تنفست نسمات السحر في السحر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تنفست نسمات السحر في السحر لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة تنفست نسمات السحر في السحر لـ ابن النقيب

تَنَفَّسَت نَسَماتُ السحر في السَحَر

وهينمت في ميادين من الزَهَر

فنَبَّهت كلَّ مِرْنام الضحى غَرِدٍ

حالي الطلاَ مخضَب الكفين مستَحِر

وحبّذا شدوات الطير جاوبها

عزفُ القيان على النايات والوَتَر

حيث المزاهر تندى من غضارتها

محاجرُ النور في الآصال والبكُر

وللمعاطف من أغصانها مَيَدٌ

ممزق لجيوب الظل في الغدُر

تحكي لنا بارتجاس الريح في ورق

منها يرفّ على فينانها النضرِ

رقص الدَهاقين ما زالت ترفّ له

معاطفُ الغيد في خُضْر من الأَزُر

تلقى بها الشمس في خدّ الثرى لمعاً

جاءت بها فُرَج الأوراق كالغُرر

كأنّما حُوّة الأفياء تلبَسه

بها ملاءة ما قد حيك للنَمِر

والنهر يصدى بهاتيك الظلال كما

تصدى صفيحة حدّ الصارم الذكر

والزهر يفرش في شطَّيه ما رقمت

فيه السحائب من ريط ومن حِبَر

ربعية الوشي لا ينفكُّ زِبْرجها

يجلو لنا من حُلاها أحسنَ الصور

فقم بنا لابتكار العيش قد شرفت

لهاته بالمنى في رّيق العُمُر

بكل أهيف قد ألوى زرافته

على سنا البدر في مائية الزهر

كأنما خدّه مُذْ راح ممتعناً

من العيون بتضريج من الخَفر

صحيفة ملكت من درة بسطت

جرى بها ذوب ياقوت على قدر

ورقّة السمع بالألحان من فمه

فالسمع في مثلما طوراً أخو النظر

فكم تمتع سمعي والهوى أمم

يوماً بأوصاف شهم طيب الأثر

هو ابنِ خدن المعالي وابن بجدتها

عبد الرحيم إِمام البدو والحضر

مولىً أنافت على العِضَّيْن بهجته

وغادرت قُسَ مَعْ سحبان في حصَرِ

بكل معنى خلوب اللفظ جال به

ماء السلاسة في روض من الفِقَر

طلْق الأعنة في نَهْجِ البلاغة لا

ينفك عن خاطر في البحث مستعر

قد برّزت في رهان الفضل فكرته

وأحرزت قصبات السبق والظفر

أربت على الروضة الغناء شيمته

لطفاً إِذا مازجتها رقة السحَر

مولاي يا مَن سرت تعنو لساحته

نوازع للمنى لولاه لم تَسِر

إِليكها من بنات الفكر غانيةً

عذراء تزهو بحسن الدَلّ والحَورَ

تزدان منك بأوصاف نسقن على

لبَّاتها من حُلاها أنفس الدُرَر

شرح ومعاني كلمات قصيدة تنفست نسمات السحر في السحر

قصيدة تنفست نسمات السحر في السحر لـ ابن النقيب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي