تلك أعلامنا وهذا الثواء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تلك أعلامنا وهذا الثواء لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة تلك أعلامنا وهذا الثواء لـ حسن حسني الطويراني

تلك أعلامنا وهذا الثواءُ

قف لنبكي إن كان يغني البكاءُ

قف نجرِّرْ قديمَ وجدٍ بذكرى

ههنا كان قومنا القدماء

إيه عيش الديار لو أبت أو لم

يَعرُ أيامك العزاز انقضاء

إيه جمعٌ لو لم يفرقه صرفٌ

كنت تزهى لو لم يخنك الوفاء

إيه عهد الشباب والعمر غضٌّ

والليالي بأهلها وضّاء

خبريني وأنت لا تخبريني

ولها العذر إنها بكماء

ليت شعري وأي واد وشِعبٍ

طاب للقوم تربُه والهواء

هذه أرضهم وهذا حماهم

بارحوا فاغتدوا وهم نزلاء

تركوا موطنا فحلوا السوى فاس

توطنوه أم هم به غرباء

يا لها وقفةً على الرسم أضحى

لا يجيب النداء إلا النداء

لا تروِّعْ عن الرغاء المطايا

فالمطايا حنينهنَّ الرغاء

لا تُرَعْ إنها تفي بهواها

ليس تنسى وجينَها الوجناء

ذكرت عهدها القديم فحنت

ولها الشكر إنها عجماء

خلها ترو وادياً بدموعٍ

طالما قد غذاها منه الكلاء

خلها خلها تنوح وتبكي

كلنا في ادكارِ عهدٍ سواء

فهواها مؤالف وربوض

وهوانا الأحباب والاحياء

وكلانا مكلف بنُواح

حيث شط الأليف والأصفياء

لهف نفسي على مرابع أنسي

كيف بادت وقد علاها العفاء

غير الدهر حسنها وشبابي

إنه غير راحم عدّاء

لم يرق عينه نعيمٌ مقيمٌ

راقه البين بعده والشقاء

كنت أهوى البقاء واليوم أرجو

بعض ذاك اللقا وأين اللقاء

رُبَّ ليلٍ بجمع شمل نضير

ذي سواد له اليدُ البيضاء

رب قَدِّ إذا تمايل عُجباً

هجرت غصنَها به الورقاء

رب وجهٍ إذا تبدى كبدرٍ

حسنت أرضها عليه السماء

رب خالٍ متى علا وردَ خدٍّ

هام روضٌ وَجنّت السوداء

رب لحظٍ إِذا رنا وَهوَ ساجٍ

أَوجبت سلبَ عقلِها الكهرباء

رب صدرٍ من خالص النور تهوَى

لَو حكته الجنة النضراء

رب ثغر عن كَوثر الخُلد ينبي

تتشهى رضابَه الصَهباء

رب شعر أَمدَّ من طول حزني

تتمنى سوادَه الليلاء

رب صب هوى الجَمال فَأَضحى

مستهاماً تُبيدُه البَيداء

عجباً لِلنَوى تفرّق جَمعاً

طال ما جمّعت لَهُ الأَهواء

ما علمنا لذلك العيش قدراً

وَبِهَذا تحوّل النعماء

إيه نفس اقصري فَقَد بَعُد العَه

دُ وَأَسمت رقيَّها العَنقاء

ليسَ ماض يُرَدّ أَو مُقْبِلٌ يُد

رَى ولا الحال يزدهيها البَقاء

فاترك الهَمَّ ما استطعت وسلّ ال

نفس إِذ يقتل الرَشادَ العَناء

والزم الصَبر وَاستعنه فيا كم

نعَّمت بالَ صابرٍ بأساء

كَيفَ تَرجو دَوام حال محال

ما استطاعَت بلوغه الحكماء

كَيفَ تَهوى الثبوت منها وَعَنها

تَتَلقّى التلوّن الحرباء

انظر الوَجه وَاعرف الكنه مِنهُ

وَتزّود تُقاك فهوَ النَماء

إِن أَيامنا لَهنَّ مَع الدَه

ر اِنتِهاءٌ كَما لَهنَّ اِبتداء

وَالحَليم الرَشيد مَن باتَ فيها

لَيسَ تَهوي بِعَقله الأَشياء

فَسماء الوُجود منا عليها

سحبٌ بعضها لبعض غِشاء

أمة أمة تَزول وَتَأتي

فَلذا يَبدو وَكْفُها وانجلاء

وَرِياض الحَياة تزهر منا

بِنَضير وَتَيبس الخَضراء

هَكذا هَكذا حَياةٌ وَمَوتٌ

يَتوالى وشدةٌ وَرَخاء

فَإِذا لَم يَكُن سِوى الترك حَد

فَالهَوى باطل إِذا لا مراء

وَإِذا لَم تَفدك شَكوى سِوى ما

قَدّر اللَه فليصُنك الحَياء

وَإِذا ما المخاف عمَّ مصاباً

ثِق بِمَولاك فَالأمور قَضاء

وَإِذا ما الرَجاء أَغلق باباً

لذ بِخير الأَنام فَهوَ الرَجاء

كَم رِجال سَعوا إِليه فَنالوا

عم أكدارَهم صَفىً وَصَفاء

حرّروا الرق حين صاروا عَبيداً

لحماه فَهُم بِهِ سُعَداء

وَبقدر افتقارهم لعطاه

حسدتهم فَذلت الأَغنياء

وَيعز الهَوان بَينَ يَديهِ

عظَّمَتهم أَو هانَت العظماء

وَبذل الخُضوع عزّوا وَسادوا

رفعتهم لِهامِها العَلياء

فَاصلح القَلب وَاخلص السَير وَاقصد

تَلقَ مَولى لَهُ اللوا وَالوَلاء

ذاكَ جار إذا رَجَوت مجيرٌ

فَاعزم القَصد يحمك الاحتماء

ذاكَ نُور إِذا دجا الخَطب فَاطلب

يَتَجلّى فَتنجلي الظَلماء

كُن ضَعيفاً حَقير ذا الحَي تَشرُفْ

فَإليهِ يُشرِّفُ الانتِماء

لا تَخف ابن رابش هم أَصارو

ه أَبا الفَضل إنهم أَقوياء

فَالعَطا ابنه ومن يرتجيه

ابن أَوسٍ لأنهم كرماء

يا أَبا طرفة افتخر في حماهم

أَنتَ عَبدٌ وَالحادثات إماء

إِن عاراً عَليك حملانُ همٍّ

وَلَكَ اللَه وَالنَبي أَولياء

ته عَلى الحادِثات إِنكَ مِنهُ

في ذمام تَقلُّك الشماء

يا مطيّ الرجا استريحي فهَذا

ما قَصدنا وَعيشةٌ خَضراء

لا تَخاف المَسير هَذا مَقام

تَبتَغيهِ لتَكرُمَ الضعفاء

يا مطيّ الرَجاء قَد فارق الإع

ياء قرّي وَحُطَّت الأَعباء

قَد حمدت السَرى فَأَنتَ عَتيق

وَليسرّ الإنضاء وَالإضناء

قَد أَرحنا الرَجاء لَما استرحنا

هَكذا الشَرط بَيننا وَالجَزاء

مرجع الأَمر مَوطن النَفس هَذا

تَتَقي مَن يَحتله الأسواء

إِن قوت القُلوب فيهِ مقيتٌ

وَلصادِ الفؤاد مِنهُ اِرتواء

مَهبط الوَحي مَظهر السر نُور ال

حَق مِنهُ الهُدى بِهِ الاهتداء

يا نبي الهُدى وَأَنتَ سَميع

جل داءُ العَنا وَعز الدَواء

غال حَزمي الهَوى وَعَزمي الأَماني

هال عَقلي البَلا وَجسمي البَلاء

رَدَّني الغيُّ عَن رَشاد مُبين

حَيث وَلَّى بيقظَتي الإغفاء

وَانقَضى العُمر بَينَ لَهو وَلَغو

ما أَفادا ولَيسَ ثمّ اقتضاء

ثم ذا اليَوم وَالصَباح صَباح

وَكَذا اللَيل وَالمَساء المَساء

لَم تغير سِوى شؤوني وَلم يَم

ضِ سِوى العُمر وَالجَميعُ هباء

بعت أَيامها بخسران نفسي

وَلَقد كانَ في السَماح الثراء

كُل وَقت يَغر حَتّى كَأَني

خلت أَبقى وَقَد مَضى النظراء

إِن تُحَذِّرْ نُهىً يَغِرَّ هيامٌ

لَم يُمكِّن تحذيرَها الإغراء

ما عَلى النَفس لَو أَصابَت هداها

فَنجت مثل ما نجَى الأتقياء

كُل حين يمر تدنو مِن الأم

وات داري وتبعد الأحياء

وَأَنا جاهل الحقيقة لاهٍ

أَتردّى وَهكَذا الجهلاء

كم لآمالنا الطوال اِبتداءٌ

وَلا جالنا القصار اِنتِهاء

يا طَبيب الأَرواح أَمرض رُوحي

سوءُ فعلي وفي يديك الشفاء

يا ضياء اليَقين أَنتَ تَقيني

إِن دَهى الخَطب أَو عرت دَهياء

بِكَ نام الأَنام تَحتَ أَمان

نَشرته الشَريعة الغَراء

بِكَ عَم الوُجود جُودٌ عَميم

نَضَّرت وَجهَها بِهِ الغَبراء

لَكَ ذلت جَبابرٌ وَطغاة

بِكَ عَزت أَجلَّةٌ حُنفاء

أَنتَ سر الوُجود ديناً وَدُنيا

لَيسَ في جاهك العَظيم اِمتِراء

أَنتَ أُرسلتَ وَالخَلائق شَتّى

مَهملاتٌ وَكلُّهم غَوغاء

فَاِغتَدوا أَحباباً بِأخوة دين

بَعد حين مَضى وَهُم أَعداء

جِئتنا بِالبُرهان فَاتّضح الحق

ق لذي أَعين فَبان الخَفاء

عم إنساً وَعَم جنّاً نداك ال

مُرتَجى بَل قَد نالَت الصماء

عمت الأُمَهات قَبل المَوالي

د مَعاليك حَيث خَص الجداء

نُقطة الكَون كُنت أَنتَ ولا شَك

ك وَكلاً جَميعنا أَجزاء

لَيتَ شعري فما حقيقتك القص

وى التي رُدَّ دونَها العُقَلاء

أَيّ شَمس هِيَ الحَقيقة إِن كا

ن الَّذي في العُيون هَذا الضياء

إِن عَيناً لَم تُبصر الرُشد مِن نُو

رك عَينٌ كَميهةٌ عَمياء

كَيفَ نطق الحَيوان وَالجذع اذ حن

ن وَفي الكَفِّ سبَّحت حَصباء

لَيتَ شعري أَحلّ في تِلكَ رُوح

أَم بِلا رُوح تَنطق الخَرساء

آية اللَه أَظهرت معجزاتٍ

لِلنبي الكَريم فيما يَشاء

وَلَكَم مثلَها عَجائبُ تترى

يَنقضي دُونَ حَصرِها الإحصاء

وَالَّذي قَد رقى إِلى العَرش قُرباً

كَيفَ تَرقى رُقيَّهُ الأنبياء

وَالَّذي قَد أَثنى الإِلهُ عَلَيهِ

كَيفَ تَسطيع مَدحه الشعراء

فَلتكن أَبحرُ الوجود مِداداً

وَليَكُن صحفَ كاتبيها الفَضاء

وَلتَعش ما تَشاء وَالوَقت دَهر

لَن يرجَّى لِذَلكَ استقراء

إِنَّما قَد تَقول جهد مقلٍّ

وَهوَ عَرض يَمده الإلتجاء

يا نبي الهُدى أَقلْها عثاراً

لَم يُقِلني من حملها الإعياء

وَارضني مِنكَ لِلمَراحم أَهلاً

لتروح الأَرواح وَالبرحاء

وَاقض لي بِالقبول وَالعَفو وَاصفح

ليتمَّ المنى وَيَبدو الهَناء

يا نَبي الهُدى عَليك سَلام

لا اِبتِداء لَهُ وَلا إنتِهاء

شرح ومعاني كلمات قصيدة تلك أعلامنا وهذا الثواء

قصيدة تلك أعلامنا وهذا الثواء لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها مائة و اثنا عشر.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي