ثنى الصعدة السمراء من لين قده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ثنى الصعدة السمراء من لين قده لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة ثنى الصعدة السمراء من لين قده لـ لسان الدين بن الخطيب

ثَنى الصّعْدَةَ السّمْراءَ منْ لِينِ قَدِّهِ

وجَرّدَ منْ أجْفانِهِ سَيْفَ خَدِّهِ

وأقْبَلَ في جَيْشٍ منَ الحُسْنِ رائِعٍ

ترَى العَرَبَ العَرْباءَ منْ دونِ بَنْدِهِ

فمِن ثُعَلِ الزّوْراءِ لمحَةُ طَرْفِهِ

ومنْ مُضَرِ الحَمْراءِ صَفْحَةُ خدِّهِ

ولاحَتْ لهُ في حوْمَةِ القَلْبِ فتْكَةٌ

تعجَّلَ نصْرَ اللهِ فيها لوَعْدِهِ

فحكّمَ سيْفَ اللحْظِ في عسْكَرِ الهَوى

فكَمْ مُهْجةٍ مطْلولَةٍ فوقَ خدِّه

وكم منْ فُؤادٍ ضاعَ في مأزَق الهَوى

فَقيداً وقد أبْلَى بمَبْلَغِ جُهْدِهِ

وأشْكَلَ فيها موْتُهُ منْ حَياتِهِ

فعُمِّرَ في حُكْمِ الغَرامِ لفَقْدِهِ

بنَفْسي حِجازيُّ الجَمالِ إذا انْتَمى

تَطأْطَأَتِ العُلْيا لعِزّةِ مجْدِهِ

تبسَّمَ عنْ دُرٍّ منَ السِّمْطِ رائِقٍ

تأنّقَ صُنْعُ اللهِ في نَظْمِ عِقْدِهِ

ثَناياهُ قد أبْدَتْ مَعالِمَ بارِقٍ

وأنْفاسُهُ أبْدَتْ نَواسِمَ نجْدِهِ

وأعْطافُهُ تبْدو علَيْها إذا انْثَنى

شَمائِلُ منْ بانِ الحِجازِ ورَنْدِهِ

تفَجَّرَ منْ عيْنِ الجَمالِ بمَوْرِد

تَحومُ القُلوبُ الهِيمُ منْ دونِ وِرْدِهِ

يَلوحُ على أزْرارِهِ قَمَرُ الدُّجى

ويَمْرَحُ غُصْنُ البانِ في طيِّ بُرْدِهِ

ويحْتالُ أثْناءَ الذُّوابَةِ هازِئاً

كما اخْتالَ سيْفٌ في حَمائِلِ غِمْدِهِ

لَئِنْ قَلِقَتْ أعْطافُهُ في وِشاحِهِ

فكمْ أقْلَقَتْ قلْبَ المَشوقِ بوَجْدِهِ

وإنْ كَحَلَ السِّحْرُ المُبينُ جُفونَهُ

فكَمْ كحِلَتْ طَرْفُ المُعنّى بسُهْدِهِ

وقالوا عِذارٌ قلْتُ لا بَلْ صَحيفةٌ

عَقَدْتُ لهُ فيه وَثيقَةَ وُدِّهِ

وشَى صَفحَةَ الخدِّ الصّقيلِ فزانَها

كما زانَ صَفْحَ السّيْفِ وشْيُ فِرِنْدِهِ

فَيا لابِساً شَعْرَ الذُّؤابَةِ ناسِكاً

ليُخْبِرَ في وَصْلي بمَذْهَبِ زُهْدِهِ

ركِبْتُ طَريقَ الصّبْرِ وهْيَ مَفازَةٌ

ليَ اللهُ منْ غَوْلِ الطّريقِ وبُعْدِهِ

مَواقيتُ هَجْرٍ أرْبَعونَ قَضيْتُها

فَيا مَنْ لصَبْري منْ بُلوغِ أشُدِّهِ

إذا حَمَلَتْ طَلَّ الغَمامَةِ أدْمُعي

رَوى القلبُ منّي في الهَوى سِقْطُ زَنْدِهِ

سَقى اللهُ عهْدَ القُرْبِ أفْضَلَ ما سَقى

عُهودَ الهَوى العُذْريِّ منْ صَوْبِ عهْدِهِ

ويوْماً على رَغْمِ الوُشاةِ اخْتَلَسْتُهُ

جَهَرْتُ بشُكْرِ اللهِ فيهِ وحَمْدِهِ

تَناعَسَ جَفْنُ الدّهْرِ عنّيَ قاصِداً

ورُبّتَما نالَ امْرؤٌ فوْقَ قَصْدِهِ

وحَلّ عَميدُ البيْتِ بيْتيَ زائِراً

كما حلّ بدْرُ التِّمِّ في بَيْتِ سَعْدِهِ

فيا لَيْتَ قومِي يعْلَمونَ بأنّني

ظَفِرْتُ على يأسي بجَنّةِ خُلْدِهِ

فقبّلْتُ في لَيلِ الذّؤابَةِ وجْهَهُ

وعُذْتُ بذاكَ النّورِ منْ ليْلِ صَدِّهِ

وعاطَيْتُهُ حَمْراءَ في لونِ أدْمُعي

إذا سَكَبَتْ ذوْبَ العَقيقِ لبُعْدِهِ

وقلْتُ لِساقِيها وللأُنْسِ طاعَةٌ

تحَكَّمُ في هَزْلِ الحَديثِ وجدِّهِ

أدِرْها فَرَوْضُ الخَدِّ أخْضَلَهُ الحَيا

وحَفَّ طِرازُ الآسِ منْ حوْلِ وَرْدِهِ

فناوَلَها مَمْزوجَةً برُضابِهِ

ولوْ أنّني أنْصَفْتُ قُلْتُ بشُهْدِهِ

فلمّا بدَتْ للرّاحِ فيهِ ارْتياحَةٌ

ومالَتْ شَمالٌ للشَّمولِ بقَدِّهِ

توسّدَ أضغاثَ الرَّياحينِ وانْثَنى

يغِطُّ غَطيطَ الطِّفْلِ منْ فوْقِ مَهْدِهِ

فبايَعْتُ سُلْطانَ العَفافِ ولمْ أُجِزْ

على فِكْرَتي إلا الوَفاءَ بعَهْدِهِ

أبا الشّرف الأرْضَى تلطَّفْ بأنْفُس

غَزاها غَرامٌ أصْبَحَتْ نهْبَ جُنْدِهِ

ترفَّقْ وعَلِّلْها بأيْسَرِ نائِلٍ

يَحوطُ ذَماها كالسَّلامِ ورَدِّهِ

وإنْ أنْتَ لم تَفْعَلْ فما أنْتَ في الوَرى

بأوّلِ موْلَى جارَ في حُكْمِ عبْدِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ثنى الصعدة السمراء من لين قده

قصيدة ثنى الصعدة السمراء من لين قده لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي