تهن بها أشرف الأرض دارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تهن بها أشرف الأرض دارا لـ سبط ابن التعاويذي

اقتباس من قصيدة تهن بها أشرف الأرض دارا لـ سبط ابن التعاويذي

تَهَنَّ بِها أَشرَفَ الأَرضِ دارا

جَمَعتَ العَلاءَ لَها وَالفَخارا

وَأَلبَستَها هَيبَةً مِن عُلاكَ

مَلَأتَ النَواظِرَ مِنها وَقارا

أَعادَ المَساءَ صَباحاً بِها

ضِياؤُكَ وَاللَيلَ فيها نَهارا

تَبَوَّأتَها فَكَأَنَّ الجِبالَ

حَلَّت بِأَرجائِها وَالبِحارا

تَتيهُ عَلى البَدرِ بَدرَ السَماءِ

بِساكِنِها شَرَفاً وَاِفتِخارا

بِها عارِضٌ لا يَغِبُ العَطاءَ

وَبَدرُ دُجىً لا يَخافُ السِرارا

قَضاها بِأَلطَفِ تَدبيرِهِ

فَأَحسَنَ فيما قَضاهُ اِختِيارا

وَأَنشَأَها كَعبَةً لِلسَماحِ

فَأَوضَحَ نَهجاً وَأَعلى مَنارا

تَرى لِوُفودِ النَدى حَولَها

طَوافاً بِأَركانِها وَاِعتِمارا

فَكادَت وَقَد رَمَقَتها السَماءُ

تُلقي النُجومَ عَليها نِثارا

وَأَضحَت حِمى مَلِكٍ لا يُجارُ

عَليهِ وَبَحرُ نَدىً لا يُجارا

إِمامٌ تَبَلَّجَ وَجهُ الزَمانِ

بِوَجهِ خِلافَتِهِ وَاِستَنارا

وَكانَت تَرى الغَدرَ أَيّامُنا

فَعَلَّمَها كَيفَ تَرعى الذِمارا

وَآلى عَلى الدَهرِ أَن لا يَنالَ

مَآرِبَهُ مِنهُ إِلّا اِقتِسارا

وَأَصبَحَ بِاللَهِ مُستَنجِداً

فَخَوَّلَهُ بَسطَةً وَاِقتِدارا

كَريمُ المَغارِسِ مِن هاشِمٍ

يُجيرُ العِدى وَيُقيلُ العِثارا

يُضَيِّقُ بِالجودِ عُذرَ الجُناةِ

وَيوسِعُ ذَنبَ المُسيءِ اِغتِفارا

جَوادٌ إِذا لَم يَكُن يَبتَديكَ

قَبلَ السُؤالِ رَأى الجودَ عارا

أَماتَ السُؤالَ وَأَحيى النَوالَ

وَراضَ الجِماحَ وَخاضَ الغِمارا

هَنيءُ المَوارِدِ جَمُّ الحِياضِ

يَدنو قُطوفاً وَيَحلو ثِمارا

بَرى البَأسُ وَالجودُ أَقلامَهُ

فَطوراً نَجيعاً وَطوراً نُضارا

كَما اِعتَرَضَت في عَنانِ السَماءِ

وَطفاءُ تَحمِلُ ماءً وَناراً

حَمى حوزَةَ الدينِ مُرُّ الإِباءِ

أَبى أَن يُذِلَّ لَهُ الدَهرُ جارا

وَرَدَّ ظُبى الجَورِ مَفلولَةً

وَأَيدي الحَوادِثِ عَنّا قِصارا

إِذا أَنضَتِ البيضُ أَغمادَها

كَسَت خَيلُهُ الجَوَّ نَقعاً مُثارا

مِنَ القَومِ تُشرِقُ أَحسابُهُم

كَما وَضَحَ الصُبحُ ثُمَّ اِستَطارا

هُمُ خيرَةُ اللَهِ مِن خَلقِهِ

وَأَكرَمُهُم يَومَ فَخرٍ فِخارا

إِذا عَنَّ خَطبٌ وَجَدبٌ قَرَوهُ

وُجوهاً صِباحاً وَأَيدٍ غِزارا

سَأَملَأُ فيهِ أَقاصي البِلادِ

ثَناءً مَتى سارَتِ الشَمسُ سارا

وَأُبقي عَلى مَفرِقِ الدَهرِ مِن

هُ تاجاً وَفي مِعصَمَيهِ سِوارا

قَوافٍ كَأَنّي عَلى السامِعينَ

أُديرُ بِهِنَّ شُمولاً عُقارا

تَضَوَّعَ مِسكاً كَأَنَّ الثَناءَ

شَبَّ بِها مَندَلِيّاً وَغارا

وَتَفتَرُّ عَن شِيَمٍ كَالرِياضِ

ضاحَكَ نَوّارُها الجُلَّنارا

حِسانٌ فَإِن كُنتُ أَرسَلتُهُنَّ

عَوناً فَإِنَّ المَعاني عَذارا

وَأَشكُرُ ما خَوَّلَتني يَداهُ

شُكرَ رِياضِ الرَبيعِ القُطارا

وَإِنّي لَراجٍ بِهِ أَن أَنالَ

مَحَلّاً رَفيعاً وَأَمراً كُبارا

فَيُعدِمَ لي مِن زَمانِ الشَبابِ

لَيالِيَ قَضَّيتُهُنَّ اِنتِظارا

فَلا زالَ يُبلي لُبوسَ الزَمانِ

وَيَنضوهُ ما كَرَّ فينا وَدارا

تَؤُمُّ وُفودُ التَهاني حِماهُ

كَما أَمَّ دُفّاعُ سَيلٍ قَرارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تهن بها أشرف الأرض دارا

قصيدة تهن بها أشرف الأرض دارا لـ سبط ابن التعاويذي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن سبط ابن التعاويذي

هـ / 1125 - 1187 م محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو . شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.[١]

تعريف سبط ابن التعاويذي في ويكيبيديا

ابن التَّعَاوِيذِي (519 - 583 هـ / 1125 - 1187 م) هو شاعر عربي، من أهل بغداد. هو محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي، أو سبط ابن التعاويذي. مدح صلاح الدين الأيوبي بقصائد ثلاث بعث بها إليه من بغداد. توفي في الثاني من شوال سنة 583 هـ / الخامس من كانون الأول سنة 1187 م وقيل سنة 584 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي