تذكرت النسيم الحاجريا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تذكرت النسيم الحاجريا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة تذكرت النسيم الحاجريا لـ شرف الدين الحلي

تذكرت النسيم الحاجريا

فظلت في البَرَى تهوي هويّا

وألقتها إلى هَضَبَات نجدٍ

سنى برق أضاء لها عشيّا

فكان خزامها نشر الخزامى

ولمع البرق شائقها الوحيّا

فدعها أيها الحادي تباري

أزمتها وجنبها العِصِيَّا

ولا تحتثّها بالسوق واعلم

بأن الشوق يحتثّ المَطيّا

فكم قد عُلِّلت بنسيم نجد

فقرب وخدُها المرمى القصيّا

أما والعيس لو وجدت كوجدي

لما اسطاعت إلى أمد مضيّا

ويا بأبي عقائل من عقيل

نوافر تقنص اللُّب الأبيّا

إذا رنَّحن أعطافاً عطاشاً

وددت بضمها للقلب ريّا

سنَحْنَ مَهىً فيتبعهن قلبي

فصاد لقلبيَ الداء الدويّا

فقل ما شئت في صبّ وحانٍ

غدا يستنجد الدمع السخيّا

وبين بيوت ذاك الحيِّ خود

منعمة غدوت بها شقيّا

ترى عين الهدى فيها ضلالي

ورشدي أن أبيت بها غَوِيَّا

وما أبدت تجنبها إلى أن

رأت في الرأس شيباً أجنبيّا

وركب كالسهام رموا الفيافي

بها منسوعة تحكي القِسِيَّا

كأنهمُ على الأكوار باتوا

يعاطون الرحيق البابليّا

سروا يستمطرون حيا جواد

بوسميِّ الندى يصل الوليّا

فلم يجدوا لأبكار الأماني

كفيلاً في الأنام ولا كفيّا

فقلت لهم ووجه النجح باد

يدل عليهمُ العيش الرخيّا

أمامكم الغنى طلق المحيّا

يناجي منكم السرَّ الخفيّا

فقد وصل السرى بصباح يوم

أحلكمُ المقر الظاهريّا

فدونكم مُلِتَّ حيا الأيادي

كريم الخيم أبلج يوسفيّا

فثمَّ موارد النعماء تدعو

ظماء بني المنى فردوا هنيّا

فأموا معرق العلياء أحيت

مساعيه الفخار الناصريّا

فتى غمر الأنام ندىً وفضلاً

وعمَّ الأرض عدلاً كسرويّا

إذا الجاني توقع منه عفواً

أذاق السخط حلماً أحنفيّا

وفي بث العطايا والسرايا

حسبتهما عباباً أو أتيّا

ندىً يستغرق الأمل ابتداء

وبأس يُصْعِق البطل الكميّا

فأي أغر أبلج لا تراه

بما تبقى العلا إلا مليّا

تكاد العين يغشيها سناه

إذا نظرت محيّاه الحَيِيَّا

فتى لا يقتني إلا حساماً

سريجيّاً ولدناً سمهريّا

وطِرْفاً أعوجيّاً لا يبارى

إلى أمد وزغفاً سابريّا

هو البحر الذي يرجى ويخشى

فسل عنه المداجي والوليّا

كما يضحي الغنيّ به فقيراً

كذا يمسي الفقير به غنيّا

فيالله ماضي العزم يغدو

إلى الغايات أروع سمريّا

فيا ابن السامقين بناء مجد

أرانا صبح سعيهمُ الجليّا

لهم نسب كفخرهم قديم

إذا هرم الزمان بدا فتيّا

كفلت الملك بعدهمُ وحيداً

فكيف يضيع إذ كنت الوصيّا

رياحك كلهنّ صَبا لبيد

إذا ما السحب أمسكت السميّا

إذا كَلَح الزمان وزاد بخلاً

دعونا منك طلقاً أريحيّا

فأين أبو عقيل من جناب

جنيت به الغنى غضّاً جنيّا

دعوتك يوسفيَّ الخِيمِ لمّا

دعا ذاك ابن أَرْوَى عَبْشَمِيَّا

أتيتك مستجيراً من زماني

فنلت ببابك الشرف السَّنِيَّا

وكنت على أذى الأيام أغضي

ويرضى حظيَ النزر البكيّا

فنوه بي صنيعك وانتضاني

على أعداء ملكك مشرفيّا

وكم في الأرض من ملك فقير

إليك لضعفه اعتدّ القويّا

فدم ما دامت الآمال واسلم

ليوم يملأ الدنيا دويّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تذكرت النسيم الحاجريا

قصيدة تذكرت النسيم الحاجريا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي