تصاحبني البيداء في كل مذهب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تصاحبني البيداء في كل مذهب لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة تصاحبني البيداء في كل مذهب لـ ابن نباتة السعدي

تُصاحِبُني البيداءُ في كلِّ مذهبِ

متى كانتِ البيداءُ تَطلُبُ مَطلَبي

قَرَيتُ الفَيافي روحَ كلِّ نَجيبةٍ

إلى أنْ تخوّفْتُ القِرى أنْ يكونَ بي

يُقطِّع أنفاسَ الرّياحِ تغلغُلي

ويُخمِدُ نيرانَ الهجيرِ تَلهُّبي

وأطلُبُ شيئاً ليس يُطلَبُ مِثلُهُ

وعند رجالٍ أنّ بالشِّعرِ مكسبي

وأُسرجُ أطرافَ الرِّماحِ فأمتطي

إلى مِثلِ هَمّي مثلَ ذلك مَركبي

أكلُّ مكانٍ في الزّمانِ من القَنا

ركوبي على أطرافِها وتقَلُّبي

رَمتني رجالٌ بالوعيدِ فليتَها

على البغضِ فيما بيننا لم تُحَبَّبِ

تفاءلتُ لمّا خوّفوني سُيوفَهم

بمسح يميني فوقَ رأسي ومَنكِبي

فمَن مبلغٌ أفناءَ خِندِفَ أنّني

ذهبتُ من الأخْلاقِ في غيرِ مَذهبي

وأنّي منحتُ الناسَ محضَ مودّتي

فَما منحوني غيرَ أهلٍ ومَرحَبِ

وجرّبتُ عَمراً منهُمُ فذَمَمتُهُ

ولو قلتُ عَمروٌ كلُّهم لم أُكَذَّبِ

وقالوا نَقِمنا منكَ أنّكَ مُعجَبٌ

فيا للعُلا هل فيهمُ غيرُ مُعْجَبِ

يَرى كلُّ مَغلوبٍ من النّاسِ أنّهُ

أحَقُّ بصفوِ العيشِ من كلِّ أغلَبِ

وكلُّ دنيٍ ظاهرِ النّقصِ منهم

يَرى أنه فوقَ الهُمامِ المُحجَّبِ

إلى كم تَشكّاني المَطيُّ وكم تُرى

أواصلُ ادلاجي بها وتأوُّبي

لعلّ صُروفَ الدّهرِ تَرثي من القَذى

لمكتحلاتٍ بالحَنادسِ لُغَّبِ

لبِسنَ الدُجى في فارسٍ وخلعنَه

على شَيْزَرٍ والنّجمُ لم يتغيّبِ

أطالتْ لها الظَّلماءُ أمْ قَصُرَ المَدى

مللناكَ يا ليلَ الثنيةِ فاذهبِ

فلو كان وجهُ الحارثِ الجونُ حاسِراً

تجلّيت حتى ينجَلي كلُّ غَيْهَبِ

فلمْ نسرِ إلاّ في ضياءِ جبينِهِ

ولم نرعَ إلاّ في حمىً منه مُخْصِبِ

حمى بين أحشاءِ الفُراتِ وجاسمٍ

طِعانَ فتىً بالسّمهريةِ هَبْهَبِ

يُمهد أكنافُ السوابقِ بعدَما

لعِبنَ به بين الظُّبا كلَّ ملعَبِ

عوابسُ إلا حين تُبصِرُ وجهَهُ

أوانِسُ إلاّ أن يقولَ له ثِبي

وما كنَّ قبل الرومِ يَشهدنَ مازِقاً

فيخطُرْنَ إلاّ في دمٍ متصبِّبِ

عشيّةَ طارتْ للوعيدِ دماؤُهم

فطارَ القَنا فيهم ولم يتخضّبِ

تفرَّقَ أملاكُ الطوائِفِ عن أبي

فِراسٍ وباعوا قُربَهُ بالتّجنُّبِ

مع الرُّمحِ رمحٌ يهتِك الدِّرع قبلَه

ويمضي بما يَعيا به كلُّ مِضْرَبِ

فتىً يصحَبُ الهَمَّ البعيدَ إلى المُنى

وحيداً وأدنى صحبِهِ ألفُ مِقْنَبِ

رعى الدّهرَ حتى ما تمرُّ غَريبةٌ

يُكرِّرُ فيها نَظرةَ المُتعجِّبِ

كفَتْهُ تجاريبَ الأورِ ظُنونُهُ

ولم يكفِ صرف الدّهرِ كلَّ مجرِّبِ

كَوَيتَ عيونَ الحاسدينَ بلحظها

فقد عَمِيَتْ والحربُ لم تتجَلْبَبِ

سِنانُكَ فليَسبِقْ لسانَكَ فيهمُ

متى تخلبِ الأعداءَ بالرفقِ تُخلَبِ

وإنْ قعدتْ كيما تلينَ لها فقمْ

وإنْ لبِستْ ثوبَ الرِّضا لكَ فاغضَبِ

فإنّ اجتنابَ الشّرّ سوف يُعيدُها

إلى شِيمَةٍ أخلاقُها لم تُؤَدَّبِ

ألستَ إذا ما الحربُ فرّ حماتُها

ولم يبقَ غيرُ الفارسِ المتلبّبِ

سبقتَ إليه السّيفَ ثم ضربتَهُ

وقلتَ لنصلِ السّيفِ إنْ شئتَ فاضرِبِ

وما يتمارى الدّهرُ أنّكَ ربُّهُ

فقل لبنيهِ ليس دهرُكم أبي

كأنْ لم يقل يوماً لصرفِكَ صرفُهُ

أجِزْني ولا قالت مكارمُه هَبِ

لَعَمري لقد نالَ الغِنى من رجاكُم

وأسمعَ من ناداكم يالَ تَغْلِبِ

أألفَلَكُ الدوّارُ قال وقد رأى

ثنائي عليكم كلَّ بيتِ مُهَذَّبِ

أظُنّ معاني شِعرِهِ من كواكبي

وأحلِفُ أني لا أفوهُ بكَوكَبِ

أقِلني أقِلني مَطلباً كنتُ رابحاً

وقد بعتُه شوقاً إليكَ بمَهْرَبِ

فلستُ وقد صانعتُ عنكَ عواذلي

بأوّلِ صَبٍّ بالملامِ معذَّبِ

عذَرتُ صروفَ الدّهرِ حين حرمتَني

وغيرُكَ مأْمولي فلمْ أتَعَتّبِ

وروّيتُ قلبي من هَواكَ فما ارتَوى

إذا أنتَ لم تَسْكَرْ من الخَمْرِ فاشْرَبِ

وأقسمتُ لا أرجو سِواكَ مؤَمَّلاً

وأخلصتُ عنَ المجدِ توبةَ مذنِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تصاحبني البيداء في كل مذهب

قصيدة تصاحبني البيداء في كل مذهب لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي