصابَرْتَ شَطْرَ الحوْلِ إلا أقلَّهُ

تُراوِحُ أحْزابَ العِدَى وتُباكِرُ

فعزَّ مَرامُ الرَّومِ في كلِّ حيلة

وأصبح في الحصر العدو المحاصر

قصرْتَ عليها النّفْسَ غيْرَ معرِّجٍ

على ذِكْرِ مَنْ ضُمَّتْ عليْهِ المَقاصِرُ

وخاطَرْت بالنّفْسِ النّفيسةِ دونَها

وهلْ فازَ بالأخْطارِ إلا المَخاطِرُ

وما كان يَدْري قيمَةَ الدّرِّ رَبُّهُ

لوِ الْتَزَمَتْ أصْدافَهُنَّ الجَواهِرُ

عبَرْتَهُما بحْرَيْنِ بحْراً منَ العِدى

وبحْراً من اللُّجِّ الذي هوَ زاخِرُ

ولمّا تبدّتْ للمُحاقِ حَجّبْتَها

تُصادِمُ فيهِنّ الجَوى وتُصادِرُ

تلوحُ إياةُ البَدْرِ واللّيْلُ حالِكٌ

فتُبْصِرُنا نسْعى لهُ ونُبادِرُ

وهَيْهاتَ أينَ البدْرُ منْكَ إذا بَدا

وكيْفَ يجوزُ اللَّبْسُ والفرْقُ ظاهِرُ

ولكنّها مِنّا تَعِلّةُ وارِدٍ

بِحار الأماني أعْوزَتْهُ المَصادِرُ

فَيا لَيْلَة الإثْنَيْنِ كمْ لكِ منْ يَدٍ

لمَوْقِعِها الإسْلامُ واللهُ شاكِرُ

قدِمْتِ كَما وافَى على الكَبْرَةِ الصِّبا

وجادَتْ على المَحْلِ السَّحابُ المَواطِرُ

وإلا كما لذّ الأمانُ لخائِفٍ

وواصَلَ منْ بعْدِ القَطيعَةِ هاجِرُ

وأطْلَعَ منْكِ الفُلْكُ شمْساً مُنيرةً

لها فَلَكٌ بالعِلْمِ والحِلْمِ دائِرُ

ورامَتْ بكِ الأعْداءُ كلَّ بَعيدةٍ

منَ المَكْرِ لمْ تخطُرْ عليْها الخَواطِرُ

وفَيْتَ وخانوا والوَفاءُ غَريزةٌ

وما يسْتَوي في الدّهْرِ وافٍ وغادِرُ

وما هذِه الأبْصارُ تعْمى حقيقَة

ولكنّها تعْمى النُّهى والبَصائِرُ

لقدْ لبسَ الأذْفُنشُ منْها مُلاءَةً

منَ اللّوْمِ تأباها المُلوكُ الأكابِرُ

وأسْرَعَ ينْضو ثوبَها متَنصِّلاً

وربُّكَ يدْري ما تُكِنُّ الضّمائِرُ

فقابَلْتَ بالصّفْحِ الجَميلِ اعْتِذارَهُ

وإنْ عظُمَتْ منْهُ إليْكَ الجَرائِرُ

فإنّك أوْلى مَنْ يقودُ الى الرِّضى

وأحْلَمُ مَنْ تُلْقى إليْهِ المَعاذِرُ

ألا فاشْكُروا يا أهْلَ أنْدَلُسٍ يَداً

ليوسُفَ لا يُحْصي لَها الفخْر حاصِرُ

ألا فالْثموا منْهُ الدّروعَ فإنّها

وسائِلُ للغُفْرانِ هَذي المَغافِرُ

ألا فاشْكُروا تلكَ الكَتائِبَ واجْعَلوا

مَحاريبَ ما تُبْديهِ منْها الحَوافرُ

هَنيئاً أميرَ المُسْلِمينَ بأوْبَةٍ

أهَلَّ بِها للّهِ بادٍ وحاضرُ

يلَذُّ على الأفْواهِ ترْدادُ ذِكْرِها

كَما شارَ مقْطوفاً منَ الشّهْدِ شائِرُ

ودونَكَها حسْناءَ أمّا جمالُها

فبِدْعٌ وأمّا الطّرْفُ منْها فساحِرُ

ستَرْتُ المَعاني في سَوادِ مِدادِها

كَما ستَرَتْ زهْرَ الوُجوه الغدائِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جنابك محفوظ وسعدك سافر

قصيدة جنابك محفوظ وسعدك سافر لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي