إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح
يضرب مثلا للرجل يعرف بالكذب ؛ حتى يرد صدقه.وأصله أن القين وهو الحداد إذا كسد عمله أشاع بارتحاله، وهو يريد الاقامة، وإنما يذكر الرحيل ؛ ليستعمله أهل الماء، ثم إذا صدق لم يصدق ؛ لان من عرف بالصدق جاز كذبه، ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه. وقال نهشل بن حري:
وعهد الغانيات كعهد قين
ونت عنه الجعائل مستذاق
كبرق لاح يعجب من رآه
ولا يغني الحوائم من لماق
ونت عنه الجعائل، أي قصرت فلم تبلغه، والجعائل هاهنا: أجور عمله.والمستذاق: قيل المجرب، وقيل المنظور منه إلى ما يفعل ؛ والصحيح أنه إذا أتى قوماً يحسن لهم العمل في أول أمره معهم، حتى يذوقوا ذلك منه فيأتوه، ثم يفسد بعد ذلك فيقول: إنهن أول ما يوصلن يتحببن، ثم يفسدن بعد ذلك ويغدرن.وذقت الشيء: جربته، قال الشاعر:
وإن الله ذاق حلوم قيس
فلما راء خفتها قلاها
راء بمعنى رأى.ويقولون: ذاق السيف، إذا جربه: أصارم أم كهام، والسرى: سير الليل، مؤنثة، فأما قول لبيد:
قال هجدنا فقد طال السرى
فإنما قال ذلك ؛ لانه فعل قد تقدم، وليس بتأنيث حقيقي.ويقال: ما كان قيناً، ولقد قان يقين قيانةً، وقان الحديدة يقينها: أصلحها.وقن إناءك، وكل أمة قينة ؛ مغنيةً كانت أو غير مغنية، ولا يقال للعبد قين.وأنشد ثعلب:
ولي كبد مجروحة قد بدا بها
صدوع الهوى لو كان قين يقينها
وتقينت تقيناً، أي تزينت، وأنشد:
وهن مناخات تجللن زينةً
كما اقتان بالنبت العهاد المجود