جمهرة الأمثال/إذا جاء الحين حار العين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

إذا جاء الحين حار العين

إذا جاء الحين حار العين - جمهرة الأمثال

الحين: الأجل، ويقال له بالفارسية: هوش.وحار: تحير.وقال ناظم كتاب كليلة:

ما لقي الناس من الآجال

كأنها مصيدة الآمال

ولم يقولوا هاهنا: حارث العين ؛ لتقدم الفعل الفاعل، ولان الاسم المؤنث الذي لا علم فيه للتأنيث وليس تأنيثه حقيقياً ربما ذكر ؛ مثل العين والأذن والسماء والأرض، وقد قال الشاعر:

والعين بالإثمد الحاري مكحول

ولم يقل: 'مكحولة'. ويقال في هذا المعنى: 'إذا جاء القدر عشي البصر' وقال نافع بن الأزرق لابن عباس: تقول: إن الهدهد إذا نقر الأرض عرف مسافة ما بينه وبين الماء، فكيف لا يبصر شعيرة الفخ حتى يصاد ! فقال ابن عباس: إذا جاء القدر عشي البصر.ومثله قول أكثم بن صيفي: 'من مأمنه يؤتى الحذر'. وقال الآخر:

وكيف توقي ظهر ما أنت راكبه

أي كيف تنجو مما أنت حاصل فيه !وقال أوس بن حارثة لابنه: إنما تعز من ترى، ويعزك من لا ترى. وقلت:

وقد يعرض المحذور من حيث يرتجى

ويمكنك المرجو من حيث يتقى

وقيل: لا ينفع سهولة المطلب مع وعورة القدر، ولا يغني الحذر إذا حم القدر، وإذا حم القدر دم البصر، وإذا أبرم القدر حسن الظفر، وإذا حان القضاء ضاق الفضاء.وقال الشاعر:

ذهب القضاء بحيلة المحتال

ومعنى قوله: 'دم البصر'، أي سد كأنه طلي بشيء، من قولك: دممت القدر ؛ إذا طليتها بالطحال.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي