جفون دمعها أبدا غزير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جفون دمعها أبدا غزير لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة جفون دمعها أبدا غزير لـ حسن حسني الطويراني

جفون دمعها أَبداً غزيرُ

وَقلبٌ يستطيرُ بهِ الزفيرُ

وَشَوقٌ دائمٌ بعدَ التَنائي

يَجورُ وَحزمُ نَفسٍ لا يُجير

عَلى أَيّ الأَحبة صرتُ أَبكي

وَمَن أَبكيهم الخلق الكَثير

فَذا وَدّعتُه وَالدَمع يَجري

وَذاكَ فقدتُه وَهوَ الظَهير

وَذا لا أَستطيع لَهُ سَبيلاً

وَذاكَ لقاؤه أَمرٌ عسير

وَزاد تَحسري تفريقُ جَمعٍ

بفرقتِه لنا افترقَ السُرور

وَأَيأسنى من الدُنيا شَبابٌ

عَلى رَغمي تَولّى لا يَحور

وَقَدماً بتّ ذا جفنٍ قَريرٍ

وَلي قَلب بِمَن يَهوى قَرير

وَقَدماً كانَ لي لعبٌ وَلَهوٌ

وَبِالأَحباب وَالدُنيا الغَرور

وَقَد كانَت بِهم تَزهى اللَيالي

وَهمٌّ غائبٌ وَهُمُ حضور

وَكُنتُ وَلَستُ أَنكرُ ما تَقضّى

عَلى الغايات لي أَمرٌ يَسير

فَكَم قصرٍ كَوُكنِ النسرِ بُعداً

سَمَوتُ لَهُ عَلى مَهلٍ أَزور

وَكَم خدرٍ كعيص اللَيث عزّاً

خلصتُ لَهُ وَما أَغنى الزَئير

وَكُلٌّ كان يَملكُه شَبابي

وَكُلٌّ حَيثُ آمره يَسير

وَللصهباء شَمسٌ كَم تَجلَّت

عَلَينا وَالمديرُ بِها يَدور

فَليلٌ حَيث نمسي في هَناءٍ

وَصبحٌ مثلما نَهوى يُنير

فَإِن بتنا شكونا قصرَ لَيلٍ

وَليلُ الوَصلِ حَيث صَفا قصير

وَإِن نصبح فرحنا وَاصطبحنا

وَتنعمنا الأَصائل فالبكور

أَرى هذا أُخَيّ وَذا حَبيبي

وَكُلٌّ بِالهَنا نَحوي يشير

أَلا يا قلبُ هان لَك التَسلّي

وَقَد ضمت جَميعَهمُ القُبور

وَقَد يا عَين جفَّ الدمعُ منا

وَما جفَّت وَلا فَنيت بحور

أَبعد تفرّدي عن كُل خلٍّ

كَأَنّ جَبينه البَدرُ السفور

وَبَعد تشتُّتِ الجَمعِ المفدّى

تُغرّرُنا من الدُنيا أُمور

دَعى يا نَفسُ ما تَدعوا الأَماني

فَإِنّ مصيرَنا ذاكَ المصير

فَلا حبٌّ يَدوم وَلا محبٌّ

وَلا ملكٌ يَعيش وَلا وزير

وَللدنيا أُمورٌ وَالبَرايا

يَهوّنُ جلَّها الرَجل البَصير

مَتى كانَ البَقاءُ إِلى فَناءٍ

وَغاياتُ المقرّ هوَ العبور

فَماذا يُبتغَى من دارِ ذلٍّ

وَغايتُها التحوّلُ فَالمرور

فَيا وَيح العُيون تَرى وَتَنأى

وَيَشغلُ ربَّها الطَيفُ الغَرير

كَأني حين أَذكرُ من تَولى

وَقَد مَضت الأداهرُ فَالعُصور

صَريعٌ لَيسَ يدرك من رماه

وَلا يُرجَى وَلَيسَ لَهُ ثَئير

فَيا لِلّه ما أَقسى فؤادي

لعمري إنه قاسٍ صبور

أَبعد أَحبةٍ يَهوى وَيَلهو

وَتُشرَبُ بَعدَ ساقيها الخُمور

وَيا لِلّه ما أَقوى عُيوني

عَلى صَبِّ الدُموع فَما تمير

أَيحسن أَن تَرى غُصناً نَضيراً

وَما فَقدت هوَ الرَوض النَضير

فَآهٍ لَو شفت آهٌ غَليلاً

وَرجعاً لو تُطاوعنا الدُهور

وَكيفَ وَلَست تدفع ما قضاه

وَلم يدفعه ما أَبدى قصير

فَدَع ما لَيسَ يُغني عَنك شَيئاً

فَإِنّ اللَه قهارٌ كَبير

وَهبك تَنال بالجدّ الثريا

فَهل بَعد العلا إِلا الدثور

وَهَل غير القُبور محطُّ رَحلٍ

وَإِن جدّت ببانيها القصور

عَلى تلكَ الوجوه وَإِن تفانَت

سَلامُ اللَه ما طلعَت بدور

وَدَمعٌ يفضحُ الأَجفانَ قانٍ

وَحزنٌ منهُ تنشقُّ الصدور

فَيا تلك الأَحبةُ كَيفَ بِنّا

أَلَيسَ البينُ ذو خطبٍ يضير

تسابقنا فجدّ بكم حَثيثٌ

وَأَبطأ بي أَنا الأَجلُ العَثير

أَلا رَجعٌ لَكُم نحوي وَإِلا

فَسيرا بي وَإِن بطل المَسير

لعمري ما نسيتُ لكم وَفاءً

وَما أَنا في بِعادكمُ صبور

وَلكنّ الأُمور لَها حدودٌ

مقدّرةٌ وَيَعلمُها القدير

شرح ومعاني كلمات قصيدة جفون دمعها أبدا غزير

قصيدة جفون دمعها أبدا غزير لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي