جمهرة الأمثال/إن بني صبية صيفيون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

إن بني صبية صيفيون

إن بني صبية صيفيون - جمهرة الأمثال

يقوله الرجل إذا كبر وولده صغار.والمثل لسليمان بن عبد الملك، تمثل به عند موته، وكان أراد أن يجعل الخلافة لبعض ولده، فلم يكن فيه من بلغ إلا من كانت أمه أمةً، وكانت بنو أمية لا يستخلفون أولاد الاماء ؛ وهو الذي قصر بمسلمة بن عبد الملك عن ولاية العهد مع رجاحته وكمال آلته ؛ واتبعوا في ذلك سنة الاكاسرة، ثم أثر الجاهلية ؛ وكان أهلها لا يسودون أولاد الاماء ؛ ويسمونهم الهجناء، الواحد هجين، ويسمون أولاد المهيرات الصرحاء، واحدهم صريح ؛ ولذلك قال هشام بن عبد الملك لزيد بن علي عليه السلام: بلغني أنك تسمو بنفسك إلى الامامة ؛ وهي لا تصلح لاولاد الاماء.قال زيد: إن الامهات لا يضعن من الابناء ؛ هذه هاجر قد ولدت إسماعيل، فما وضعه ذلك، وصلح للنبوة، وكان عند ربه مضياً، والنبوة أكبر من الامامة ؛ وامتد باعه في الشرف حتى كان محمد صلى الله عليه وسلم من نسله. قلما خرج قال هشام لاصحابه: كنتم تخبرونني أن أهل هذا البيت قد درجوا وانقرضوا ؛ وما درج قوم هذا غابرهم. ومما رغب العرب في التسري أن أولاد القرائب عندهم ضاويون ؛ أي نحاف مهزولون ؛ ولذلك قالوا: اغتربوا لا تضووا ؛ أي تزوجوا الغرائب لئلا تضوى أولادكم.وأضوى الرجل: إذا كان له ولد ضاوي ؛ كما يقال: أهزل الرجل ؛ إذا كانت له إبل هزلى ؛ قال الشاعر:

فتىً لم تلده بنت عم قريبة

فيضوى، وقد يضوى وليد القرائب

هو ابن غريبات النساء وإنما

ذوو الشأن أبناء النساء الغرائب

وضوي الولد يضوى ؛ وهو ضاوي، على غير الاصل.وكان سليمان بن عبد الملك يقول وهو في الموت:

أفلح من كان له ربعيون

فيقول عمر بن عبد العزيز: 'قد أفلح المؤمنون' يا أمير المؤمنين. وأصل ذلك في الابل، وهو أن ولد الناقة إذا نتج في الربيع كان أقوى منه إذا نتج في الصيف، وإذا نتج في الصيف ضعف عما نتج في الربيع لعلتين: إحداهما ما يلحقه من شدة الحر فيضعفه، والاخرى أن ما نتج في الربيع قد سبقه بشهرين ؛ فهو أقوى.ويقال للرجل إذا ولد له في شبابه: قد أربع ؛ تشبيهاً بربعية النتاج، وولده ربعي.وإذا ولد له في كبره قيل: قد أصاف، وولده صيفي ؛ تشبيهاً بصيفي النتاج.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي