تلافيت نصر الدين إذ كاد يتلف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تلافيت نصر الدين إذ كاد يتلف لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة تلافيت نصر الدين إذ كاد يتلف لـ لسان الدين بن الخطيب

تلافَيْتَ نصْرَ الدّينِ إذْ كادَ يتْلَفُ

وأنْجَزْتَ وعْدَ الحقِّ وهْوَ مُسَوّفُ

وأنشأْتَ في أفْقِ العُلا سُحُبَ النّدَى

وسَقَيْتَ روْضَ المَجْدِ فهْوَ مفوَّفُ

وجمّعْتَ أسْباطَ المَكارِمِ والعُلى

ونادَيْتَ لا تَثْرِيبَ إذْ أنْتَ يوسُفُ

وقَرّ سريرُ المُلْكِ لمّا حلَلْتَهُ

ولوْ لمْ تشِدْ أرْجاءَهُ كادَ يرْجُفُ

دعَتْكَ قُلوبُ النّاسِ إذْ عمّ جذْبُها

ولَجّ الأسَى فِيها وجَلّ التأسُّفُ

فأنْزَلْتَ غيْثاً منْ سَماءِ عَجاجَةٍ

تُرَى دَلْوَها شُهْبَ الأسِنّةِ تَقْذِفُ

تَهُبُّ رِياحُ النّصْرِ في جنَباتِها

رُخاءً ورَعْدُ الطّبْلِ خلْفَكَ يقْصِفُ

فَما كُنْتَ إلاّ رَحْمَةَ اللّهِ أُرْسِلَتْ

فأعْطِيَ معْتَرٌّ وأخْصَبَ مُعجِفُ

فقرّ بكَ الإسلامُ عيْناً ولمْ يزَلْ

يعدُّكَ للجُلّى ويسْعَى فتُسْعِفُ

فلِلّهِ منْ يَومٍ أغَرَّ مُحجَّلٍ

لحِزْبِ الهُدى قِدْماً إليْهِ تشوُّفُ

أرَى الدّينَ دينَ اللّه ما كانَ يرْتَجي

ودافَعَ عنْ أهْلِيهِ ما يُتَخوَّفُ

فَيا حضْرَةً للعَدْلِ أصْبَحَتْ روْضَةً

بأنْوارِها روْضُ الهِدايةِ يُتْحِفُ

ويا كعْبَةَ الُلْكِ التي برَكاتُها

تفيضُ علَى زُوّارِها وتَوكَّفُ

ليَهْنِكَ منْصورُ اللّواءِ مؤيَّدٌ

بِحارُ النّدى منْ جودِ كفَّيْهِ تغْرِفُ

هُمامٌ إذا ما عايَنَ القِرْنَ سيْفُهُ

فموْعِدُهُ الحشْرُ الذي ليْسَ يُخْلِفُ

وأقْسِمُ لوْ رامَ الثُريّا لنالَها

بعزْمِ اقتِدارٍ ما لَها عنْهُ مصْرفُ

وَصولٌ الى الغاياتِ يُرْجَى ويُتّقى

كريمُ السّجايا لمْ يشُبْهُ التّكلّفُ

يؤلّفُ بالحُسْننَى قُلوباً تفرّقَتْ

يفرِّقُ بالإحْسانِ ما لا يؤلِّفُ

أمَوْلايَ إنْ عبَد نِعْمَتِك الذي

علَيْكَ ثَنائِي ما حَييتُ موَقّفُ

وما الشعرُ إلا بعْضُ نُعْماكَ إنّه

وإنْ راقَ منْ أزْهارِ مجْدِكَ يَقْطِفُ

تكلّفْتَ بالإحْسانِ بَدْءً وعودةً

فخيْرٌ تسنّيهِ وشِعْرٌ تُشَرِّفُ

بلَغْتُ بأمْداحي لمُلْكِكَ رُتْبَةً

تُطِلُّ على أوْجِ السِّماكِ وتُشْرِفُ

وأحْرزْتُ في شأوِ امتِداحِكَ غايةً

تقرِّرُ مُدّاحَ المُلوكِ فتُنْصِفُ

أجَرِّرُ ذَيْلي عندَ ذِكْرِ جَريرِها

بَيانا فلا أهْفو ولا أتوقّفُ

وأنْتَعِلُ الجوْزاءَ عُجْباً وإنْ غدَتْ

تُقَرّطُ آذانٌ بِها وتُشَنَّفُ

وماذا عسَى يُثْني فصيحٌ وشاعِرٌ

وماذا عسَى يُحصي كلامٌ مُزَخْرَفُ

وأنتَ أبا الحجّاجِ حُجّةُ دينِنا

بكَ اللهُ يجْلو الشّكّ والسّوءَ يصْرِفُ

وأنتَ ابْنُ أنْصارِ الهُدَى وحُماتِهِ

هَنيئاً لهُمْ هَذا الثّناءُ المُخَلَّفُ

نَحا نحْوَ أرْباب العُلَى ففَعالُهُمْ

على السَّنَن المَرْضيِّ والعدْلِ يعطِفُ

شِعارُهُمُ عِلْمٌ وحِلْمٌ ونائِلٌ

وحرْبٌ ومِحْرابٌ وسيْفٌ ومُصْحَفُ

فكمْ أطْلَعوا في الحرْبِ منْ بحْرٍ صارمٍ

يعَفِّر آنافَ الطُغاةِ ويُرْعِفُ

وكمْ عائِلٍ أغنَوْا وكمْ خائِفٍ حمَوْا

وكم معْدِمٍ أثْرَوْهُ جوداً وأتْرَفوا

بعَثْتَ الى أرضِ العِدَى بكَتيبةٍ

تكادُ بِها شمْسُ الظّهيرةِ تكْسِفُ

قَبائِلُ أدْواها السُّرَى فتنكّرَتْ

ولكنّها عندَ الكَريهةِ تُعرَفُ

تقودُ إلَيْهمْ كلَّ أجْرَدَ سابِحٍ

تُهَدُّ بهِ شُمُّ الهِضابِ وتُنْسَفُ

يُكَبّرُ عنْ لَبْسِ الحَديدِ الى الوَغى

فقامَ مَقامَ الدِّرْعِ بُرْدٌ ومُطْرَفُ

تنكّبُ عنْها البيضُ وهْيَ بواتِرٌ

ويَقْصُرُ عنْها السّمْهَريُّ المُثَقّفُ

وما كُلُّ زَنْدٍ يحْمِلُ الكفَّ ساعِداً

وما كُلُّ مصْقولِ الشِّفارَيْنِ مُرْهَفُ

فجاسَتْ أقاصي أرضِهِمْ وتعسّفَتْ

غَنائِمُهُمْ للّهِ ذاكَ التعسُّفُ

فأبْصَرَ ملْكُ الرّومِ منكَ مؤيَّداً

إذا همّ لا وانٍ ولا متخَلِّفُ

فسالَمَ إشْفاقاً وكفّ تَخوّفاً

وعفّ فَما أنْجاهُ إلا التّعفُّفُ

ووجّهَ يسْتَجْدي عُلاكَ رسولَهُ

وكاتَبَ يسْتَدْني رِضاكَ ويُلْطِفُ

فأقبلَ لا يدْري الى النّجْمِ يرْتَقي

أمِ البحْرَ يبْغي أمْ الى اللّيْثِ يدْلِفُ

يؤمِّلُ تقْبيلَ البِساط ومَنْ له

بهِ وبروقُ الهِندِ عيْنَيْهِ تخْطِفُ

وقدْ جنَحوا للسِّلْمِ فاجْنَحْ تفضُّلاً

فَما مِنْهُمُ عيْنٌ منَ الرُّعْبِ تطْرِفُ

فَلا برِحَتْ أيّامُكَ الغُرُّ تقْتَفي

بكَ الفَتْحَ والآمالُ لا تتوقّفُ

ولازالتِ الأمْلاكُ تأتيكَ خُضَّعاً

ولازِلْتَ بالإحْسانِ والعَفْوِ تكْلَفُ

ويُنْشِدُ مَنْ يأتي لبابِكَ وافِداً

تلافَيْتَ نصْرَ الدّينِ إذْ كادَ يَتْلَفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تلافيت نصر الدين إذ كاد يتلف

قصيدة تلافيت نصر الدين إذ كاد يتلف لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي