تنال المعالي باغتنام المحامد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تنال المعالي باغتنام المحامد لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة تنال المعالي باغتنام المحامد لـ حسن حسني الطويراني

تُنال المَعالي باغتنام المحامدِ

وَتَسمو المَوالي باقتحام الشَدائدِِ

وَبِالحَزم قَبل العَزم في كُل مَقصدٍ

تُبيِّنُ عُقباه نجاحَ المَقاصد

وَبالجدّ يدنو كلما عَز نيله

كَما يبعد الأَدنى عَلى غَير جاهد

وَلن تبلغ الآمالَ إِلا عَزائمٌ

تدافع في صدر الزَمان المعاند

وَلن تأمن الغايات إِلا بدايةٌ

مؤسسة من عارف بِالقَواعد

ولن يهتدي من حال دُون اختياره

خَيالُ اغترارٍ من تظاهر واجد

فَبادر لِما تَهوى بإدراك ما تَرى

لتبني عَلى أسٍّ وَتحظى بشائد

وَعوّد نهاك الحُكم بالحَزم إِنَّما

نُفوس الرِجال الغرّ رَهن العَوائد

تَرى الناس تَرجو المَجد لَكن سَبيلَه

بَعيدُ المدى إِلا لقمقام ماجد

وَلَيسَ بشيء في العُلا يَعدل الثَنا

فَيَبقى عَلى مرّ اللَيالي الخَوالد

وَذو اللب يَدري الأَمر قَبل اشتداده

فَيَقضي عَلى غيّابه بِالشَواهد

يُبادر بِالبَأس الشَديد وَتارة

يُحاول بِالرَأي السَديد المعاضد

وَمَن ذا الَّذي يُرجى وَيُخشَى سِوى فَتى

لَهُ البَأس وَالنعمى عَلى كُل واحد

وَهَل ضاعَ حيّ يَكفل البَأس حفظه

وَهَل طاش سَهم بِالنهى غَير حائد

وَهَل ضَل مَن هاديه رَأيٌ وَحكمةٌ

تضم إِلى إقبال دَهر مساعد

وَلا اعتزَ إِلا من يَرى العز كافلاً

بِغاياته من كُل عاد وَعائد

وَلا ذل من شاد المهيمنُ عزَّه

بِتَوفيق مَولانا الجَليل العَوائد

مَليك سَما بَدراً وَسار سحابة

لِنُور الدَياجي أَو لسقيا البَوائد

دجت لَيلةٌ حَتّى تَجلى صَباحُها

بِغَيث هَمى مِن بَعد زَأر الرَواعد

إِذ الحَق بَين الخَلق أَضحى كَصارم

نَضته لَيالي عَصرنا من مغامد

تَبدّى فَقال الملك أَهلاً وَمَرحباً

وَدامَ فَعاد البُؤس شَيئاً كبائد

فَلم يَخشَ مَظلومٌ وَلم يَرج ظالمٌ

وَلم يَبقَ غَير النَوم في جفن ساهد

وَلما اِستَوى في عَرش عَلياه وَاِزدَهى

بِهِ القطر وَالعَليا غَدَت مثل ساجد

تَروّح مِنها كُل راج وَخاشع

وروّع فيها كُل باغ وَحاقد

وَبدّل حالات شكون احتمالها

بِما فَوق ما نَرجو عَلى رَغم حاسد

فَلم يَبقَ فَرد غَير راض بحكمه

وَغَير شَكور مِنهُ حسنَ الفَوائد

أَقام عَلى أَرض شكت ذلَّ بؤسها

فَراقَت لمستجلٍ وَساغَت لوارد

وَسار وَنور اليمن يُزجي رِكابَه

إِلى أُمم ما بَين فاد وَوافد

وَآب عَلَيهِ للجَلال سَرادقٌ

وَللمك شَأو فَوق هام الفَراقد

أَمير تَلافى الأَمر وَالأَمرُ ضائعٌ

وَقرّب جمع الشمل بَعد التَباعد

تنقل كَالبَدر المُنير مَنازلاً

وَسارَ مسير الغَيث بَين الفَدافد

فأضحت عباد اللَه تُهدَى بِنوره

وَأَمست بلاد اللَه خُضرَ الرَغائد

بملك أَبي العباس يا مصر فَاِزدَهي

وَتيهي فَما يَخشى اقتحامَ المكائد

فَلا قَلب إِلا بِالمَسرات عامر

وَلا عَين إِلا من بَهاً في تَزايد

شرح ومعاني كلمات قصيدة تنال المعالي باغتنام المحامد

قصيدة تنال المعالي باغتنام المحامد لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي