تعلقته من دوحة الجود والباس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تعلقته من دوحة الجود والباس لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة تعلقته من دوحة الجود والباس لـ لسان الدين بن الخطيب

تَعَلقْتُه منْ دوْحَةِ الجُودِ والباسِ

قَضيباً لَعوباً بالرّجاءِ وبالْياسِ

دَروبا بتصْريفِ اليَراعَةِ والقَنا

طَروباً بحَمْلِ المشرَفيّةِ والكاسِ

يُذكّرُنِيهِ الصُّبْحُ عندَ انصِباغِهِ

جَمالَ رُواءٍ في تأرُّجِ أنْفاسِ

ويبْدو لعَيْني شعْرُهُ وجَبينُهُ

إذا ما سَفَحْتَ الحِبْرَ في صَفْحِ قِرْطاسِ

أجالَ منَ الشّوْقِ المُبرِّحِ غارَةً

علَى أرْبُعِ منْ حُسْنِ صبْري أدْراسِ

فظاهَرْتُ منْ سرْدِ السّقامِ بلأمَةٍ

وأوْجَفْتُ منْ شُقْرِ الدّموعِ بأفْراسِ

لكَ اللهُ منْ رَيٍّ طَوانِي على الظُّما

ومنْ أمَلٍ لمْ أجْنِ منْهُ سِوى ياسِ

ومنْ قمَرٍ سعْدٍ عشَوْتُ لنورِهِ

فسعّرَ أحْشائي وصعّدَ أنْفاسي

إذا ما شَرَعْتَ اللّحْظَ نحْوي عابِساً

أقولُ لقَلْبٍ ضاعَ ما بيْنَ جُلاّسِي

أيا عبْدَ شمْسٍ هلْ لكَ اليوم قُدْرَةٌ

على سَطْوَةِ السّفّاحِ منْ آلِ عبّاسِ

هجَمْتُ على هوْلِ الغَرامِ بمُهْجَةٍ

تَعامَتْ فلمْ تدْرِ النّعيمَ منَ الباسِ

تؤجِّجُ نارُ الخدِّ نارَ جَوانِحي

ويعْبَثُ وسْواسُ الحُليِّ بوَسْواسِ

فَيا قلْبُ صبْراً في الغَرامِ وحِسْبَةً

لمَنْ تشْتَكي بالدّاءِ والمُمْرِضُ الآسي

ومَطلولَةِ الأعْطافِ جرّتْ ذُيولَها

على مِسْحَةٍ منْ مُسْكَةِ الغاسِقِ الغاسي

فحدّقَ منْ أجْفانِهِ نرْجِسَ الرُّبَى

وحدّدَ منْ آذانِهِ ورَقَ كُرّاسِ

لعمرُكَ ما أدْري وقدْ تقِفُ النُهَى

إذا التَبَسَ الحقُّ المُبينُ بإلْباسِ

أتلْكَ شَمالٌ أمْ شَمولٌ مُدارَةٌ

على كلِّ غُصْنٍ في الحَديقةِ ميّاسِ

لقَدْ ضعْضَعَتْ حِلْمي ولمْ أرَ نَسْمَةً

تضَعْضَعَ منْ هبّاتِها جبَلٌ راسي

رَعى اللهُ أجْراعَ الحِمَى دارَ صَبْوَتي

ومرْبَعَ أُلاّفي ومعْهَدَ إيناسي

فَما كانَ فيهِ الوصْلُ إلاّ عُلالةً

كنُغْبَةِ مُرْتاعِ ونُهْبَةِ خَلاّسِ

وقالوا ألِفْتَ العيْشَ بعْدَ فِراقِنا

فلفّقْتُ أرْداني حَياءً على الرّاسِ

ثِقوا بوَفائي ما اسْتَقلّتْ جوارِحي

ورَعْيِ ذِمامي ما تَماسَكَ إحْساسي

ولا تعْذُروني إنْ نسيتُ عُهودَكُمْ

وإنْ رفَعَ اللهُ الجُناحَ عنِ النّاسِ

فؤادِي غنيٌّ بالوَفاءِ ورُبّما

تسَجَّلُ في صَبْري وثيقَةُ إفْلاسِ

ليَ اللهُ منْ قلْبٍ خَفوق معذّبٍ

يَرى أنْ ما بالمَوْتِ في الحُبِّ منْ باسِ

تَجولُ بناتُ الفِكْرِ حوْلَ ذُبالِهِ

كما حفّ جوّالُ الفَراشِ بنِبْراسِ

أفوِّضُ للرّحمانِ أمْريَ في الهَوى

وأعْلِقُ كفّي منْ حِماهُ بأمْراسِ

وآمُلُ لُطْفَ اللهِ فِيهِ فإنّه

أبَرُّ بميثاقٍ وأوْفَى بقِسْطاسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تعلقته من دوحة الجود والباس

قصيدة تعلقته من دوحة الجود والباس لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي