تعالى الله ما اسمى اقتداره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تعالى الله ما اسمى اقتداره لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة تعالى الله ما اسمى اقتداره لـ عبد الحميد الرافعي

تعالى اللَه ما اسمى اقتداره

واعظم شانه واعز جاره

لقد جعل الورى دولا ولكن

على قدر بهم اجرى اختياره

فمنهم كل مقتدر شكور

غدا برد التقى ابداً شعاره

ومنهم ظالم للنفس أمسى

مبيع الدين في الدنيا اتجاره

ومنهم من تذبذب في البرايا

فيصدق تارة ويمين تاره

أولئك أمة يا من يراهم

بهم اضحت طرابلس شراره

لهم في كل عرس قرص فن

وكل شريط طنبور عباره

فمن متكبر بالمال مغرى

يخال بأنه رب الوزاره

ولا عجب فذا ابن خلا ولكن

ظننا ان تهذبه الحضاره

ومن متهافتٍ دوماً على ما

يزول من الحطام ولو قطاره

جهول ليس يدري العار يوماً

وبرد الكبرياء غدا دثاره

يظن الفضل في طول وعرض

وفي دجل ومكذوب استخاره

وكم أجرى الدموع لنهب مال

وكم أبدى لدى النصب اضطراره

وهل يشكو الكريم من البرايا

لغير اللَه في الدنيا افتقاره

ولكن لا أراك اللَه كرهاً

له طمع تذوب به المراره

فما يخلو محل من مرامي

مطامعه ولا زيت المناره

ورب فتى حكاه وزاد فضلاً

وكم يعدي ضنى الجربان جاره

فتى بمصارف الأوقاف مغرى

كسنور يظن المال فاره

يدل على الخيانة من تولى

مصالحها إلا بئس التجاره

وينهب معهم مال اليتامى

ويظهر ان ذلك بالاجاره

له في الشر يرجع حيث اضحى

على فتوى الضلال له جساره

واني يهتدى للحق يوماً

فتىً ابليس اصبح مستشاره

فيا تعسا لقوم قد طغاهم

غبي ليس يدري ما الطهاره

لميراث العفاة قد استباحوا

وقد اكلوه يال بني فزاره

فما ربحت تجارتهم ولكن

لعمر اللَه ذا عين الخساره

وارباب المحاكم يا لقومي

بصائرهم خلت منها البصاره

وفيهم كل مغرور وغر

تدرع بالضلالة والدعاره

يروح مسربلاً ثوب المعاصي

ويغدو خالعاً فيها عذاره

فكم مثر أعانوه ولكن

بطول يمينهم سلبوا يساره

وكم من معسر حبسوه ظلماً

وما تخفى على الفطن الإشارة

قلوب كالحجارة بل وزادت

قساوتها وان من الحجاره

فوا بلواي من زمن مسيء

أبى يهدي لنا إلا شراره

لقد ضاعت حقوق الناس ظلماً

فمن للعدل من يحمي ذماره

ومحكمة الشريعة ضاع فيها

مكان الحق بل تركوا ادكاره

فقاضيها وسوف اللَه يقضي

عليه ولا يقيل له عثاره

يسوم الناس ظلماً أو يداووا

فضيلته بفضل أو عصاره

فكم بوعود عرقوب يمني

ورب الحق قد مل انتظاره

تلاعب بالشريعة كيفما قد

أراد ولم يخف من ذا بواره

وارشد رهطه للظلم جهلاً

وانهلهم كما راموا عُقاره

فما منهم فتى إلا وأمسى

ردا الأوزار في الدنيا ازاره

فكم ولغوا اناء أخي اضطرار

وكم ذي عسرة بلغوا ضراره

وكم وقف أبادوه وشادوا

بغلته كما شاؤوا عماره

وكم جنحوا لأغراض قباح

وجنح الليل قد أرخى ستاره

كذا البلدية البلداء فيها

بغير السوء ليس لهم شطاره

ولولا ان فيها بعض قوم

كرام هدم المظلوم داره

فكم هي قد حوت من كل فظ

غليظ القلب معدوم الإداره

يصعر خده للناس كبرا

وقد أبت العلى إلا صغاره

ويا شتان ما بين المعالي

وبين ألي الدناءة والحقارة

فليت الدهر يسعفنا إذا ما

أزاح الانتخاب لنا خماره

فكم يسر أتى من بعد عسر

وكم للدهر يوماً من آثاره

ألا يا أيها الناس اتقوا من

له تعنوا الوجوه المستناره

فيا طوبى لمن رفض المعاصي

وامسى آخذاً منها حذاره

أخي إلى م غفلتنا فبادر

لطاعة من يخاف العبد ناره

ألم تعلم بأن الموت حق

فما لك لاكمن يخشى بداره

لعمرك انما الدنيا غرور

بلى وحقيقة العمر استعاره

شرح ومعاني كلمات قصيدة تعالى الله ما اسمى اقتداره

قصيدة تعالى الله ما اسمى اقتداره لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي