جمهرة الأمثال/حتى يؤوب المنخل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

حتى يؤوب المنخل

حتى يؤوب المنخل - جمهرة الأمثال

يتمثل به في اليأس عن الشيء.وقيل: المنخل هو القارظ العنزي، وقد مر ذكره.والمثل مأخوذ من قول النمر بن تولب:

وقولي إذا ما أطلقوا عن بعيرهم

تلاقونه

يريد أنه قد كبر وعجز عن طلب الأشياء، فإذا غاب عن عينه شيء خشي عليه الفوت، لما يرى من عجزه عن الطلب به.وكان أهل البصرة يقولون: حتى يرجع نشيط من مرو ونشيط مولىً لعبيد الله بن زياد، بنى له داراً فلم يرضها، وأمر بهدمها، فهرب نشيط إلى مرو، وأمر عبيد الله ببناء دار أخرى، فلما فرغ منها أمر فصور في دهليزه كلب وأسد وكبش، وقال: أسد كالح، وكلب نابح، وكبش ناطح.وصور على بابها رءوس أسد مقطعة، فمر بها أعرابي فقال: إن صاحبها لا يتم له سكناها ليلةً، فأخذ وحمل إلى عبيد الله فقال: احبسوه حتى ننزلها ونقتله فيها، ونقل إليها متاعه، فهر كلب فضحك الأعرابي وقال: والله لا يسكنها أبداً، فما أمسى الناس حتى قدم رسول ابن الزبير إلى قيس بن السكن ووجوه أهل البصرة، ودعاهم إلى طاعته فأجابوه، وهرب عبيد الله، ثم دعا الأعرابي وقال له: من أين قلت ما قلت ؟ قال: رأيت رءوس أسد قد قطعت فقلت: قوى ملك قد ذهبت، وسلطان قد انقطع، ورأيت الكلب يهر على من يدخلها، فأطلقه.وأهل الكوفة يقولون: حتى يرجع مصقلة من طبرستان، وهو مصقلة بن هبيرة، وكان سبب هربه من الكوفة أنه كان على أردشير خره من قبل علي رضي الله عنه، فجاء معقل بن قيس بسبي بني ناجية، وكانوا قد ارتدوا عن الإسلام، فصاحوا إلى مصقلة: يا أبا الفضل ؛ امنن علينا، فاشتراهم بثلاثمائة ألف درهم، وأعتقهم، وخرج إلى علي رضي الله عنه، فدفع إليه مائتي ألف درهم، وهرب إلى معاوية رضي الله عنه فقال علي رضي الله عنه: قبح الله مصقلة ! فعل فعل السيد، وفر فرار العبد، ولو أقام ورأيناه قد عجز لم نأخذه بشيء.وأجاز عتق من أعتق ففتش علي دار مصقلة، فوجد فيها سلاحاً فقال:

أرى حرباً مفرقةً وسلماً

وعهداً ليس بالعهد الوثيق

ثم هدمها، فقال يحيى بن منصور:

قضى وطراً منها علي فأصبحت

إمارته فينا أحاديث كاذب

فبناها له معاوية بعد. وقال مصقلة حين لحق بمعاوية:

تركت نساء الحي بكر بن وائل

وأعتقت سبياً من لؤي بن غالب

وفارقت حير الناس بعد محمد

لمال قليل لا محالة ذاهب

ويقولون: حتى يزول عوارض وهو جبل عليه قبر حاتم الطائي، وحتى يشيب الغراب. وفي القرآن: 'حتى يلج الجمل في سم الخياط'.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي