تيمم بعيس الشوق حي الأحبة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تيمم بعيس الشوق حي الأحبة لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة تيمم بعيس الشوق حي الأحبة لـ حسن حسني الطويراني

تيمم بعيس الشَوق حَيَّ الأَحبةِ

وَسِر بِالمُنى حَيثُ استوت وَاطمأنتِ

وَصل بِالسُرى التَأويبَ وَالوَخد نصها

وَجب وَاغترب علّ اللقا بَعدَ فرقة

فَلن تبلغ المحبوبَ إِلا إِذا اتقت

موانعها عَنهُ بحمل المشقة

وَيا حبذا المَسرى إِذا ما اِنتَهى السُرى

إِلى المَنزل الأَسمى المُنير الأَهلة

فَثمّ رسومٌ آنساتٌ تَأبّدت

وَثمّ مغانٍ آهلاتٌ تعفَّتِ

وَثمّ طُلولٌ قف بها موقفي بِها

وَبلّغ سَلامي وَاوف حقَّ التحية

فَعهدي بِأَهليها جبالٌ ترفعت

إِلى أَنجُمِ الجَوزاء حَيث استقلت

كرامٌ وأَوفى الناس عهداً وموثقاً

وَأَرعى وَأَقواهم عَلى كُل ذمّة

دهاةٌ إِذا ما المشكلات تفاقمت

هداةٌ متى الأَفكارُ بالأمر ضلت

سُيوفٌ إِذا خاصمتَ همّوا فعززوا

حصونٌ تقي اللاجي حلولَ المُلمَّة

عزازُ النواصي طيباتٌ نفوسُهم

كرامُ السجايا وَاللقا وَالعشيرة

تسامت بهم أَحسابُهم عن تليدهم

من المَجد وَالإقدام في كُل وَجهة

فَإمّا رَضوا كانوا رِياضاً أَريضةً

وَإِن غضبوا صالوا بعضب مصلّت

وَإِن وَهَبوا كانوا غيوثاً لمجتدٍ

وَإِن غلبوا كانوا ليوثَ الكريهة

بكفيك منهم ما اعتمدتَ ببأسهم

تَصولُ وَبِالنُّعمى تقي النَفسَ بِالَّتي

لَهم يَلجأُ للاجي بهم يَأنسُ الَّذي

تُرَوّعه الآفاتُ منها بوحشة

فكم حوّلوا من نعمةٍ بعد نعمةٍ

وَكَم حوّلوا من نقمةٍ بعد نقمة

تَقسَّم في الدينا نداهم وَبأسُهم

فَسادوا عَلى الدُنيا بِنارٍ وَجنة

لذاك بنو للمجد بيتاً عَلى السَما

وَتَحتَ الثَرى مِنهُ الدعام استقرّت

تَرى الجار فيهم يحسد الصبح أَمسه

فَيسعدُ في يَومٍ وَيَهنا بليلة

لَهُ مَشيةُ الخَيلاء إِن راح عزةً

وَفي مشيةٍ يغدو بها قُرَشية

كَأَنّ لَهُ مِنهُم شَقيقاً وَوالداً

شَفيقاً وَيَلهو بَين أَهلٍ وَجيرة

رَعى اللَه أَياماً بهم كَيفَ أَقبلت

فَسرّت فَلما آنس القَلبُ وَلّت

تَوالت فَلم نعلم لما حق واجب

فَلما تَولّت أَعقبت أَيَّ حسرة

كَذا النَفس إِن واليتها الخَيرَ أَقبلت

فَنالَت فَإِن طالبتها الشكر ملّت

وَإِن أَنتَ قَد كلفتها فوق وسعِها

تخلّت وَإِن أَلزمتَها الحَقَّ شذّت

وَثنتان للإنسان لا بدّ منهما

حياة لموتٍ واعتزازٌ لذلة

بعيشك هل عاينتَ في الناس قبلنا

تَحلُّلَ روحٍ في الجسوم العديدة

مساواة ودّ بين خلٍّ وَصاحبٍ

وَإنصاف حكمٍ بين لين وشدّة

كبير الحمى يَرعى الصَغير حنانة

وَراعيه لا يختال بين الرعية

لعمري وَإِن أَبكي الفراقُ عيونَنا

لَقَد طالما بتنا بعينٍ قريرة

وَإنا وَإِن شانا القَضا حسن جمعنا

لَقَد كُنت ترجونا لجمع المشتت

عفاءٌ عَلى الدُنيا وَأَوقاتِ عزها

فَما كانت إِلا منحة وَاستُرِدّت

وَهل هيَ إِلا منزلٌ في طريقنا

تناوب فيهِ أُمّة بعد أُمة

فَيا صاحبي بالحيّ ما فعلت بِهِ

طوالُ الليالي في العهود القَصيرة

تَرى أَنّ هاتيك الرواسي بواذخاً

وَإِلا فقد مادت رجاء البسيطة

وَهل نارها يعشو لها ضاربُ الفلا

وَهَل سهلُها رحبٌ لمزجي المطية

وَيا لَيت شعري يجمع اللَه بيننا

عَلى بعدِ ما بين اغترابٍ وَأَوبة

وَهَل ما مَضى يَوماً بِهِ العُمرُ راجعٌ

فَيَفسحَ لي بين المُنى وَالمنيّة

وَقَد أَسرعت في بَسط لذات أُنسنا

وَآمالنا الأَيام طيّ الصحيفة

لَكَ اللَه كَم كُنا وَكانوا وَكلنا

يَصولُ عَلى الدُنيا بعز وَعزوة

تَطوف بنا الآمال من كُل جانب

كما طِيف بالبيت العَتيق بمكة

فَترتدّ عنا وَالغنا بعضُ مالها

كما ردّ ظامٍ عن عيون معينة

وَندني موالينا وَنُقصي عدوّنا

وَنفعل ما قلنا بحكمٍ وَحكمة

أَنَلنا بني الدُنيا فنلنا ثناءها

وَسُدنا وَسوّدنا بهمٍّ وَهمة

فَكنا وَلا في الناس يُرهَبُ غيرُنا

وَلا فيهم يرجَى سوانا لرغبة

لَنا المنزلُ الأَعلى نَرى الناس دوننا

وَنحنو عليهم بين قدرٍ وَقدرة

يَرى جارُنا الدُنيا قنيصةَ كفِّه

وَيَرجع راجينا بِأَهنى غَنيمة

بِأَي ذنوب أَوجبَ الدَهرُ ما جَرى

لَقَد أَخطأ المَرمى بسهمِ المصيبة

رَمى عَينه اليمنى وَكُنا ضياءها

وَكُنا اليد البيضا رماها فشُلَّت

وَكانت بنا الأَفياء فاجتث أَصلها

لتبك البَواكي مستظل الحميّة

لعمري لَئن نال القضا بعضَ قصده

فَما ساءَنا بل ساء كُلَّ الخَليقة

فما حال حيّ غاب عَنهُ حماتُه

إِذا اعتسف الجاني حجابَ المصونة

وَمِن ذا يلبي القَوم إِن هِيَ أَعولت

سِوى غائب نادى بصوت الحزينة

أَقول وَأومّيروس عبدٌ لمنطقي

وَإني لَعنْ يانوس أَروي رويتي

عَجبتُ لنجم الفرقدين اطمأنتا

وَقَد راعَت الدُنيا نديمي جذيمة

وَقد زَلزَلت عاداً بنكباء صرصرٍ

وَأَردت ثموداً بين نار وَظلة

وَقد روّعت ياعو وَفلَّت عروشَه

وَما زالَ للمعلول دورٌ بعلة

وَلكنّ قوماً راعَنا الدَهرُ عَنهمُ

أَضاعوا الضيا في ليلةٍ مدلهمة

وَهَل حَسُنت أَرضٌ بغير سمائها

وَهَل تِلكَ إلا بالشموس المضيئة

فَلا تجزعوا إلا على عرش عزة

تخاوى وَأَعلامٌ من المَجد ميلت

وَلا تعجبوا أَن زعزعتنا نوائبٌ

فسيرُ الرواسي آيةٌ للقيامة

فكيف يَطيبُ العَيشُ وَالنبتُ حنظلٌ

وَكَيفَ يَسوغُ الوِردُ من ماء دمعة

وَما العَيشُ إِلا تحتَ أَكناف ماجدٍ

فَتُمسي عَلى أَمنٍ وَتُضحي بعزة

إِذا أَنتَ قَد وافيتَهُ أَو رَجَوتَه

تَرى كُلَّ مَجدٍ فيهِ كُلَّ المروءة

تناديه للعليا تراها سمت بهِ

وَتَدعوه للجلَّى فَتحظى بمنعة

وَقَد سادَ عَن جدّ وَجدّ وَعَن أَب

وَعَزمٍ وَحَزم وَاختبار وَخبرة

وَرَأيٍ كَأَنّ الغَيب يُوحي لَهُ الهُدى

إِذا معضلات المشكلات اكفهرّت

يلينُ فتروي عن شمائله الصبا

وَيقسو فيروي الطودُ آيات عصمة

كَأَنّ المنايا وَالأَمانيّ قُسِّمت

وَفي راحتيهِ لِلورى كُلُّ قسمة

فَإِن هوَ وَالى أَثمر الصمّ برّه

وَإِن هو عادَى جفّ أَيكُ الخميلة

وَما هوَ إِلا السَيف ينكي عدوّه

وَيَحمي مواليه بدرء العظيمة

علا منزلاً لَو كانَ ما يستحقه

لما شيد إلا فوق نهر المجرّة

فَما المَجدُ وَالعليا وَحسنُ الثنا سوى

معانٍ بهِ قامَت فحلت بصورة

فَذاكَ الَّذي لا يَعرف الوَهن عزمه

وَلا تبتليه بِالهَوى والمظنة

فقل ما تشا في حمده أو مديحه

فلن تبلغ المعشار من شكر نعمة

ففي الحكم حدّث عن حسامٍ وَذابلٍ

وَفي الحلم خبر عن حكيم البرية

وَعَن قدره فَسِّرْ بعنوان باذخ

وَعبِّرْ عن الماضي باسم العزيمة

فَلن تنكر الأَقلام ما السَيف عارفٌ

وَلَن تنكر الهيجاء فضل الرياسة

تَرى المحفل المشهود أَو حومة الوَغى

لكلٍّ به علمٌ وسل دست دَولة

فَلا راية للمجد إلا سمت بِهِ

وَلا غاية إلا ومنه استمدّت

ولا موكب إلا به ازدان وَازدَهى

وَلا محفل إلا اعتلاه بسطوة

وَكان جلال الدَهر وَهوَ جمالُه

وَكان وليّ الأَمر دفع المهمة

فغاب جمال المجد فانظر لوجهه

تَرى أَيّ حال للعنا مستحيلة

وَحسن المَعالي حيثما غاب شانها

وَلو ردّه دَهرٌ لَها لتجلت

لِأَيّ فَتى كانت أَمانيه غيره

تضلل عن باز فنادى بهامة

فَكَم من يد بيضا له سوّدت فَتى

وَأَغنت وَأَقنت حَيث أَغنَت وَأَقنت

وَما العُمر إِلا زخرف ثم ينقضي

وَتُبقي الليالي ذكرَه في الصحيفة

شرح ومعاني كلمات قصيدة تيمم بعيس الشوق حي الأحبة

قصيدة تيمم بعيس الشوق حي الأحبة لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثمانية و ثمانون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي