تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد لـ أبو تمام

تَجَرَّع أَسىً قَد أَقفَرَ الجَرَعُ الفَردُ

وَدَع حِسيَ عَينٍ يَحتَلِب ماءَها الوَجدُ

إِذا اِنصَرَفَ المَحزونُ قَد فَلَّ صَبرَهُ

سُؤالُ المَغاني فَالبُكاءُ لَهُ رِدُّ

بَدَت لِلنَوى أَشياءُ قَد خِلتُ أَنَّها

سَيَبدَأُني رَيبُ الزَمانِ إِذا تَبدو

نَوىً كَاِنقِضاضِ النَجمِ كانَت نَتيجَةً

مِنَ الهَزلِ يَوماً إِنَّ هَزلَ الهَوى جِدُّ

فَلا تَحسَبا هِنداً لَها الغَدرُ وَحدَها

سَجِيَّةَ نَفسٍ كُلُّ غانِيَةٍ هِندُ

وَقالوا أُسىً عَنها وَقَد خَصَمَ الأُسى

جَوانِحُ مُشتاقٍ إِذا خاصَمَت لُدُّ

وَعَينٌ إِذا هَيَّجتَها عادَتِ الكَرى

وَدَمعٌ إِذا اِستَنجَدتَ أَسرابَهُ نَجدُ

وَما خَلفَ أَجفاني شُؤونٌ بَخيلَةٌ

وَلا بَينَ أَضلاعي لَها حَجَرٌ صَلدُ

وَكَم تَحتَ أَرواقِ الصَبابَةِ مِن فَتىً

مِنَ القَومِ حُرٍّ دَمعُهُ لِلهَوى عَبدُ

وَما أَحَدٌ طارَ الفِراقُ بِقَلبِهِ

بِجَلدٍ وَلَكِنَّ الفِراقَ هُوَ الجَلدُ

وَمَن كانَ ذا بَثٍّ عَلى النَأيِ طارِفٍ

فَلي أَبَداً مِن صَرفِهِ حُرَقٌ تُلدُ

فَلا مَلِكٌ فَردُ المَواهِبِ وَاللُهى

يُجاوِزُ بي عَنهُ وَلا رَشَأٌ فَردُ

مُحَمَّدُ يا بنَ الهَيثَمِ اِنقَلَبَت بِنا

نَوىً خَطَأٌ في عَقبِها لَوعَةٌ عَمدُ

وَحِقدٌ مِنَ الأَيّامِ وَهيَ قَديرَةٌ

وَشَرُّ السَجايا قُدرَةٌ جارُها حِقدُ

إِساءَةَ دَهرٍ أَذكَرَت حُسنَ فِعلِهِ

إِلَيَّ وَلَولا الشَريُ لَم يُعرَفِ الشُهدُ

أَما وَأَبي أَحداثِهِ إِنَّ حادِثاً

حَدا بِيَ عَنكَ العيسَ لَلحادِثُ الوَغدُ

مِنَ النَكباتِ الناكِباتِ عَنِ الهَوى

فَمَحبوبُها يَحبو وَمَكروهُها يَعدو

لَيالِيَنا بِالرَقَّتَينِ وَأَهلِها

سَقى العَهدَ مِنكِ العَهدُ وَالعَهدُ وَالعَهدُ

سَحابٌ مَتى يَسحَب عَلى النَبتِ ذَيلَهُ

فَلا رَجِلٌ يَنبو عَلَيهِ وَلا جَعدُ

ضَرَبتُ لَها بَطنَ الزَمانِ وَظَهرَهُ

فَلَم أَلقَ مِن أَيّامِها عِوَضاً بَعدُ

لَدى مَلِكٍ مِن أَيكَةِ الجودِ لَم يَزَل

عَلى كَبِدِ المَعروفِ مِن فِعلِهِ بَردُ

رَقيقِ حَواشي الحِلمِ لَو أَنَّ حِلمَهُ

بِكَفَّيكَ ما مارَيتَ في أَنَّهُ بُردُ

وَذو سَورَةٍ تَفري الفَرِيَّ شَباتُها

وَلا يَقطَعُ الصَمّامُ لَيسَ لَهُ حَدُّ

وَداني الجَدا تَأتي عَطاياهُ مِن عَلٍ

وَمَنصِبُهُ وَعرٌ مَطالِعُهُ جُردُ

فَقَد نَزَلَ المُرتادُ مِنهُ بِماجِدٍ

مَواهِبُهُ غَورٌ وَسُؤدُدُهُ نَجدُ

غَدا بِالأَماني لَم يُرِق ماءَ وَجهِهِ

مِطالٌ وَلَم يَقعُد بِآمالِهِ الرَدُّ

بِأَوفاهُمُ بَرقاً إِذا أَخلَفَ السَنا

وَأَصدَقِهِم رَعداً إِذا كَذَبَ الرَعدُ

أَبَلِّهِم ريقاً وَكَفّاً لِسائِلٍ

وَأَنضَرِهِم وَعداً إِذا صَوَّحَ الوَعدُ

كَريمٌ إِذا أَلقى عَصاهُ مُخَيِّماً

بِأَرضٍ فَقَد أَلقى بِها رَحلَهُ المَجدُ

بِهِ أَسلَمَ المَعروفُ بِالشامِ بَعدَما

ثَوى مُنذُ أَودى خالِدٌ وَهوَ مُرتَدُّ

فَتىً لا يَرى بُدّاً مِنَ البَأسِ وَالنَدى

وَلا شَيءَ إِلّا مِنهُ غَيرَهُما بُدٌّ

حَبيبٌ بَغيضٌ عِندَ راميكَ عَن قِلىً

وَسَيفٌ عَلى شانيكَ لَيسَ لَهُ غِمدٌ

وَكَم أَمطَرَتهُ نَكبَةٌ ثُمَّ فُرِّجَت

وَلِلَّهِ في تَفريجِها وَلَكَ الحَمدُ

وَكَم كانَ دَهراً لِلحَوادِثِ مُضغَةً

فَأَضحَت جَميعاً وَهيَ عَن لَحمِهِ دُردُ

تُصارِعُهُ لَولاكَ كُلُّ مُلِمَّةٍ

وَيَعدو عَلَيهِ الدَهرُ مِن حَيثُ لا يَعدو

تَوَسَّطتَ مِن أَبناءِ ساسانَ هَضبَةً

لَها الكَنَفُ المَحلولُ وَالسَنَدُ النَهدُ

بِحَيثُ اِنتَمَت زُرقُ الأَجادِلِ مِنهُمُ

عُلُوّاً وَقامَت عَن فَرائِسِها الأُسدُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الجَفرَ جَفرَكَ في العُلى

قَريبُ الرِشاءِ لا جَرورٌ وَلا ثَمدُ

إِذا صَدَرَت عَنهُ الأَعاجِمُ كُلُّها

فَأَوَّلُ مَن يُروى بِهِ بَعدَها الأَزدُ

لَهُم بِكَ فَخرٌ لا الرِبابُ تُرِبُّهُ

بِدَعوى وَلَم تَسعَد بِأَيّامِهِ سَعدُ

وَكَم لَكَ عِندي مِن يَدٍ مُستَهِلَّةٍ

عَلَيَّ وَلا كُفرانَ عِندي وَلا جَحدُ

يَدٌ يُستَذَلُّ الدَهرُ في نَفَحاتِها

وَيَخضَرُّ مِن مَعروفِها الأُفقُ الوَردُ

وَمِثلِكَ قَد خَوَّلتُهُ المَدحَ جازِياً

وَإِن كُنتَ لا مِثلٌ إِلَيكَ وَلا نِدُّ

نَظَمتُ لَهُ عِقداً مِنَ الشِعرِ تَنضُبُ ال

بِحارُ وَما داناهُ مِن حَليِها عِقدُ

تَسيرُ مَسيرَ الشَمسِ مُطَّرَفاتُها

وَما السَيرُ مِنها لا العَنيقُ وَلا الوَخدُ

تَروحُ وَتَغدو بَل يُراحُ وَيُغتَدى

بِها وَهيَ حَيرى لا تَروحُ وَلا تَغدو

تُقَطِّعُ آفاقَ البِلادِ سَوابِقاً

وَما اِبتَلَّ مِنها لا عِذارٌ وَلا خَدُّ

غَرائِبُ ما تَنفَكُّ فيها لُبانَةٌ

لِمُرتَجِزٍ يَحدو وَمُرتَجِلٍ يَشدو

إِذا حَضَرَت ساحَ المُلوكِ تُقُبِّلَت

عَقائِلُ مِنها غَيرُ مَلموسَةٍ مُلدُ

أُهينَ لَها ما في البُدورِ وَأُكرِمَت

لَدَيهِم قَوافيها كَما يُكرَمُ الوَفدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد

قصيدة تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد لـ أبو تمام وعدد أبياتها خمسون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي