تذكر لو يجدي عليه التذكر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تذكر لو يجدي عليه التذكر لـ أحمد الزين

اقتباس من قصيدة تذكر لو يجدي عليه التذكر لـ أحمد الزين

تَذكَّرَ لَو يُجدِي عَليهِ التذَكرُ

وَرامَ اِصطِباراً حينَ عَزَّ التَصَبُّرُ

وَحاوَلَ إِخفاءَ الهَوى فَأَذاعَهُ

مَدامعُ لا يُغنيهِ مَعها تَستُّرُ

أَيَطوي هَوىً يُبديهِ لِلناس مَدمَعٌ

وَجفنٌ إِذا نامَ الخَليُّون يَسهَرُ

يَقولُ صحابي ما رَأَينا كَشَوقِهِ

أَلا إِنَّ ما أُخفي مِن الشَوقِ أَكثَرُ

أُحاذِرُ دَمعي أَن ينمَّ بِحرقَتي

فَيا دَمعُ حَتّى مِنكَ أَصبَحتُ أَحذَرُ

وَهَبني مَنَعتُ العَين أَن تَرِدَ البُكا

فَمَن يمنَعُ الزَفراتِ حينَ تَسَعَّرُ

فَمن مُبلِغٌ أَحبابَنا أَنَّ حُبَّهُم

مُقيمٌ وَإِن جَدَّت نَواهم وَأَبكَروا

مَنازِلُهم في القَلبِ آهِلَةٌ بِهم

وَمَنزِلُهُم بَينَ الطوَيلع مُقفِرُ

أَحِنُّ إِلى عَهدٍ تَولّى وَمَعشَرٍ

نَعِمتُ بِهم وَالعَيشُ رَيّانُ أَخضرُ

لَيالٍ جَمالُ العَيشِ قَصَّرَ طُولها

فَوَلَّت وَأَبقَت حَسرَةً لَيسَ تَقصُرُ

يُذكِّرني دَمعي جُمانَ كُؤوسِها

أُعلُّ بِها وَالشيء بِالشَيء يُذكَرُ

وَيُذكرني نَفحُ الرِياضِ عَبيرَها

فَأَمكثُ يَطويني الغَرامُ وَيَنشُرُ

وَكَم لَيلَة قَصَّرت طُولَ ظَلامِها

يَعِفُّ بِها سِرٌّ وَيَنعمُ مَنظَرُ

إِلى أَن بَدا نَجمُ الصَباحِ كَأَنَّهُ

تَبَسّمُ زنجِيٍّ عَن السن يَكشِرُ

أَلا فَسَقى ذاكَ الزَمانَ مُرِنَّةٌ

وَإِن كانَ يُسقى عَبرةً تَتَحدَّرُ

تَغَيَّر ذاكَ الدَهرُ وَاِنقَشَع الصِبا

وَمَن ذا الَّذي ياعَزُّ لا يَتَغيرُ

وَبُدِّلتُ مِنهُ عَصرَ بُؤسٍ وَرِفقَةٍ

كَدُنياهُمو وَالفَرع مِن حَيثُ يَظهَرُ

إِذا ما رَأَتهُم مُقلَتي نجِست بِهم

فَتُغسلُ من ماءِ الدُموعِ فَتَطهرُ

وَذَلِكَ رَأيٌ كَالمُهنَّدِ صارِماً

قَذَفتُ بِهِ وَالحَقُّ لا شَكَّ يَظفَرُ

أَمِيزُ بِهِ تِبرَ الكَلامِ وَتُربَه

كَما لاحَ مَعروفٌ مِن الصُبح أَشقَرُ

أَلا أَبلغا شَوقي عَلى نَأيِ دارِهِ

مَقالا كَنَفحِ المِسكِ رَيّاه تُنشَرُ

بِأَنَّ مَعانيهِ تَطُول وَتَعتَلي

وَيا رُبَّ لَفظٍ في البَلاغَةِ يَقصُرُ

كَرُوحٍ بِلا جِسم وَحَسناءَ أُلبِسَت

مَعَ الحُسنِ ثَوباً لَيسَ بِالحُسنِ يَجدُرُ

وَجلّ مَعانيهِ خَيالٌ كَأَنَّما

يَفِيضُ عَلَيهِ بِالتَخيُّلِ عَبقَر

وَفيما أَراهُ أَنَّهُ خَيرُ شاعِرٍ

وَإِن خَفَّ أَلفاظاً فَذَلِكَ يُغفَرُ

وَلِلكاشف المَعنى الَّذي خَطَراتُهُ

صِعابٌ عَلى من رامَها تَتَعذَّرُ

يميِّزُهُ عَمَّن سِواهُ اِعتِمادُهُ

عَلى نَفسِهِ كَالبَحر بِالماءِ يزخَرُ

يَفيضُ عَلى قِرطاسِهِ وَحيُ فِكرِهِ

سِوى أَنهُ يَكبُو قَليلاً وَيعثرُ

فَتِلكَ مَعانيهِ وَأَمّا بَيانُهُ

فَلا عَيب فيهِ غَير يُبسٍ يُنَفِّرُ

زَها بِبَيانِ القَولِ شعر مُحرَّمٍ

لَهُ مِن عُقُودِ اللَفظِ دُرٌّ وَجَوهَرُ

وَمَعناهُ لا عال وَلا هُوَ ساقِطٌ

وَبكرُ مَعانيهِ قَليلٌ مُبَعثَرُ

وَأَمّا نَسيمٌ فَهوَ في الهَجوِ أَخطَلٌ

تَرى قارِعاتِ الدَهرِ فيما يُسطِّرُ

وَإِن لَهُ لَفظاً يَروقُكَ نسجُهُ

وَإِن مساوِيهِ تُعَدُّ وَتُحصرُ

وَصَبري أَميرُ الشعرِ في صُغرياتِهِ

لَهُ نَفثاتٌ تَستَبيكَ وَتَسحَرُ

لَهُ قِطَعٌ تُلهي الفَتى عَن شَبابه

وَتُخجِل زَهرَ الرَوضِ وَالرَوضُ مُزهِرُ

أَعادَ لَنا عَهدَ الوَليد بِشِعرِهِ

فَمَعناهُ بَينَ الشَرق وَالغَرب يُؤثَرُ

وَحافظُ في مصرٍ بَقيَّةُ أُمَّةٍ

بِها كانَ رَوضُ الشعرِ يَذكُو وَينضرُ

مَتينُ القَوافي يُدرك الفهمُ لَفظَها

وَلَو لَم تَكُن في آخِرِ البَيتِ تُذكَرُ

وَيُحكِمُ نَسجَ القَولِ حَتّى كَأَنَّما

قَصائِدُهُ في ذَلِكَ النَسج تُفطَرُ

يُصوِّرُ مَعناهُ فَتَحسَبُ أَنَّهُ

لِتلكَ المَعاني شاعِرٌ وَمُصوِّرُ

سِوى أَنَّهُ يَحشُو وَيَستُر حشوَه

بِلَفظٍ كَصَفو الخَمرِ رَيّاه تُسكرُ

وَميَّزَ حفني بسطةٌ في بَيانِهِ

فَلَستَ تَرى مَعنىً لَهُ يَتَعَسَّرُ

تَراهُ وَلُوعاً بِالبَديع وَإِنَّما

يُحسِّنُه من بَعد ما كادَ يُنكَرُ

قَليلُ اِبتِكارٍ لِلمَعاني وَإِنَّما

كَساها بَهاء رقة ثم تندُرُ

وَإِنَّ لَهُ ظَرفاً وَحسنَ فُكاهَةٍ

يَكادُ لَها ذاوي الأقاحِ يُنوِّرُ

وَيا حَسَناً أَبدَعتَ لَولا تكلُّفٌ

بِلَفظِكَ يُخفِي ما تُريد وَيَستُرُ

وَلَكِنَّهُ يَسبيكَ مِنهُ نسيبُهُ

لعفَّتِهِ وَالشعرُ ما عَفَّ يَكبرُ

وَإِنّ لَهُ شعراً يَكادُ لرقَّةٍ

يَذُوب وَمَعناهُ أَغَرُّ مُشَهَّرُ

وَإِنَّ شَفيقاً يَستَبيكَ مُجونُه

وَقَد كادَ مِن بَعد النّواسيِّ يُهجَرُ

وَأَلفاظُهُ لَيسَت تُواتي مُجونَه

وَلَو رَقّ أَلفاظاً فَذَلِكَ أَجدَرُ

وَإِنّ لَهُ شِعراً يَفيضُ جَلالُه

عَلى حالتيهِ إِذ يَجِدُّ وَيهذرُ

وَإِنّ لَهُ شَكوى مِن الدَهر مُرّةً

تَكادُ لَها أَكبادُنا تَتَفطَّرُ

أَلا أَبلغا مُطران أَنّ بَيانَه

خَفيٌّ وَمَعناهُ عَن اللَفظِ أَكبَرُ

وَيُوجِزُ في الأَلفاظِ حَتّى تَظنَّه

عَلى غَيرِ عيٍّ بِالمَقالة يحصَرُ

وَيُشبهه عَبدُ الحَليم تَكلُّفاً

إِلى أَن تَرى فيهِ النُهى تَتَحيَّرُ

وَيا رُبَّ مَعنىً لاحَ في لَيلِ لَفظِهِ

يُضيءُ كَنجم في الدجنَّة يُزهِر

وَمُطَّلب في شعرِهِ ذُو بَداوَةٍ

وَلَكنهُ في بَعضِهِ يَتَحَضَّرُ

وَيُغرِب في أَلفاظِهِ وَلَعَلَّهُ

يُريد بِها إِحياءَ ما كادَ يُقبَرُ

فَلَو كانَ لِلأَشعارِ في مصر كَعبةٌ

لَكانَ عَلى أَستارِها مِنهُ أَسطُرُ

وَيُشبهه في لَفظِهِ الفَخم كاظِمٌ

سِوى أَنهُ مِن رقَّةِ المُدنِ يصفرُ

تَراهُ بِصَحراءِ العُذَيبِ وَبارِق

مُقيماً فَلا يَمضي وَلا يَتَأَخَّرُ

فَأَشعارُهُ ثَوبٌ مِن القَزِّ نَسجُه

وَلَيسَ لِهَذا الثَوبِ مَن يَتدَثَّر

وَلا تَنسيا عُثمان إِنَّ قريضَه

يُعيدُ لَنا عَهد البداء وَيُذكِرُ

يُؤَرِّقهُ بَرقُ الغَضا وَيَشُوقه

نَسيمٌ عَلى أَزهار تُوضح يَخطِرُ

فَذاكَ امرؤٌ أَهدته أَيامُ وائِلٍ

لأَيامِنا فَالعَصر لِلعَصرِ يَشكُرُ

وَإِنَّ عَليّاً يَستبيك نَسيبُهُ

وَيُروى بِهِ نبتُ العُقولِ فَيُزهِرُ

جَرى في مَعانيهِ مَع العَصرِ جِدَّةً

وَأَطلع صُبحاً في البَلاغَةِ يُسفِرُ

أَلا أَبلغا العَقّادَ تَعقيدَ لَفظِهِ

وَمَعناهُ مثلُ النَبتِ ذاوٍ وَمُثمِرُ

يُحاوِلُ شعرَ الغَربِ لَكن يَفوتُه

وَيَبغي قَريضَ العُرب لَكن يُقصِّرُ

وَلا تَشكرا شُكرى عَلى حُسنِ شعرِهِ

فَذَلِكَ شعرٌ بِالبَلاغَةِ يَكفُرُ

فَلَستُ أَرى في شعِرِهِ ما يَروقُني

وَلَكن عَناوينُ القَصيدِ تغرِّرُ

وَيفضُل شعرُ المازِنيِّ بِلَفظِهِ

فَذَلِكَ مِن إِلفيهِ أَجلى وَأَشهَرُ

وَرُبَّ خَيالٍ مِنهُ عَقَّد لَفظَه

فَمَعناهُ في أَلفاظِهِ يَتَعَثَّرُ

تَضيعُ مَعاني الرافعيِّ بِلَفظِهِ

فَلا نُبصر المَعنى وَهَيهاتَ نُبصِرُ

مَعانيهِ كَالحَسناءِ تَأبى تَبذُّلاً

لِذاكَ تَراها بِالحِجابِ تُخَدَّرُ

وَإِنَّ أَخي كَالرافِعيِّ وَإِنَّما

مَعانيهِ مِنها ما يَجلُّ وَيَكبُرُ

فَمَعناهُ مثلُ البَدرِ خَلفَ سَحابَةٍ

سِوى لَمعَةٍ كَالبَرقِ تَبدو فَتبهرُ

وَإِنَّ لهرّاوِي سُهولَة شِعرِهِ

فَتَحسبُه لَولا قَوافيه يَنثرُ

مَعانيه لا تَرضى الحِجاب عَن النُهى

يَرنحها فيهِ الجَمال فَتَظهَرُ

وَلا عَيب فيهِ غَير أَن خَيالَه

يَقلّ إِذا أَهلُ التخيلِ أَكثَروا

وَلا تَنسيا بِاللَهِ أَن تَذكُرا لَه

بِأَني صَديقٌ لا كَما قالَ عَنبَرُ

وَشِعرُ نيازِي كَالبَهاءِ عُذُوبَةً

وَيَغلُبُ ذِكرُ الشَوقِ فيهِ وَيَكثُرُ

وَيا ربَّ لَفظ خَفَّ في جَزل شِعرِهِ

وَيا ربَّ مَعنىً مِن مَعانيهِ يَفتُرُ

وَأَكبرَ مَهدِيّاً تَخيَّر لَفظهِ

فَلَستَ تَرى لَفظاً يَخفُّ وَيَحقرُ

وَإِنَّ لَهُ شِعراً كَبُردٍ مُفَوَّفٍ

وَبَعض مَعانيهِ قَديمٌ مُكَرَّرُ

وَشِعرُ نَظيمٍ مِثلُ شَدوٍ مُرتَّلٍ

تَكادُ بِهِ الأَطيارُ تَشدو وَتَصفرُ

وَلَو كانَ لِلتَوشيح في مصرَ إِمرةٌ

عَلى أَهلِ هَذا العَصرِ فَهوَ المؤمَّرُ

وَشعرُ عِمادٍ في قَوافيهِ خِفَةٌ

عَلى أَنَّ بَعضَ اللَفظِ لا يُتَخَيَّرُ

وَجُلُّ مَعانيهِ تَخيُّلُ شاعِرٍ

وَلَكنَّهُ فيها مُجيدٌ مُفَكِّرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تذكر لو يجدي عليه التذكر

قصيدة تذكر لو يجدي عليه التذكر لـ أحمد الزين وعدد أبياتها تسعة و ثمانون.

عن أحمد الزين

الشيخ أحمد الزين. أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره. تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنة قرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً.. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددة عهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب..) له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.[١]

تعريف أحمد الزين في ويكيبيديا

أحمد الزين ممثل لبناني، ولد في قرية شحور بالقرب من صور في عام 1944. بدأ حياته الفنية في التمثيل بالعديد من المسلسلات مثل (مسحر رمضان عام 1967، مغامرات نادر عام 1969، وفي عام 1975 شارك في الفيلم المصري اللبناني المشترك (سيدتي الجميلة)، وقد اشتهر بأدوار الحركة في الأفلام المُنتجة في بيروت أثناء الحرب الأهلية، إلى جانب مشاركته في العديد من المسلسلات الدرامية في تلك الفترة ومن أبرز تلك الأعمال مسلسل (الغالبون) عام 2011.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الزين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي