جمهرة الأمثال/احلب حلباً لك شطره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

احلب حلباً لك شطره

احلب حلباً لك شطره - جمهرة الأمثال

يضرب مثلا للرجل يعين صاحبه على أمر له فيه نصيب.والشطر: النصف، وكذلك الشطير.وقال فضالة بن شريك:

أنصف امرئ من نصف حي يسبني

لعمري لقد لاقيت خطباً من الخطب

نصف امرئ يعني أنه أعور، وكان من بني الشطير، وهم من كلب، ومثل هذا بديع من معاني القدماء. وأخذ ذو الريا ستين هذا، فكتب إلى ذي اليمينين ؛ أخبرنا أبو أحمد عن الصولي، عن أبي العيناء، قال: سمعت الحسن بن سهل يقول: كتب إلى المأمون أن طاهر بن الحسين قال:

غضبت على الدنيا فجفت ضروعها

فما الناس إلا بين راج وخائف

قتلت أمير المؤمنين وإنما

بقيت عناءً بعده للخلائف

وقد بقيت في أم رأسي بقية

فإما لحزم أو لرأي مخالف

فاغتم المأمون، فرآه الفضل بن سهل كاسفاً، فقال: ما بال أمير المؤمنين ! إن زأرك أسد فاقذف بي في لهواته ؛ فعرفه الخبر، وأقرأه الشعر.فكتب الفضل إلى طاهر: قرأت كتابك يذكر عنك وساوس تكون عليك لا لك، وأما والله يا نصف إنسان لئن أفكرت لأهمن، ولئن هممت لافعلن، ولئن فعلت أبرمن، ولئن أبرمت لاحكمن.وبعث إليه بالكتاب، فكتب طاهر: ما كل قول حق، وما كل إبلاغ صدق، وإنما أنا عبد استنصح فنصح، إن أمسك عني استزدت، وإن اعتمدت بإحسان شكرت، فمنزلتي كمنزلة الامة السوداء، إن حمل عليها دندنت، وإن رفهت أشرت، وإن عوقبت فباستحقاق، وإن عوفيت فبإحسان.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي