جمهرة الأمثال/حيل بين العير والنزوان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

حيل بين العير والنزوان

حيل بين العير والنزوان - جمهرة الأمثال

يقال ذلك للرجل يحال بينه وبين مراده.والمثل لصخر بن عمرو أخي الخنساء ؛ أخبرنا أبو أحمد، قال: أخبرنا ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، وحدثناه عن غير هؤلاء، قال: غزا صخر بن عمرو بني أسد بن خزيمة، فاكتسح إبلهم فجاءهم الصريخ، فركبوا فالتقوا بذات الأثل، فطعن أبو ثور الأسدي صخراً في جنبه، وأفلت الخيل ولم يقعص مكانه، فجوي منها، ومرض حولاً، حتى مله أهله، فسمع امرأةً تقول لامرأته سلمى: كيف بعلك ؟ قالت: لا حي فيرجى، ولا ميت فينعى، قد لقينا منه الأمرين.ومر بها رجل وهي قائمة، وكانت ذات خلق وأوراك، فقال لها: أيباع الكفل ؟ قالت: نعم عما قليل، فسمعها صخر، فقال: أما والله لئن قدرت لأقدمنك قبلي، وقال لها: ناوليني السيف أنظر هل تقله يدي ؟ فناولته فإذا هو لا يقله، وروي أيضاً أن أم صخر سئلت عنه، فقالت: لا يزال بخير مادام فينا، فقال:

أرى أم صخر لا تمل عيادتي

وملت سليمى مضجعي مكاني

فأي امرئ ساوى بأم حليلةً

فلا عاش إلا في شقاً وهوان

أهم بأمر الحزم لو أستطيعه

وقد

وما كنت أخشى أن أكون جنازةً

عليك ومن يغتر بالحدثان !

فللموت خير من حياة كأنها

معرس يعسوب برأس سنان

ونتأت من جنبه قطعة مثل كبد، فقطعها، فيئس من نفسه، فقال:

أجارتنا إن الخطوب تنوب

على الناس كل المخطئين تصيب

أجارتنا إن تسأليني فإنني

مقيم لعمري ما أقام عسيب

كأني وقد أدنوا لحز شفارهم

من الصبر دامي الصفحتين نكيب

يعني بعيراً أو حماراً.ثم مات، فدفن إلى جنب العسيب، وهو جبل بقرب المدينة، فقبره هناك معلم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي