تبيت له من شوقه ونزاعه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تبيت له من شوقه ونزاعه لـ البحتري

اقتباس من قصيدة تبيت له من شوقه ونزاعه لـ البحتري

تَبيتُ لَهُ مِن شَوقِهِ وَنِزاعِهِ

أَحاديثُ نَفسٍ أَوشَكَت مِن زِماعِهِ

وَما حَبَسَت بَغدادُ مِنّا عَزيمَةً

بِمَكتومِ مانَهوى بِها وَمُذاعِهِ

جَعَلنا الفُراتَ نَحوَ حِلَّةِ أَهلِنا

دَليلاً نَضِلُّ القَصدَ مالَم نُراعِهِ

إِذا ما المَطايا غُلنَ فُرضَةَ نُعمِهِ

تَواهَقنَ لِاِستِهلاكِ وادي سِباعِهِ

فَكَم جَبَلٍ وَعرٍ خَبَطنَ قِنانَهُ

وَمُنخَفَضٍ سَهلٍ مَثَلنَ بِقاعِهِ

وَلَمّا اِطَّلَعنا مِن زُنَيبَةَ مُشرِفاً

يَكادُ يُوازي مَنبِجاً بِاِطِّلاعِهِ

رَأَينا الشَآمَ مِن قَريبٍ وَأَعرَضَت

رَقائِقُ مِنهُ جُنَّحٌ عَن بِقاعِهِ

وَمازالَ إيشاكُ الرَحيلِ وَأَخذُنا

مِنَ العيسِ في نَزعِ الدُجى وَاِدِّراعِهِ

إِلى أَن أَطاعَ القُربُ بَعدَ إِيابِهِ

وَلوئِمَ شَعبُ الحَيِّ بَعدَ اِنصِداعِهِ

فَلا تَسأَلَن عَن مَضجَعي وَنُبُوِّهِ

بِأَرضي وَعَن نَومي بِها وَاِمتِناعِهِ

أَرانِيَ مُشتاقاً وَأَهلِيَ حُضَّرٌ

عَلى لَحظِ عَينَي ناظِرٍ وَاِستِماعِهِ

وَمُغتَرِبِ المَثوى وَسَرحِيَ سارِبٌ

بِأَودِيَةِ الساجورِ أَو بِتِلاعِهِ

لِفُرقَةِ مَن خَلَّفتُ دُنيايَ غَضَّةً

لَدَيهِ وَعِزّي مُعصَماً في يَفاعِهِ

وَما غَلَبَتني نِيَّهُ الدارِ عِندَهُ

عَلى رِفدِهِ في ساحَتي وَاِصطِناعِهِ

كَفاني مِنَ التَقسيطِ فَحشُ عِيانِهِ

وَقَد ذَعَرَتني مُندِباتُ سَماعِهِ

تَعَمَّدهُ في الأَمرِ الجَليلِ وَلا تَقِف

عَنِ الغَيثِ أَن تَروى بِفَيضِ بَعاعِهِ

فَلَن تَكبُرَ الدُنيا عَلَيهِ بِأَسرِها

وَقَد وَسِعَتها ساحَةٌ مِن رِباعِهِ

وَكَم لِعُبَيدِ اللَهِ مِن يَومِ سُؤدُدٍ

يُجَلّى طَخا الأَيّامِ ضَوءُ شُعاعِهِ

وَكَم بَحَثوهُ عَن طِباعِ تَكَرُّمٍ

يَرُدُّ الزَمانَ صاغِراً عَن طِباعِهِ

سَلِ الوُزَراءَ عَن تَقَدُّمِ شَأوِهِ

وَعَن فَوتِهِ مِن بَينِهِم وَاِنقِطاعِهِ

وَهَل وازَنوهُ عِندَ جِدِّ حَقيقَةٍ

بِمِثقالِهِ أَو كايَلوهُ بِصاعِهِ

زَعيمٌ بِفَتحِ الأَمرِ عِندَ اِنغِلاقِهِ

عَلَيهِم وَرَتقِ الفَتقِ عِندَ اِتِّساعِهِ

عَلا رَأيُهُ مَرمى العُقولِ فَلَم تَكُن

لِتَنصُفَهُ في بُعدِهِ وَاِرتِفاعِهِ

وَقارَبَ حَتّى أَطمَعَ الغُمرَ نَفسَهُ

مُكاذَبَةً في خَتلِهِ وَخِداعِهِ

وَلَم أَرَهُ يَأبى التَواضُعَ واحِدٌ

مِنَ الناسِ إِلّا مِن غَلُوِّ اِتِّضاعِهِ

تَضيعُ صُروفُ الدَهرِ في بُعدِ هَمِّهِ

وَتَتوى الخُطوبُ في اِتِّساعِ ذِراعِهِ

وَتَعلَمُ أَعباءُ الخِلافَةِ أَنَّها

وَإِن ثَقُلَت مَوجودَةٌ في اِضطِلاعِهِ

فَما طاوَلَتهُ مِحنَةٌ عَن مُلِمَّةٍ

فَتَنزِعَ إِلّا باعُها دونَ باعِهِ

رَعى اللَهُ مَن تُلقي الرَعِيَّةُ أُنسَها

إِلى ذَبِّهِ مِن دونِها وَدِفاعِهِ

تَصَرَّعتُ حَولاً بِالعِراقِ مُجَرِّماً

مُدافَعَةً مِنّي لِيَومِ وَداعِهِ

أَأَنساكَ بَعدَ الهَولِ ثُمَّ اِنصِرافِهِ

وَبَعدَ وُقوعِ الكُرهِ ثُمَّ اِندِفاعِهِ

وَبَعدَ اِعتِلاقٍ مِن أَبي الفَتحِ ضَيعَتي

لِيُلحِقَها مُستَكثِراً في ضِياعِهِ

وَما رامَ ضَرّي يَومَ ذاكَ وَإِنَّما

أَراغَ اِمرُؤٌ حُرٌّ مَكانَ اِنتِفاعِهِ

إِذاً نَسِيَ اللَهُ اِطِّيافي بِبَيتِهِ

وَوَفدُ الحَجيجِ حاشِدٌ في اِجتِماعِهِ

وَلَيلَتِيَ الطُلى بِطِمّينَ مُصلِتاً

لِصَدِّ العَدُوِّ دونَها وَقِراعِهِ

وَوَاللَهِ لا حَدَّثتُ نَفسي بِمُنعِمٍ

سِواكَ وَلا عَنَّيتُها بِاِتِّباعِهِ

وَلَو بِعتُ يَوماً مِنكَ بِالدَهرِ كُلِّهِ

لَفَكَّرتُ دَهراً ثانِياً في اِرتِجاعِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تبيت له من شوقه ونزاعه

قصيدة تبيت له من شوقه ونزاعه لـ البحتري وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي