حلب الدهر أشطره
يضرب مثلاً للرجل العالم بالدهر، والأشطر: جمع شطر، وأصله في حلب الناقة ؛ لأنك تحلب شطراً، ثم تحلب الشطر الآخر.والمعنى: أنه جرب الدهر في جميع أحواله.ومن قال: حلب الدهر شطريه فإنه أراد الخير والشر، والنفع والضر.قال لقيط بن يعمر:
ما زال يحلب هذا الدهر أشطره
يكون متبعاً طوراً ومتبعا
ومن هذا البيت أخذ زياد قوله: إنا سسنا وساسنا السائسون، وجربنا وجربنا المجربون، وألنا وإيل علينا، فما وجدنا خيراً من لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، وفي هذا المعنى قول الشاعر:
لن يدرك المجد أقوام وإن كرموا
حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فترى الألوان سافرةً
لا صفح ذل ولكن صفح أحلام