إنما يضن بالضنين
قاله الاغلب بن جعشم ؛ ومعناه: تمسك بإخاء من يتمسك بإخائك ؛ وشر الناس صحبة، وألامهم إخاء من يرى لنفسه من الحق ما لا يرى عليها. وقيل: 'خل سبيل من وهي سقاؤه. وقال لبيد:
فاقطع لبانة من تعرض وصله
ولخير واصل خلة صرامها
ولا أعرف في هذا المعنى أحسن من قول المثقب:
فإني لو تخالفني شمالي
خلافك ما وصلت بها يميني
إذاً لقطعتها ولقلت بيني
كذلك أجتوي من يجتويني
وقلت:
قد آذن الخليط بانطلاق
فخل عنك شدة الاشفاق
لا تعترضك حمقة العشاق
وداو من ملك بالفراق
فليس للفارك كالطلاق
ومثله قول أبي النضير عمر بن عبد الملك:
رحلت أنيسة بالطلاق
ففككت من ضيق الخناق
لو لم أرح بطلاقها
لارحت نفسي بالاباق
ودواء ما لا تشتهيه
النفس تعجيل الفراق