جمهرة الأمثال/إن يبغ عليك قومك لا يبغ القمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

إن يبغ عليك قومك لا يبغ القمر

إن يبغ عليك قومك لا يبغ القمر - جمهرة الأمثال

يضرب مثلا للرجل يدعي تلبيساً في الامر المشهور.وأصله أن رجلين تخاطرا على غروب القمر وطلوع الشمس صبيحة ثلاث عشرة ؛ أيهما يسبق صاحبه، وكان بحضرتهما قوم مالوا إلى أحدهما، فقال الاخر: تبغون علي ! فقيل له: ، فصار مثلا ؛ أي هو يغيب لوقته لا يحابي أحداً ؛ فليس لشكواك معنى. يضرب للرجل يحتال وهو أسير ممنوع.والمثل لعبد الملك بن مروان، قاله لعمرو بن سعيد الاشدق، وكان عمرو خلعه، وأراد الامر لنفسه ؛ فكتب إليه عبد الملك: رحمتي إياك تصرفني عن الغضب عليك ؛ وذلك لتمكن الخدع منك، وخذلان التوفيق لك.نهضت بأسباب، ووهمتك نفسك أن تستفيد بها عزاً، وأنت جدير ألا تدفع بها ذلا، ومن رحل عنه سوء الظن، واستعبدته الاماني، ملك الحين تصريفه، واستترت عنه عواقب أموره ؛ وعن قليل يتبين من سلك سبيلك بمثل أسبابك ؛ أنه صريع طمع، وأسير خدع، والرحم تعطف على الصفح عنك، ما لم تحل بك عواقب جهلك ؛ فانزجر قبل الايقاع بك، وإن فعلت فإنك في كنف وستر.والسلام. فكتب إليه عمرو: استدراج النعم إياك أفادك البغي، وراحة القدرة أورثتك الغفلة ؛ ولو كان ضعف الاسباب يوئس من شريف الطلاب ما انتقل سلطان، ولا ذل عز إنسان ؛ وعن قليل تتبين من صريع بغي وأسير عدوان ! والسلام. ثم حمل عمرو إلى عبد الملك أسيراً ؛ فقال له: طالما رحلت ثفال الغي، وهجهجت بقعود الباطل ؛ أفظننت أن الحق لا يلحق باطلك، والسيف لا يقطع كاهلك ! وأمر بقتله وكان مكبلا فقال: يا أمير المؤمنين ؛ إن رأيت ألا تفضحني بأن تخرجني إلى الناس فتقتلني بحضرتهم ! وأراد عمرو أن يخالفه، فيخرجه فيمنعه أصحابه ؛ ففطن عبد الملك لذلك وقال: يا أبا أمية، أمكراً وأنت في الحديد !.ثم أمر فقطعوه، فكان ذلك أول غدر في الاسلام.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي