إن في الشر خياراً
معناه أن بعض الشر أهون من بعض.وهو في مذهب قول طرفة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وجاء رجل إلى المبرد فقال له: ما القبعض ؟ فقال: القطن.قال: وما الحجة ؟ قال: قول الشاعر:
كأن على مشافرها قبعضا
وسكت هنيهة ثم قال: أين السائل عن قبعض ؟ فقام الرجل، فقال له: هذه كلمة أخذت من طرفي كلمتين من بيت طرفة فاستبق بعضنا، فتعجب الناس من سرعة جوابه، وافتعاله المصراع حتى رد الخصم وأسكته، ثم من فطنته للموضع الذي أخذت منه الكلمة. ومثل ذلك ما أخبرني به أبو القاسم الحاسب، قال: قلت لبعض المتعاصين للعربية: ما العمال ؛ وأخذته من طرفي كلمتين: ولم أعطكم في الطوع مالي، فقال لي: العمال حبل يشد به الحمار، وأخرج مخرج نظائره، فقالوا: شكال للفرس، وعقال للبعير.وعمال للحمار، قال: فتعجبت من حذقه بافتعال الخطأ، وإخراجه إياه مخرج الصواب. ومن أمثالهم في الشر والخير قول بعضهم: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، وإنما العاقل من يعرف خير الشرين.