تنبهوا يا عباد الله واعتبروا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تنبهوا يا عباد الله واعتبروا لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة تنبهوا يا عباد الله واعتبروا لـ ناصيف اليازجي

تنَّبهوا يا عِبادَ الله واعتبروا

فالموتُ بالبابِ والأرواحُ تنتظرُ

ما بينَ لحظةِ عَينٍ في تَرَدُّدها

تأتي المَنايا ويَمضي السَمْعُ والبَصَرُ

الرِّيحُ أفضلُ من أرواحنا مَدَداً

نَعَمْ وأفضلُ من أجسادنا الحَجْرُ

هاتيكَ تَرِجعُ إذ هبَّتْ نسائِمِها

وذاكَ يبقَى فلا يُمحى لهُ أثَرُ

أستغفرُ اللهَ من دهرٍ مضى عَبَثاً

في اللَّهوِ والسَّهْوِ نُمسي حيثُ نَبتكرُ

ندري بغُربةِ دارٍ نازلينَ بها

وليسَ يخطُرُ في بالٍ لنا السَّفرُ

دُنياكَ مِثْلُ خَيال الظِلِّ مُنبسِطاً

والنَّاسُ في طيِّهِ الأشباحُ والصُّورُ

نأتي ونذهبُ مِن أُنثَى ومن ذَكَرٍ

كأنمَّا لم يَكُن أُنثَى ولا ذَكَرُ

يمشي الفَتَى مِثْلَ ليثِ الغابِ مفترِساً

وكالفريسةِ يغدو وَهْوَ مُنكَسِرُ

قد باتَ كالبُرجِ عبدُ اللهِ ثمَّ غدا

مثلَ الهَباءِ الذي في الرِّيحِ يَنتثِرُ

لفُّوهُ ويلاهُ بالأكفانِ مندرِجاً

كما يُلّفُّ بغيمٍ في الدُّجَى القَمرُ

وسارَ في نعشِهِ عالي المقامِ كما

بالأمسِ كانتْ تُعلِّي قَدْرَهُ البَشَرُ

قد سابَقَ البينُ فيهِ الشيَّبَ مُختطِفاً

من قبلِ أن يَعتريهِ الشَّيبُ والكِبَرُ

رامَ الطَّريقَ إلى مَوْلاهُ مُختصراً

كسالكِ الطُّرِقِ يَستدني ويَختصِرُ

قد كانَ للنَّاسِ منهُ كلُّ مَنفَعةٍ

ممَّا استطاعَ ولم يُعرَفْ لهُ ضَرَرُ

وكانَ للنَّاسِ حَظٌّ من غِناهُ فقد

كانَ الغِنَى عندَهُ غُصناً لهُ ثَمَرُ

مُهذَّبُ النَّفسِ في قَوْلٍ وفي عَمَلٍ

لهُ على نفسهِ من قلبهِ سَهَرُ

بَني شُقَيرٍ خُذوا بالصَّبرِ واعتصِموا

إنَّ اللَّبيبَ على الأحزانِ يَصطَبِرُ

ربٌّ دعا عبدَهُ يوماً فبادَرَهُ

وكلُّ عبدٍ إلى مَولاهُ يبتَدِرُ

تُصرِّفُ النَّاسُ في الدُّنيا الأمورَ ولا

يَتمُّ فيها سِوَى ما صرَّفَ القَدَرُ

ورُّبما حَذِروا ما لا يُصادِفُهم

فيها وصادَفَهم غيرُ الذي حذِروا

للمرءِ في الدَّهرِ يومٌ لا مَساءَ لهُ

يرجو لِقاهُ وليلٌ ما لهُ سَحَرُ

يُعِدُّ للعَيْشِ من أموالهِ صُرَراً

شتَّى فيضحَكُ منهُ المالُ والصُرَرُ

كم ماتَ من شاربٍ والكأسُ في يدِهِ

فكانَ بينَ حواشي وِردِهِ الصَّدَرُ

ومُخبرٍ قبلَ أن تَمَّتْ عبارَتُهُ

بكلْمةٍ قد جَرَى عن مَوْتِهِ الخَبَرُ

النَّاسُ للموتِ لا للعيشِ قد وُلِدوا

فَهْوَ الحياةُ التي تُرْجَى وتُعْتَبَرُ

يا ويلَ أيَّامِنا الأولى التي رَبِحتْ

في الأرضِ إن خَسِرتْ أيَّامُنا الأُخَرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تنبهوا يا عباد الله واعتبروا

قصيدة تنبهوا يا عباد الله واعتبروا لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي