اتخذ الليل جملا
يضرب مثلا للرجل يجد في طلب الحاجة، يقال: شمر ذيلا وادرع ليلا.هكذا قال بعضهم، وقال آخرون: معناه: ركب الليل في حاجته، ولم ينم حتى نالها. وهو من أمثال أكثم بن صيفي، وأخذه أبو تمام فقال:
جعل الدجى جملا وودع راضياً
بالهون يتخذ القعود قعوداً
وقال أكثم أيضاً: 'ادرعوا الليل، فإن الليل أخفى للويل'.فأخذه الشاعر، فقال:
لا تلق إلا بليل من تواصله
فالشمس نمامة والليل قواد
وقلت:
وإنما النجح في ليل ترادفه
إذا تأوب أو صبح تواكبه
وساهر الليل في الحاجات نائمه
وواهب المال عند المجد كاسبه
وقيل: من كثر نومه اشتد فقره، والصبحة مبخرة معجزة مجفرة، والصبحة: نوم الغداة، وقال النابغة الجعدي:
وما طالب الحاجات في كل وجهة
من الناس إلا من أجد وشمرا
فلا ترض من عيش بدون ولا تنم
وكيف ينام الليل من بات معسرا
وقال رجل لبقراط: كيف جمعت هذا العلم الكثير ؟ قال: إني أنفدت من الزيت مثلما شربت من الماء. المجفرة: المصدة عن النكاح، يقال: جفر الفحل، إذا انصرف عن الإبل ولم يضربها.