تغنت فأغنتني عن الصادح القمري

أبيات قصيدة تغنت فأغنتني عن الصادح القمري لـ عبد الرحمن العيدروس

تغنت فأغنتني عن الصادح القمري

وقد أعربت باللحن عن مضمر الصدر

فتاة فتاها تاه في حبها الذي

بقائي فنائي فيه في الصحو والسكر

فتاة هدت قلبي يا صباح غرة

وكم قد أضلته بليل من الشعر

فتاة تمنى النجم لو كان قرطها

ولم لا وقد فاقت على الشمس والبدر

وهبت سويد القلب عبد الهافا

أحبت سوى أن أسكنته على الجمر

سعاد سعاداتي وسلمى سلامتي

ولبني لباناتي وإن أوجبت هجري

حمى لحظها والقد عني وصالها

فصالا على المشتاق بالبيض والسمر

فيا أيها السفاح رفقاً بمهجتي

ويا أيها السافك قد خانني صبري

لها اللَه ريم ريم منها تعطف

لصب لها صب المدامع كالبحر

فيا ليتها حيت فأحيت قتيلها

حياة بها يحوي بها أطيب العمر

فيا صاحبي سربي إلى سرب ظبية

عسى ترشف المشتاق شهداً من الثغر

لك اللَه ساعدني إذا كنت ساعدي

على طي منشور التباعد عن بدري

إلى كم إلى كم حسرة بعد حسرة

تمر ولا تحلو لنا عيشة الدهر

فيا عاذلي بالعدل عد عن ملامتي

فعذري مثل الشمس في حبي العذري

وما أنا من أفعال أسماء بالذي

يصيخ إلى حرف من اللوم والزجر

ولورمت أسولها لقالت حشاشتي

سلوك بدر التم من أعظم الغدر

بديعة حسن في سناها كأنها

بديعية المقدام في النظم والنثر

على بن تاج الدين مفتي العلا الذي

سما في سماء الوهب بالكسب والسر

تعالى على فرق السماكين قدره

فسمى عليا طبق ما حاز من فخر

أديب لبيب عالم عامل له

معال سمت فوق المجرة والزهر

هو الجامع الفرد الذي ما ثنى له

عنانا عن الغايات في السر والجهر

بديع معان قد حبانا بيانه

بديعاً حكى عقد الجواهر في النحر

فما النثرة العليا إذا جال ناثراً

بأبهج ما الشعري إذا جال في الشعر

قصيدته كنز اللآلي وشرحها

هو البحر وافانا من الجهبذ البر

فللَه من متن نمت فكرتي به

وللَه شرح شارح القلب والصدر

بديع بديع فيهما لم يفز به

كتاب الذي عاناه في أول الدهر

وفضل إله الخلق يؤتيه من يشا

بهذا أتانا النص في محكم الذكر

ولا غرو أن ضاهى الفتى خير والد

ولم لا وسر الأصل في فرعه يسري

ومالي ونشر الطيب من بعض وصفه

وشهرته تغني عن الطي والنشر

فلا زال بدراً في سماء علومه

ووفاه نصر اللَه والفتح بالنصر

شرح ومعاني كلمات قصيدة تغنت فأغنتني عن الصادح القمري

قصيدة تغنت فأغنتني عن الصادح القمري لـ عبد الرحمن العيدروس وعدد أبياتها ثلاثون.

عن عبد الرحمن العيدروس

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني. أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر. له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و (تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و (تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و (ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط) ، و (العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.

تعريف عبد الرحمن العيدروس في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس (1135 - 1192 هـ) شيخ وشاعر متصوف من آل البيت النبوي من بلاد حضرموت باليمن. كان له صيت واسع ومكانة محترمة ولا ترد له شفاعة. رحل إلى كثير من الأقطار، إلى الهند والحجاز ومصر وفلسطين وسوريا وتركيا، واستقر بمصر بعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والدعوة والسياحة.