جام الأماني بالصفا قد دارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جام الأماني بالصفا قد دارا لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة جام الأماني بالصفا قد دارا لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

جامُ الأماني بالصفا قد دارا

شمس التهاني أسفرت أستارا

بدر المسرَّة ذرَّ في فلك الهنا

وأعاد ليل الخافقين نهارا

وكواكب الأفراح مبدرةً تُرى

قد سُومت بيد المُنى أبدرا

وتبسَّمت بالسر أزهار الرُبى

عن ثغر دُرٍّ ضوَّأ الأمصارا

وتمايلت أفنان دوحات الرضى

بمعاطفٍ فيها الورى قد حارا

وبلابل الروض الأغن ترنمت

والورق بات صدوحها هدّارا

وصُروحُ عُليا المجد شامخةً بدت

تلقي ببهجة سمكها الأقمارا

وشد اليمامُ لدى الصباح مغرداً

بمشوق لحنٍ شوَّق الأطيارا

وصباح أنسٍ فيه من أرج الصبا

عرفٌ شذاهُ لقد أتى معطارا

كم ساجعٍ من فوق غصن نضيرة

يسمو برقة سجعهِ الأشعارا

وخرائد الأفكار راق نظامها

بعقود دُرّ تدهش الأبصارا

بنت البديع بديعةٌ في حسنها

ذرَّت كبدرٍ يألف الأخدارا

صيغت معانيها قريضاً فانثنت

لعقود جيدٍ مُنطقت أنوارا

كم أيقظت قلب الخلي إلى الهوى

بنعاس ألحاظ وهنَّ سكارى

حوراءُ عينٍ قد سمت عينَ المها

منغنج لحظيها نرى البتّارا

من فرقها الزاهي تألق بارقٌ

مذ ليلَ غرَّتها النسيمُ أطاراً

في صدغها تلقي الصباحَ وليلهُ

متألفينَ مجلببينِ خمارا

يخشى العُذافز لسع عقرب سالفٍ

وهو الأنيس كسى الجمال وقارا

كم ريش قلبٌ من قِنسي حواجب

ترمي السهام ولن ترى الأوتارا

وصبيح وجهٍ للصباح مضارعٌ

وصبوح ريقٍ تسكر الأبكارا

مذ شمتُ مرآة الجبين تحيَّرت

أفكار قلبي إذ رايتُ عذارا

فتبست عُجباً وقالت يا فتى

هلّا رأيتَ بوجنةٍ غَرّارا

هذي سجنجل فرق خودٍ خيَّلت

لك عارضاً ما لم تنلهُ عذارى

فاحذر لخطّار القوام وقلَّما

تلقى فتىً لا يألف الخطارا

أفدي قناة قوام هائفة اللوا

لدنا كستهُ يدُ النقاءِ إزارا

إن ماس طابت من أريج صفاته

نسماتُ طيبٍ بالصبا قد سارا

حورُ العيون لقد تلاعب سحرهُ

يلقي عليك من الدجى الأسحارا

كم بات صبُّ الغانيات مُلهَّفاً

يبغي اللقا لا يتقي الأخطارا

ما أن ترى لهفاً بهِ بمضارعٍ

لهفي لا مدح سيداً كُبّارا

أعني البشير وبُشِّرَت فيه العلا

حمدَ الورى بوفودهِ الأقمارا

وهو الهمام الأروع الشهمُ الذي

يهب المعالي والفخارا فخارا

وهو الشريف ابن الشريف المرتجى

قد طاب عنصرهُ وساد سرارا

وهو الحليم الفاضل السامي الذُرى

وهو الكريم ويمنح الايسارا

وهو الفخيم المرتقي أفقَ النُهى

شهم سما فوق السما مقدارا

بدر الإمارة شمس مجد بني العلا

وببابهِ تلقي الوفود عسارا

وسليل مجدٍ كابرٌ عن كابرٍ

ولكم أتى لِمُؤمَّلٍ إزّارا

شهمٌ تفرَّد بالشجاعة في الوغا

يلقي الخميس غضنفراً كرّارا

صمصامهُ الفصامُ ضاءَ وميضهُ

بشوا الرجال ويفصم الهصّارا

ما للأراقم لسع لدن سنانهِ

إذ قد أفاض بطعنهِ الإنثارا

وإذا انتضى عضباً تقطعت العدى

ولكم أحلَّ بعاتقٍ هبّارا

أوهزَّ رمحاً مكِّنت وكزاتهُ

بعلا الصدور وقد أباح دمارا

أو قد رقي محبوس غزوٍ ضامراً

يوم الكريهة قد حمى المِضمارا

يلقى الجحافل بالأسنة والظبا

يهمي النجيع كصيبٍ مقطارا

وهو الجواد سما الجياد جوادهُ

ولكم أطار لدى الهجوم غبارا

ولكم أهاج أجيج هيجاءٍ لدى

وقع النصال وكم أحلَّ بوارا

أغشى الغزالة بالضحى غاراتهُ

وكسى النهار كما الظلام عِكارا

كم هز أركان الثوابت بأسهُ

بشديد عزمٍ لن يرى الإحسارا

وهوالظلوم على البغاة وإنما

لأولى السكينة لم يكن قهّارا

يهب الألوفَ إلى الألوف وقلَّما

يرتاد سائلهُ المدى الدينارا

جدواهُ فاضت في الأنام خضارماً

هل شيمَ قبل من الجدا التيّارا

أحيا العبيدَ الدهر غيث نوالهِ

ولكم أفاض على العباد نُضارا

جبّار قلبٍ مع كسير خواطر

وهو العطوفُ وليسهُ جبّارا

البادع الإنصاف ما بين الملا

وبعطفه يهب الجوارَ جوارا

محيي العدالة مُدرىءُ لخصومةٍ

يبدي المراحم قاهراً نصّارا

وهبَ الورى أمناً تمازج راحةً

وكؤوس راح المكرمات ادارا

سارت عدالتهُ كما سار اسمهُ

فوق السحاب لمن درى تذكارا

مولى رقي السبع الطباق برفعةٍ

ووضيع قلبٍ لن يرى استكبارا

مولىً أبي قتل البعوض تعمُّداً

ودمُ الظلوم يُرى لديهِ جُبارا

سارٍ على سنن الإله وقلبهِ

صافي السريرة يتقي الأضرارا

ورحيب فيحات الترائب صدرهُ

يفنى الزمان ولن يرى الاضجارا

يرعى العباد مع البلاد زمانهُ

يأبى التجهُّد آرقاً سَهّارا

ضاءَت دياجير الظلام بيمنهِ

لاشى المظالم ضمحل الغَدّارا

قد أرغس الدهر العقوق وأينع ال م

روض الجدوب وقد أجاد ثمارا

زان السياسة والرياسة مثلما

أحبا البلاد وجدَّد الإعمارا

قد جرَّ من فوق المجرَّة ذيلهُ

ذاك الطهور وقد سما الأطهارا

صاغَ الكلام عقود نظمٍ ضارعت

عقد الجمان وقد سمتهُ شوارا

فاق البديع مع ابن ساعدةٍ كما

قد جاءَ مولىً نابقاً نبّارا

جمع الفصاحة والبلاغة والحجى

دون البلوغ ولم يكن مهذارا

قد قاد ضامرة النُهى بشكيمةٍ

ألقى لعرنين العلاءِ سفاراً

يهب الرعية من نداهُ مكارماً

تدعو الرضيع إلى الدعاءِ جُوأَرا

رقت سجاياهُ وراق محاسناً

جمع الفضائل والكمالَ جمارى

يا أيُّها المولى الذي شرف الورى

يا منجزاً نحو العبيد أمارا

يا خير رهط المكرمين تبوّءاً

بل نعم مولى يكره الإخفارا

أنت الذي نلت المحامد في الورى

ورقيتَ متناً لن يصيب عِثارا

وسموت قدراً فوق شامخة الذُرى

وعلوت منزلةً تفوق حضارا

قد خصَّك اللَهُ العليُّ بمنصِبٍ

وهو الحكيم ومنعمٌ إيثارا

في طود لبنان حللت برأسهِ

فوق الرُؤوس كما الصباح جهارا

هُنئت يا مولاي فيما نلتهُ

من ملك ملكٍ قد أجاد نظارا

لا زلت في أوج السعادة والهنا

ترعاك ألحاظ الإله دهارا

فاسلم ودُم بالغنم مع نيل المنى

ما دام عصرٌ يخلف الأعصارا

ونرى زمام السعد في يدكم ولا

يبدي بعوض العائضين نفاراً

لبنان بشرى بالرغائب سرمداً

فاقبل بشيراً سيداً سفسارا

وأنا المُبَشِّر أرخوا تبشيرنا

لبشير أحمد أحمدُ الأدهارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة جام الأماني بالصفا قد دارا

قصيدة جام الأماني بالصفا قد دارا لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها ثلاثة و ثمانون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي