تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تنبهوا واستفيقوا أيها العرب لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة تنبهوا واستفيقوا أيها العرب لـ إبراهيم اليازجي

تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب

فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ

فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم

وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُبُ

اللَّهُ أَكبرُ ما هَذا المَنام فَقَد

شَكاكُمُ المَهد وَاِشتاقَكُمُ الرَّبُّ

كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم

تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ

ألِفتُم الهون حَتّى صارَ عِندَكُمُ

طَبعاً وَبَعضُ طِباعِ المَرءِ مُكتَسَبُ

وَفارَقَتْكُم لِطول الذُلِّ نَخوَتكُم

فَلَيسَ يُؤلِمُكُم خَسفٌ وَلا عَطبُ

لِلّهِ صَبركُمُ لَو أَن صَبرَكُمُ

في مُلتَقى الخَيلِ حينَ الخَيلُ تَضطَرِبُ

كَم بَينَ صَبرٍ غَدا لِلذُلِّ مُجتَلِباً

وَبَينَ صَبرٍ غَدا لِلعزِّ يَحتَلبُ

فَشَمِّروا وَاِنهَضوا لِلأَمرِ وَاِبتَدِروا

مِن دَهرِكم فُرصَةً ضَنَّت بِها الحِقَبُ

لا تَبتَغوا بِالمُنى فَوزاً لِأَنفُسِكُم

لا يُصدقُ الفَوزُ ما لَم يَصدُقِ الطَّلَبُ

خلُّوا التَّعَصُبَ عَنكُم وَاِستَووا عُصباً

عَلى الوِئام وَدَفعِ الظُّلمِ تَعتَصِبُ

لِأَنتمُ الفِئةَ الكُثرى وَكُم فِئةٍ

قَليلةٍ تمّ إِذ ضَمَت لَها الغَلبُ

هَذا الَّذي قَد رَمى بِالضَّعفِ قوَّتكم

وَغادرَ الشَّمل مِنكُم وَهُوَ مَنشَعبُ

وَسَلّطَ الجورَ في أَقطارِكُم فَغَدَت

وَارضها دونَ أَقطار المَلا خِربُ

وَحُكَّم العِلجَ فيكُم مَع مَهانَتِهِ

يَقتادكُم لِهَواهُ حَيثُ يَنقَلبُ

مِن كُلِّ وَغدٍ زَنيمٍ ما لَهُ نَسَبٌ

يُدرى وَلَيسَ لَهُ دينٌ وَلا أَدبُ

وَكُلُ ذي خَنثٍ في الفَحشِ مُنغَمِسٍ

يَزدادُ بِالحَكِّ في وَجَعائهِ الجَرَبُ

سِلاحَهُم في وُجوهِ الخَصمِ مَكرَهُمُ

وَخَير جُندِهُم التَّدليسُ وَالكَذبُ

لا يَستَقيمُ لَهُم عَهدٌ إِذا عَقَدوا

وَلا يَصحُّ لَهُم وَعدٌ إِذا ضَرَبُوا

إِذا طَلَبتَ إِلى ودٍّ لَهُم سَبباً

فَما إِلى ودِّهم غَير الخَنى سَببُ

وَالحَقُّ وَالبُطل في ميزانِهم شرعٌ

فَلا يَميلُ سِوى ما ميَّل الذَّهَبُ

أَعناقكُم لَهُمُ رقٌّ وَما لَكُمُ

بَينَ الدُّمى وَالطُّلا وَالنردُ مُنتَهبُ

باتَت سِمانُ نِعاجٍ بَينَ أَذرُعِكُم

وَباتَ غَيركُم لِلدُّرِّ يَحتَلِبُ

فَصاحِبُ الأَرضِ مِنكُم ضِمنَ ضَيعتِهِ

مُستَخدَمٌ وَرَبيبُ الدَّارِ مُغتَربُ

وَما دِماؤُكُم أَغلى إِذا سُفِكتْ

مِن ماء وَجهِ لَهُم في الفُحشِ يَنسَكِبُ

وَلَيسَ أَعراضُكُم أَغلى إِذا اِنتُهِكَت

مِن عِرضِ مَملوكِهِم بِالفلسِ يَجتَلِبُ

بِاللَّهِ يا قَومَنا هُبُّوا لِشأنِكُمُ

فَكَم تُناديكُمُ الأَشعارُ وَالخَطبُ

أَلَستُم مِن سَطوا في الأَرضِ وَاِفتَتَحوا

شَرقاً وَغَرباً وَعَزّوا أَينَما ذَهَبُوا

ومَن أَذَلُّوا المُلوكِ الصِّيدَ فَاِرتَعَدَت

وَزلزلَ الأَرضَ مِما تَحتَها الرّهَبُ

وَمن بَنَوا لِصروحِ العزِّ أَعمِدَةً

تَهوي الصَّواعقُ عَنها وَهيَ تَنقَلِبُ

فَما لَكُم وَيحَكُم أَصبَحتُمُ هملاً

وَوجهُ عزّكم بِالهونِ مُنتَقِبُ

لا دَولةٌ لَكُمُ يَشتَدُّ أزرَكُمُ

بِها وَلا ناصِرٌ لِلخَطبِ ينتَدِبُ

وَلَيسَ مِن حُرمةٍ أَو رَحمةٍ لَكُمُ

تَحنو عَلَيكُم إِذا عضتكمُ النُّوَبُ

أَقدارُكُم في عُيونِ التُّركِ نازلَة

وَحَقَكُم بَينَ أَيدي التُّرك مُغتَصَبُ

فَلَيسَ يُدرى لَكُم شَأنٌ وَلا شَرَفٌ

وَلا وجودٌ وَلا اِسمٌ وَلا لَقَبُ

فَيالِقَومي وَما قَومي سِوى عَرَبٌ

وَلَن يُضَيَّعَ فيهُم ذَلِكَ النَسَبُ

هب أَنَّهُ لَيسَ فيكُم أَهلُ مَنزِلَةٍ

يُقَلَّدُ الأَمرَ أَو تُعطى لَهُ الرُّتَبُ

وَلَيسَ فيكُم أَخو حَزمٍ وَمَخبرةٍ

لِلعَقدِ وَالحَلِّ في الأَحكامِ يُنتخَبُ

وَلَيسَ فيكُم أَخو علمٍ يُحكَّمُ في

فَصل القَضاءِ وَمِنكُم جاءَتِ الكُتُبُ

أَلَيسَ فيكُم دَمٌ يَهتاجُهُ أنفٌ

يَوماً فَيَدفَعُ هَذا العار إِذ يَثِبُ

فَأَسمِعوني صَليلَ البَيضِ بارِقَةً

في النَّقعِ إِني إِلى رَنَّاتِها طَرِبُ

وَأَسمَعوني صَدى البارودِ مُنطَلِقاً

يَدوي بِهِ كُل قاعٍ حينَ يَصطَخِبُ

لَم يَبقَ عِندَكُمُ شَيءٌ يَضنُّ بِهِ

غَيرَ النُّفوسِ عَلَيها الذُّلُّ يَنسَحِبُ

فَبادِروا المَوتَ وَاِستَغنوا بَراحَتِهِ

عَن عَيشِ مَن ماتَ مَوتاً مُلؤُهُ تَعبُ

صَبراً هَيا أُمَّةِ التُّركِ الَّتي ظَلَمت

دَهراً فَعمَّا قَليلٍ تُرفَعُ الحُجُبُ

لنطلبنَّ بِحَدِّ السَّيفِ مأَرَبنا

فَلَن يَخيبَ لَنا في جَنبِهِ أَرَبُ

وَنَترُكَنَّ عُلوجَ التُّركِ تَندُبُ ما

قَد قَدَّمَتهُ أَياديها وَتَنتَحبُ

وَمِن يَعِشْ يَرَ وَالأَيام مُقبِلَةٌ

يَلوحُ للمَرءِ في أَحداثِها العَجبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

قصيدة تنبهوا واستفيقوا أيها العرب لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي