تكدرت المودة والإخاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تكدرت المودة والإخاء لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة تكدرت المودة والإخاء لـ ابن نباتة السعدي

تَكَدَّرتِ المودّةُ والإخاءُ

وماتَ الوَصْلُ واعتَلَّ الصَّفاءُ

وبُدِّلَتِ الخَلائقُ واستَحالتْ

فكلُّ مَحبّةٍ فيها رِياءُ

مضى من كانَ يصدُقُ فيه ظَنّي

إذا ما أخلفَ الظنَّ الرّجاءُ

بجانبِ ماكِسيْن ودارَتَيْها

فتىً غبطتْ بهِ الأرضَ السّماءُ

ومَنْعي شَفاني فيه شَكّي

وكانَ يُقالُ إنّ الشّكَّ داءُ

تظاهرتِ السيوفُ عليهِ بَغياً

وحامتْ حولَه الأسَلُ الظِّماءُ

تَجافَي عنه يا قِصَدَ العَوالي

أمالَكَ دونَ مُهْجتِهِ شِفاءُ

وعهدِ اللهِ ما تبغينَ إلاّ

حُشاشَتَهُ وإنْ جَرَتِ الدِّماءُ

دعوتكَ والجَزيرةُ دونَ صوتي

ولولا التُّربُ ما قَصُرَ الدُّعاءُ

وكنتُ أرى فِراقَكَ نأيَ شَهْرٍ

فقد طالَ التنظّرُ والثّواءُ

إذا الخَبرُ الجليُّ شَفى مَشوقاً

ولم يكُ عنكَ في خبرٍ جَلاءُ

أقولُ عسى بهِ شُغُلٌ وإنّي

لأعلم أنّهُ الداءُ العَياءُ

وذاكَ ولو حشَرْتَ له المطايا

فراقٌ لا يكون له لِقاءُ

يَعزُّ على الذوائبِ من تميمٍ

وعيشُكَ أنْ يكونَ له العَزاءُ

سأدّرِعُ الهمومَ عليكَ ثَوباً

صباحي والمساءُ به سَواءُ

شَرِهْتُ إلى البقاءِ وكان لوماً

وهل لي بعدَ فَقدِكُمُ بَقاءُ

لكلٍّ من إخاءِ أخيهِ حظُّ

وحظّي من تذكّركَ البكاءُ

بأيةِ عُدّةٍ ألقى غليلي

إذا لم يَبْقَ في العينينِ ماءُ

لقد ضيعتَنا وغَفَلْتَ عنّا

كما غَفَلَتْ عن الشاءِ الرِّعاءُ

وقد كانَ الإباءُ يَمُدُّ باعي

ويَنفَعُني فقد ضَرَّ الإباءُ

فإن تكن المنيةُ أدركتْهُ

فإنّ الصبحَ يُدركُهُ المَساءُ

تمَلُّ مآربُ الأيام منّا

ونَعشَقُها لقد عظُمَ البَلاءُ

تُراخينا وتَجذِبُنا رويْداً

كما يتداركُ الدّلوَ الرشاءُ

إذا ما واصلتْ غَدَرَتْ وخانتْ

وأعوزَ في خلائِقِها الوَفاءُ

تكِرُّ على الذي تُعطيهِ عَفْواً

فلِمْ كان التبرُّعُ والعَطاءُ

وما شُوْوِرْتُ في خَلقي فأرضى

بما تَقضي عليَّ وما تَشاءُ

ولو خيّرتنا ما اخترتُ عَيْشاً

يكونُ له فَناءٌ وانقِضاءُ

نُعَلَّلُ بالدّواءِ إذا مَرضْنا

وهل يَشفى من الموتِ الدّواءُ

ونختارُ الطبيبَ وهل طبيبٌ

يؤخِّرُ ما يُقَدِّمُهُ القَضاءُ

وما أنْفاسُنا إلاّ حِسابٌ

وما حركاتُنا إلاّ فَناءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تكدرت المودة والإخاء

قصيدة تكدرت المودة والإخاء لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي