تفاخر الماء والهواء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تفاخر الماء والهواء لـ عبد الغني النابلسي

اقتباس من قصيدة تفاخر الماء والهواء لـ عبد الغني النابلسي

تفاخر الماء والهواءُ

وقد بدا منهما ادِّعاءُ

لسان حال وليس نطق

ولا حروف ولا هجاء

فابتدأ الماء بافتخار

وقال إني بي ارتواء

وبي حياة لكل حي

أيضا وبي يحصل النماء

وكان عرش الإله قدماً

عليَّ يبدو له ارتقاء

وطهر ميتٍ أنا وحيٍّ

لولاي لم يطهر الوعاء

ولا وضوء ولا اغتسال

إلا وبي ما له خفاء

وبالهواء اشتعال نار

ضرت وللنار بي انطفاء

وأحمل الناس في بحار

كأنني الأرض والسماء

وعند فقدي ينوب عني

في الطهر ترب به اعتناء

وأهلك الله قوم نوح

لما طغوا بي لهم شقاء

وليس لي صورة ولون

لوني كما لُوِّن الأناء

وقال عني الإله رجس ال

شيطان بي ذاهب هباء

والخلق يرجونني إذا ما

مسكت عنهم لهم دعاء

والأرض تهتز بي وتربو

فيخرج النبت والدواء

فقام يعلو الهواء جهراً

وقال إني أنا الهواء

فإن أنفاس كل حي

تكون بي للحياة جاؤوا

وإنني حامل الأراضي

والماء فيها له استواء

وأهلك الله قوم عاد

بشدتي ما لهم بقاء

أُرَوِّح القلب بانتشاق

فيحصل الطيب والشقاء

وأدفع الخبث حيث هب ال

نسيم يصفو بي الفضاء

وما لحي من البرايا

عني مدى عمره غناء

والنطق بي لم يكن بغيري

والصوت في الخلق والنداء

وليس كل الكلام إلا

حروفه بي لها انتشاء

وبي كلام الإله يتلى

فيهتدي من له اهتداء

وسنة المصطفى روتها

رواتها بي أيان شاءوا

وكل معنى لكل لفظ

فانه بي له اقتضاء

لولاي ما بان علم حق

وعلم خلق والأنبياء

ولا يكون استماع أذن

إلا وبى النوح والغناء

وحاصل الأمر أن كلاً

من ذا وذا للردى اندراء

وما لهذا فضلٌ على ذا

ولا لذا بل هما سواء

وكل ماء له مزايا

يكون فيها لنا الهناء

ولا هواء إلا وفيه

نفع كما ربنا يشاء

ولكن الماء مع تراب

يصير طيناً هو ابتداء

وآدم كان أصله من

طين وأضحى له اصطفاء

والمارج النار مع هواء

سموم ريح وذاك داء

ومنه إبليس كان خلقاً

له افتخار وكبرياء

فكيف يعلو الهواء يوماً

والماء فينا له العلاء

به الطهارت والذي لم

يجده ترب به اكتفاء

والنار فيها العذاب حتى

لكل شيء بها فناء

وإنما نورها اشتعال ال

هواء فيها له ضياء

والترب فيه الجسوم تبلى

فيظهر الذم والثناء

وعز ربي وجل عما

تقول أن يلحق الخطاء

بخلقه ربنا عليم

والعلم عنا له انتفاء

والفضل منه يكون لا من

سواه حقا ولا امتراء

شرح ومعاني كلمات قصيدة تفاخر الماء والهواء

قصيدة تفاخر الماء والهواء لـ عبد الغني النابلسي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن عبد الغني النابلسي

عبد الغني النابلسي. شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها. له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و (تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط) ، و (علم الفلاحة - ط) ، و (قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ) ، و (ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.[١]

تعريف عبد الغني النابلسي في ويكيبيديا

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر شامي وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات «التجارب الروحيّة» لِفُقهاء الصوفية. وقد تعدّدت رحلاته عبر العالم الإسلامي، إلى إسطنبول ولبنان والقدس وفلسطين ومصر والجزيرة العربية وطرابلس وباقي البلاد السورية. استقر في مدينته دمشق وتوفي فيها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي