جلنار يزدهي أم قرقف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جلنار يزدهي أم قرقف لـ مهدي الطالقاني

اقتباس من قصيدة جلنار يزدهي أم قرقف لـ مهدي الطالقاني

جلّنارٌ يزدهي أم قرقفُ

قد جلاها أهيفٌ ذو مَيس

بزغت كالشمس تحتَ الظُلَم

فاحتساها ناظري قبلَ فمي

خمرةٌ في سكبها سكب دمي

قد جلاها لي نديمٌ مترف

هزأت ألحاظُه بالنَرجس

غُرست في إرمٍ ذاتِ العماد

التي فاقت على كُل بلاد

فغدت تُخبر عن أيام عاد

وثَمودٍ من همو قد سلفوا

شغفاً فيها لطيبِ المغرس

طافَ فيها وهي شمسٌ قمرُ

بكؤوسٍ كالدراري تُزهر

وهي نارٌ في الدجى تستعر

وبقلبي حرُّها لو يُنصف

آه لو يمزجها باللَعس

قامَ يجلو الكأسَ في وادي العقيق

بمذابِ التِبر أو ذوب العقيق

وهو من سُكر هواهُ لا يُفيق

صرعته صبوةٌ لا قرقف

فهوَ من صَبوته ذو مَيس

أشقيقُ الوَرد في الكأسِ زَها

أم أُذيبتْ وجنةُ الساقي بها

أم تراهُ من دَمي يملؤها

أم بقاني أدمعي إذ تَذرف

صُبغتْ فالتهبتْ من نفسي

كلّما شَعشعها قلتُ اسقني

فبغير الكأسِ لم افتَتن

قالَ خذها بكؤوس الوَسَن

قلتُ في جفنَيْكَ سيفٌ مرهف

أختشيه فهو موتُ الأنفس

طافَ فيها غَنجٌ تحتَ الدجى

فوَهبناه الحِجى والمُهجا

صدغُه يتلو إذا الليل سَجى

والضحى يتلو علينا المرشف

وهي والشمس تلت بالأكؤس

كم جَلا الكاساتِ في ركل الكثيب

ما ئِساً في دلِّه مثلُ القَضيب

حيثُ لا أخشى وُشاةً ورَقيب

لا ولا عاذلَ فيهِ أعرف

غيرَ أني ثملٌ في أُنسي

معهدٌ كانَ به العيشُ رَغيد

وشتيتُ الشمل كالعِقدِ نَضيد

وزَماني بوصَال الغِيدِ عِيد

حيثُ وردُ الخدِّ منها أقطف

ورَحيقاً من لماها أحتسي

كم حَبسنا العِيس في تلكَ الربُوع

فانحنتْ شوقاً عليهن الضُلوع

وأحَلنا التُربَ منهنّ دموع

فأنا ما عشتُ فيها كلف

منحني الظهر كاحناء القسي

ظلَّ قلبي بينَ هاتيكَ النُجود

من زَرودٍ لا عدا الغيثُ زرود

آه لو عصرٌ مضى فيها يعود

إذ يديرُ الكأسَ فيها أهيف

ذو جُفونِ فاترات نُعّس

يا غزال الرمل في سفح العقيق

سفحُ عيني غدا سفحَ العقيق

وبقلبي أضرمت ذاتُ الحريق

فمتى تُطفؤها يا مُسعف

بثناياك العذاب اللُعس

كم قتيلٍ منكَ في سيفِ الجُفون

وشهيدٍ غُسله ماءُ العيون

إي وسرٍَّ لك في قلبي مَصون

وردُ خدَّيك بهم يعترف

يا منى النفس ومجرى النفس

زارني والليلُ محلولُ الوِشاح

وأريجُ المسكِ في خدَّيهِ فاح

قائلاً يمزجُ جداً بمزَاج

كادَ قدِّي فرحةً ينقصف

إذ عليٌ سرّنا في عرس

فأُهنيه جزاءً ووفا

حيثُ قد أمحظَني ودّاً صَفا

ثمّ أتلو من مديحٍ صُحفا

إنّهم بالمكرماتِ التحفوا

فسموا بالمجد فوقَ الأطلس

من ترى منهم تَراهُ أسَدا

يفرسُ العُدم بأظفار الندى

وإليهِ الدّهرُ ألقى المِقوَدا

فشأى رُتبة مجدٍ يَقفُ

دُونها العقلُ وحدسُ المحدس

فأُهنّيه فتًى سَادَ الكِرام

هامَ بالمجد وفيه المجدُ هام

ولقد حاز العُلى قبلَ الفِطام

بأبٍ يُعزى إليه الشَرفُ

فغدا يدعى عليَّ المعطس

قد شأى المجدَ بآباءٍ وجَد

وبجودٍ يُخجلُ الغيثَ وجدّ

وكذا المرء إذا وجدَّ وجدْ

فهو في الجود سَحابُ يَكفُ

ومُنى العُرب وفَخر الفُرُسِ

دمتُم ما دامَت السَبعُ الطِباق

بِعُلاكم فيكُم عيشي راق

يا حسين مَدحُكم ما لا يُطاق

إنني مُذ عدتُ فيكم أصف

ثقبَ المدحُ جديدَ البُرنِس

شرح ومعاني كلمات قصيدة جلنار يزدهي أم قرقف

قصيدة جلنار يزدهي أم قرقف لـ مهدي الطالقاني وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن مهدي الطالقاني

مهدي الطالقاني. شاعر، وأديب من النجف نشأ في بيت علم ودين ويتصل نسبه بعلي بن أبي طالب، كان من معلميه السيد ميرزا الطالقاني والشيخ محمد طه نجف والشيخ آغا رضا الهمداني، في شعره غزل ومدح ورثاء ومن أبيات تعشقه قوله: وكم ليلةٍ قد بِتّ فيها منعَّماً على غير واشٍ بين بيضِ الترائب ألا من مُجيري من عيُون الكواعبِ فقد فعلت في النفس فعل القواضب مات ودفن في النجف الشريف. من مؤلفاته: (منهاج الصالحين في مواعظ الأنبياء والأولياء والحكماء)[١]

تعريف مهدي الطالقاني في ويكيبيديا

السيّد مهدي بن رضا بن أحمد الطالقاني (1848 - 1924) كاتب وشاعر عراقي. ولد في النجف ونشأ فيها دارسًا على كبار علماء عصره، فبرز بعد مدّة واحدًا من الفضلاء حَسَني السيرة، شاعرًا مطبوعًا وأديبًا مرموقًا. له ديوان شعر جمعه محمد حسن الطالقاني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهدي الطالقاني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي