إذا نزا بك الشر فاقعد
أي لا تسارع إلى الشر وإن أحوجت إلى المسارعة إليه ؛ يحثه على مجانبة الغضب.ولا أعرف في الحث على مجانبة الشر أجود من قول معاوية: إني لاكرم نفسي أن يكون ذنب أعظم من حلمي ؛ وما غضبي على من أملك، وما غضبي على من لا أملك ! معناه: إذا كنت مالكاً له فإني قادر على الانتقام منه ؛ فلم ألزم نفسي الغضب ؟ وإن كنت لا أملكه فلا يضره غضبي ؛ فلم أدخل الضرر على نفسي بغضب لا يضر عدوي. وقلت في هذا المعنى:
وما غضب الانسان من غير قدرة
سوى نهكة في جسمه وشحوب
وقلت:
خل يد الشر وفر منه
وإن رعاك فتصامم عنه
خاب أخو الشر فلا تكنه
وقيل: إياك والشر، فإن الشر للشر خلق.