تذكرت في أوطاني الأهل والصحبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تذكرت في أوطاني الأهل والصحبا لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة تذكرت في أوطاني الأهل والصحبا لـ معروف الرصافي

تذكرت في أوطانيَ الأهل والصحبا

فأرسلت دمعاً فاض وابله سكبا

وبتّ طريد النوم أختلس الكرى

بشاخص طرفٍ في الدجى يرقب الشهبا

كئيب كأن الدهر لم يلق غيره

عدوّاً فآلى لن يهادنه حربا

يقلّ كروباً بعضها فوق بعضها

إذا ما رمى كرباً رأى تحته كربا

وإنّي إذا ما الدهر جرّ جريرةً

لتأنف نفسي أن أكلّمه عتبا

وقد علم القوم الكرام بأنني

غلام على حبّ المكارم قد شباً

وإني أخو عزم إذا ما انتضيته

نبا كل عضب عنه أو أنكر الضربا

وإني أعاف الماء في صفو القذى

وإن كان في أحواضه بادراً عذبا

ولكنّ لي في موقف الشوق عبرة

تُساقط من أجفانيَ اللؤلؤ الرطبا

إذا ضربت أوتار قلبي شجونه

بدت نغمات ترقص الدمع منصبّا

وقاطرةٍ ترمي الفضا بدخانها

وتملأ صدر الأرض سيرها رعبا

لها منخر يبدي الشواظ تنفساً

وجوف به صار البخار لها قلبا

تمشّت بنا ليلاً تجرّ وراءها

قطاراً كصفّ الدوح تسحبه سحبا

فطوراً كعصف الريح تجري شديدةً

وطوراً رخاءً كالنسيم إذا هبّا

تساوى لديها السهل والصعب في السرى

فما استسلهت سهلاً ولا استصعبت صعبا

ندكّ متون الحزن دكاً وإنها

لتنهب سهل الأرض في سيرها نهبا

يمرّ بها العالي فتعلو تسلّقاً

ويعترض الوادي فتجتازه وثبا

وتخترق الطود الأشم إذا انبرى

وقد وجدت من تحت فنّته نقبا

يرنّ بجوف الطود صوت دويّها

إذا ولجت في جوفه النفق الرحبا

لها صيحة عند الولوج كأنها

تقول بها يا طود خلّ ليَ الدربا

وتمضي مضيّ السهم فيه كأنما

ترى افعواناً هائجاً دخل الثقبا

تغالب فعل الجذب وهي ثقيلة

فتغلب بالدفع الذي عندها الجذبا

طوت بالمسير الأرض طيّا كأنها

تسابق قرص الشمس أن يدرك الغربا

وما أن شكت أينا ولا سئمت سرىً

ولا استهجنت بعداً ولا استحسنت قربا

عشيّة سارت من فروق تقلّنا

وتقذف من فيها بوجه الدجى شهبا

فما هي إلا ليلة ونهارها

وما قد دعونا من سلانيك قد لبّى

فجئنا ولم يعي الصفار مطيّنا

كأن لم نكن سفراً على ظهرها ركبا

تعاليت يا عصر البخار مفضّلاً

على كل عصر قد قضى أهله نحبا

فكم ظهرت للعلم فيك معاجز

بها آمن السيف الذي كذّب الكتبا

تظاهرت من فعل البخار بقوّة

يُذلّل أدنى فعلها المطلب الصعبا

وأُقسم لو لا الكهرباء فوقه

لقلت على كل القوى ته به عجبا

هو العلم يعلو في الحياة سعادة

ويجعلها كالعلم محمودة العقبى

فكلّ بلاد جادها العلم أمرعت

رباها وصارت تنبت العزّ لا العشبا

متى ينشئ الشرق الذي اغبّر أفقه

سحابة علم تمطر الشرف العذبا

فإنّ دبور الذلّ ألوت بعّزه

وكادت سموم الجهل تحرقه جدبا

تبصّر إذا دارت رحى الشرق هل ترى

سوى الجهل في أثناء دورتها قطبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تذكرت في أوطاني الأهل والصحبا

قصيدة تذكرت في أوطاني الأهل والصحبا لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي