جزعت لهم بالجزع اذ نذروا دمي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جزعت لهم بالجزع اذ نذروا دمي لـ ابن اللبانة الداني

اقتباس من قصيدة جزعت لهم بالجزع اذ نذروا دمي لـ ابن اللبانة الداني

جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي

على نظرة كانت بغير توهم

حموا نظري ما في الخدود من الجنى

وقد أخذوا ما في الترائب من دمي

فردوا علي الأرض حلقة خاتم

باعراضهم ودارة درهم

وعهدي بهم الكثيب وخدرهم

يشير بعَناب اليَ وعندم

يا قطني درَّ الحديث وذوبه

عقيق مذاب في الدماء من الدم

وفود يقودون العراب وتحتهم

كرائم من رهطي جديل وشذقم

يغير على زرق المياه وقد رنت

اليها عيون الزرق من كل لهذم

وترعى ربيعا للصوارم حوله

رياض بما فيها من الدهر تحتمي

وفي سدرة الوادي من الحي شادن

ربيب ولكن في عرينة ضيغم

يدير علي الراح من لحظ ناضر

ويمنعنيها من ثنيّة مبسم

مشى في موشىً عبقريّ كأنه

طراز الصبا منه بخّدٍ منعّم

ومال على كافورة من بنانه

لها منبت بين الوشيج المقدم

حبيب لو انّ الحسن شِعرٌ لما غدا

مديح حبيب أو تغزل مسلم

فيه انتما من صبابتي

ومن رميه نحوى لمقلة مرتمي

رماني بعينيه وثنى بسهمه

فأثبت في قلبي ثلاثة أسهم

وما أنس لا أنس الخيال الذي سرى

سرى البرق في داج من الليل مظلم

أتى بهدياتٍ فما مدّ راحةً

وادى رسالاتٍ ولم يتكلم

لثمت الثرى حيث استقلت بي الخُطى

فلافحني عن ردع مسك مختم

وأملت تسليما عليه فقيل لي

على الشمس عن إذن الكواكب سلّم

ومَن لم يسلم في الديانة والدُّنا

الى ناصر الأنصار ليس بمسلم

همام تبيت المأثرات همومه

فيصبح منها بين مغنىً ومغنم

بعيد حدود الفضل لاصفةً له

سوى انه من جوهر متجسّم

صفا فلوان الشمس تُعطي شعاعه

لما احتجبت في ليل أريد أقتم

ورقّ فلولا ان فيه جزالة

من الباس لاستنشقته في التنسم

كأنّ سجاياه ربيع مفوّق

تفتح عن زهر نضير منعم

كأنّ تخاطيط الحياة بخدّه

حواشي رداء مذهب النسج معلم

كأنّ سنا مرآه في جود كفّه

سنا الشمس في حِبَا الغيث ينهمي

كأنّ الذي في نوره من تلألؤٌ

شقيق الذي في ناره من تضرم

كأنّ تواقيع الرضا بعد سخطه

مواقع مزنٍ في عواقب صيلم

كأنّ مذاقيه ليانا وشدة

حلاوة شهد في مرارة علقم

كأنّ لدى هيباته وهِباته

جنى جنةٍ محفوفةٍ بجهنم

كأنّ ثبوت الراسيات ثبوته

اذا خفّ من خوف الردى كل محجم

كأنّ أديم الأرض راحة كفّه

وفي بسطها قبض على كل مجرم

اذا ضلّ أملاك الزمان فانه

الى رشده اهدى من اليدِ للفمِ

يزف الى الأعداء من حومة الوغى

عروس خمار عطرها عطر منشم

ويركب في أوحالها ظهر شيظم

فيحملهم منهم على ظهر شيهم

فيرجوه حتى الطير مما تعودت

بلحم عداه مطعما بعد مطعم

نفى العدم حتى ردّ كل مكانةٍ

واغرب من عنقائها شخص معدم

لك المنشآت الجاريات كأنها

ضواري شواهين على الماء حوم

فظلّت بها بين النواظر والكرى

فمن محرم يسري الخيال لمحرم

حمدنا لها فضل التأخر انه

يقال يكون الفضل للمتقدم

أقامت عذاري بالعذارى حواملاً

ولم تر الا أن تجيء بتوأم

هي الغيد وافت منك في الصدِّ عيدها

فمن موسم في موسم طيّ موسم

محاسن اثار لو تمثلت

بمثل شجي كان عدة أرهم

شرح ومعاني كلمات قصيدة جزعت لهم بالجزع اذ نذروا دمي

قصيدة جزعت لهم بالجزع اذ نذروا دمي لـ ابن اللبانة الداني وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن اللبانة الداني

أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة. من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد. وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً. له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة) ، و (نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و (سقيط الدرر ولقيط الزهر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي