جمعت في العيد حولي سائر الآل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جمعت في العيد حولي سائر الآل لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة جمعت في العيد حولي سائر الآل لـ أحمد الكاشف

جمعتُ في العيد حولي سائرَ الآلِ

وملتقى الآل حولي كلُّ آمالي

أباً دعوني ومالي فيهمُ ولدٌ

ولستُ للقوم غيرَ العمِّ والخال

كأنني وهمُ في الدار مطَّلعٌ

منهمْ على أمم شتى وأجيال

أُعِدُّهمْ لغدٍ مما أعدُّ غداً

في هذه الأرض أجنادي وأبطالي

ما أحسنَ الشملَ أرعاه وأشهده

لأمَّهاتٍ وآباءٍ وأطفال

فلا أرى فرقة في الدهر قاطعة

لمطمئنٍّ وخفّاق وجوّال

ولا يصاب هديلٌ في أليفته

ولا الغضنفر في غيل وأشبال

أقمت في الريف لا أشقى بطاغيةٍ

من الرجال ولا لاهٍ وختّال

وعشت بالرطب من بقل وفاكهة

فيما ملكت وماءٍ فيه سلسال

أحرِّمُ اللحم لي زاداً وأحسبه

طعام مفترس كالذئب مغتال

وقد أقاتل للحيِّ المسالم من

طير ومن حيوان كلَّ قتال

لو كان للنبت إحساسٌ رأفت به

وبتُّ للنبت أيضاً غيرَ أكّال

كأنما قريتي ما دمتُ ساكنها

ولايةٌ وكأن العمدةَ الوالي

أطلت فيها اعتزال العالمين ولي

بكل ناحيةٍ همي وأشغالي

لقيتُ في عِشرةِ الجُهّال عاطفةً

لم ألقها من رجالٍ غير جُهّال

ولم أجد من وضيع الذِكر خاملُهُ

ما ساءني من رفيع الذكرِ مختالِ

حملت أثقالَ قومي وهي فادحةٌ

عنهم وما شعروا يوماً بأثقالي

وهان شأنيَ حتى ليس يذكرني

من استعان بأقواليْ وأعمالي

وما حرصت على عينيْ وعافيتي

حرصي على العهد في حِلِّي وترحَالي

وما أباليْ ونفسي في سلامتها

طولَ اعتلالي بأعصابي وأوصالي

ومحنة لا عزاءً أن أرى بلداً

سوى بلاديَ أولى بيْ وأوفى لي

لو كان ما أغفلوا مني وما تركوا

يغنيهمُ لم يطل تركيْ وإغفالي

ولو بليت بجبارين ما بلغوا

مدى الأحبةِ في قهري وإذلالي

أريد حرية الوادي السليب وبي

منه جراحي وآلامي وأغلالي

والدهر يعجلني حيناً ويمهلني

حيناً وسيانَ إعجالي وإمهالي

ولو بلغت من الآجال غايتها

لما انتفعت بأعمار وآجال

شعري استوى فيه عاصيه وطيِّعُهُ

كما استوى فيه إكثاري وإقلالي

وما أفاد غناءٌ فوق رابيةٍ

ولا أفاد بكاءٌ فوقَ أطلال

وقد تبينت ما في الناس زهدني

وكان في الزهد إعزازي وإجلالي

ولست يوماً لموجودٍ بمحترس

ولا على رد مفقود بمحتال

ولو أتى بالنعيم الدهر ملء يدي

لم يأت إلا لإملالي وإعلالي

ولست أسأل عن حقي وقيمته

ولو تولاه ميزاني ومكيالي

إن لم يكن ليَ ديوانٌ وحاشيةٌ

يوماً فحسبي محاريثي وأنوالي

ألست ممن دعا الأحزاب فأتلفت

وردتْ الأمرَ من حال إلى حال

كفى من القوم بالزلفى رجوعهم

إلى الذي فيه كانوا أمس عُذَّالي

أرى المودةَ بالقنطار بينهمُ

ولم أفز بينهمْ منها بمثقال

ولم أزل بينهم للخصم متقياً

دخائلاً هي في ذهني وفي بالي

أخشى على رسلهم نيّاته وهمُ

منه أمامَ جلاميدٍ وأدغال

وما تزال كما كانت سياسته

يدور فيها بألوانٍ وأشكال

وموضع الند أرجو عنده لهمُ

لا موضعَ الصَيْد في أنياب رئبال

حق المصير تولَّوه بشملهمُ

وهو الكفيل بتغيير وإبدال

إن لم يجئ يومهم بالخير أجمعه

ففي غد كل إتمام وإكمال

والجوُّ ينذر من نار بعاصفة

حرباً وفي الأرض إنذار بزلزال

وقد يكون لهم في ضيقهم فرجٌ

كما تدَافَعُ أهوالٌ بأهوال

يا فتية الشعر هذا اليوم موسمكم

ومِهرجان البيانِ القيِّم الغالي

أمانَة الفن أديتم وما لكمُ

ما تستحقون من عطف وإقبال

وحسبكم أن فيه أخوة لكمُ

من أغنياءٍ وأربابٍ وأقيال

تجاهدون بآذانٍ وأفئدةٍ

وترجعون بلا جاهٍ ولا مال

وتملكون من الدنيا سرائرها

ولا تحلون منها الموضع العالي

وما يتاح لكم في الأرض متسع

كما يتاح لعرَّاف ودجال

قالوا انقضى الشعر بعد الشاعرين ولم

يأنس بغيرهما ميدانه الخالي

ولست وحدي له في مصرَ بعدهما

فمصر ملأى بأشباهي وأمثالي

أيشغلنَّهمو ركبٌ مضى وثوى

عما أمامهمُ والمقبل التالي

إن لم ير الحيُّ بعد الميت منزلةً

منهم فلا خير في المحزون والسالي

وإنَّ كل بناءٍ لا يصير إلى

أبناء بانيه لهو الدارس البالي

خير من البلد الخصب المباح حمىً

صعب الجوانب من جدبٍ وإمحال

والملك بالجند والحصن المحيط به

لا بالحقولِ ونهرٍ فيه سيال

شرح ومعاني كلمات قصيدة جمعت في العيد حولي سائر الآل

قصيدة جمعت في العيد حولي سائر الآل لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي