تعرفت أطلال الحمى بعد مجهل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تعرفت أطلال الحمى بعد مجهل لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة تعرفت أطلال الحمى بعد مجهل لـ حسن حسني الطويراني

تعرّفتُ أَطلال الحمى بعد مجهلِ

فَأَوقفت عيسي بَعدَ طول الترحُّلِ

سَكبتُ عِهادَ الدَمع لَما عرفتُها

وَردّدتُ لحظَ الحائرِ المتبتّل

وَشققتُ جيب الجفن عن سرّ عينِه

وَمزقتُ طوق الصَبر بعد التجمّل

وَناديتُها لما تحرّيتُ موقفي

نداءَ غريب الدار مهبط مرحل

وَقَد فعلت في عارضيّ وحسنِها

يَدُ الدَهر ما شاءت عداها وَعُذَّلي

وَقُلّص عني ظلُّ أَيّ شَبيبةٍ

وَقُلِّص عَنها ظلُّ أَفياءها العلي

وَقفتُ بها ما بين تذكارِ ما مضى

وَوَحشةِ ما يَأتي وَحسرةِ من بلي

وَأَيقنتُ أن لا رجعةٌ لشبيبةٍ

وأن لا تلاقٍ بين حبٍّ ومنزل

وأمليتُ في طرس الثَرى مدمعي بما

تترجمُه الأَشواق فاسترسلت مَلِي

فقلت لها سيري الهوينا فَإِنَّما

زيارتُنا شيء كَبعض التعلل

جزعتُ لتوديعي لغيرِ مودّعٍ

سِوى ذكرِ ما أَوليتُ من طيب محفل

فودّعتُها وَالقَلبُ يَأبى وَداعها

وَكَم من فؤادٍ عن لِسان بمعزل

وَكَيفَ أَلومُ القَلب فيما عَصى بِهِ

وَما كانَ ذاكَ العَهد يُسلَى وَأَن بَلي

تَردّدتُ طوراً باكياً أَو مودّعاً

أَراجعُ عَن حَزمي دَواعي التَأمل

فَقلت لَهُ وَالوَجدُ بَعضُ مضلةٍ

تثبَّتْ عَلى هذا وإلا تَحوّل

فَمن عادة الأَيام جمعٌ وَفرقةٌ

وَمِن دَيدَنِ الدُنيا همومٌ وَمنجلي

وَمَن لَم يوطِّن للمكاره نفسَهُ

يَطول بِهِ شغلٌ عَلى ظالم خلي

ألفتُ المنايا والأمانيّ كالمُنى

لهذا تَراني ناهِلاً كُلَّ منهل

فَما راعَني إِلا انقضاءُ شَبيبةٍ

تزوّدتُ عنها غير حظ مؤمّل

وَلا ساءَني الا احتمالُ أَحبةٍ

تعوّضتُ عَنهم كُلَّ عَيشٍ سَبَهْلَل

وَاني عَلى هذا مع الدَهر ثابتٌ

يحاول من حولي جراثيمَ يَذْبُل

تخفضني الدُنيا وَترفع همتي

أَتيه مع الإعزاز غبَّ التدلل

وَأَضحك للبلوى كَأَني أَحبُّها

وَما تلك إِلا حالة كالتحيُّل

وَمَن يَك يعتادُ المريرَ مذاقُه

فَلا رَيب يستحلي مرارةَ حنظل

شرح ومعاني كلمات قصيدة تعرفت أطلال الحمى بعد مجهل

قصيدة تعرفت أطلال الحمى بعد مجهل لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي