تكشفت عن محيا مصر أستار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تكشفت عن محيا مصر أستار لـ الشهاب المنصوري

اقتباس من قصيدة تكشفت عن محيا مصر أستار لـ الشهاب المنصوري

تكشفت عن محيا مصر أستار

وخف عنها من الأثقال أوزار

واهتزت الأرض منها بهجة وربت

ولاح فيها إضاءة وأنوار

كانت كصبح تعالت فوقه ظلم

شتى ففاجأها بالنور أسفار

وكانت الشمسُ تغاشاها الغمام ضحى

فمزقته من الرياح أعصار

فاليوم أعطافها بالبشر مايسةٌ

وقدّها في حلى السعد خطّار

وكانت الطرق قد شابت مفارقها

والشيب إن شان ما في أخذه عار

وأصبحت أوجه الأرضين مسفرة

وزال عنهن إقتار وأقذارُ

تتبه زهوا على الأمصار قاطبةً

وبازها بجناح النسر طيار

ألا تراها اكتست حلى البياض ولو

لا ذاك ما اتضحت للناس أقطارُ

كأنها روضة بالقطر قد غديت

وزانها من وجوه البيض أزهار

فالبعض منها يهنى البعض منه على

كشف الغموم وللإعسار إيسار

فبعض أبوابها بالنصر مشتهر

وبعضها لفتوح الرزق مختار

وللسعادة باب عنده فرج

كلاهما لأخيه في الهنا جار

وأما زديلة زالت عنه كربته

وللدخول به كم دق مسمار

دقت مساميره طاراتها فرحا

ومنه للريح تشبيب ومزمار

حيت شوارعه للناس فاتسعت

واستشرقت منه أسواق وأسوار

كانت حوانيته تشكو الثيوبة من

وطىء الحوافر وهي اليوم أبكار

وخرق عادة باب الخرق يرفعه

من العناية بناء ونجار

واليوم ساكنه في جنة وجرت

من تحتها لأولى الأبصار أنهار

والقوس من بابها جنت لجاذبها

طوعا وأصمت من الأعداء أوتار

وباب قنطرة والبحر في عجب

من باب شعرية لم تحو إيزار

وأما الجوامع قد فكت جوامعها

عنها ففيها تسابيح وأذكار

فجامع الصالح استوفى مصالحة

حتى كأن العشايا منه أبكار

لما شكا الناس من مصر مضايقها

وحار فيها من الحكام أفكارُ

فما تلقى أجور القاطنين بها

إلا الأمير الذي بالعرف أمّارُ

فهو الهمام النظام المرتقى درجا

ت الفضل يشبك مولانا الدوادر

ذو الحزم والعزم من في الخافقين له

أمر ونهى وإيراد وإصدار

فشد حبل قواه وهو منتهض

وسل سيف سطاه وهو بتار

لولا عزائمه في مصر ما حسنت

والدوح ييبس ما لم تهم أمطار

له على الحق إقبال يليق به

طبعا وعن زخرف الأموال إدبار

مذ قام يحيى من الأرض التي اندرست

أمواتها ساعدت علياه أقدار

وكيف لا وعزيز النصر جاء له

مهاجرا وله الأيام أنصار

فكم تجلت بوجه منه مظلمة

وكم تحلت بعين منه آثار

إن رمت حصرَ يسد من مناقبه

فدون ذلك أزمان وأعمارُ

ودت محاسن مصر أن يكون لها

إلى محاسنه سمع وإبصار

هذا لعمري هو الندب الذي افتخرت

مصر به فهي حسنا نعمة الدار

لا زال روض أمان للأنام به

ظل مدا الدهر ممدود وأثمار

ما ماست الدوح بالأكمام راقصةً

وما تغنت على العيدانِ أطيارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تكشفت عن محيا مصر أستار

قصيدة تكشفت عن محيا مصر أستار لـ الشهاب المنصوري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن الشهاب المنصوري

أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم بن رشيد بن خليفة مظفر السلمي. يعرف بشهاب الدين أحمد المنصوري. من ذرية العباس بن مرداس السلمي الصحابي الجليل. ولد في المنصورة ونشأ بها، فحفظ القرآن، وتلقى تعليمه الأولي فيها، ثم رحل إلى القاهرة فدرس الفقه والنحو، وكانت له مراسلات شعرية ومكاتبات نثرية من معاصريه من الشعراء والعلماء. انقطع للشعر في أواخر حياته، وعمر وأصيب بالفالج. له ديوان شعر مطبوع.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي