بوسمي حب المزن لا بوليه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بوسمي حب المزن لا بوليه لـ داود بن عيسى الأيوبي

اقتباس من قصيدة بوسمي حب المزن لا بوليه لـ داود بن عيسى الأيوبي

بوسميِّ حبِّ المُزنِ لا بوليِّهِ

غدا الرّوضُ زهواً في ملابِ زَهيِّهِ

وأولاهُ إرفادُ الوليِّ برفدِه

حَباءً بِمُنهلّ الشُّؤونِ حَبيّهِ

وأتبعهُ جودُ العِهادِ بِحبوِه

فأصبحَ ظاميهِ شرُوقاً بريّهِ

دِراكاً بأنواءٍ تباعٍ ثلاثةٍ

بحُوتيّهِ ثوريّهِ أسديّهِ

فراحَ ثراهُ شاكراً لسمائهِ

بلفظٍ عليليِّ التهادِي هديِّهِ

تَرى سُندسيّ النبتِ تحتَ كِمامهِ

كموشيِّ صُبغِ العِهنِ في عبقريّهِ

تبدّى حلياً في قلائدِ زهرِهِ

فقلنا حليّاً في فنون حُليّهِ

كأنّ أقاحيهِ نِظامُ لآلئٍ

تداعى نِثاراً في جِنانِ جنيّهِ

كأنَّ يواقيتَ الشّقائقِ شُقّقت

فَصِيغت مِن الحوذانِ في عسجديّهِ

يُطرّزُها حُسناً زمرُّدُ آسهِ

بما يتراءى مِن صفا جَوهريّهِ

فأحسِن بنورِ الشّمسِ ناظر نُورهِ

فتلقى سَناها في كِمامِ سبيّهِ

وقد عبثت هوجُ الرّياحِ بنشرهِ

عَراريِّهِ رنديِّه إذخَريِّهِ

إذا ما أتت مشمولةٌ بشمولهِ

أتت بشذيِّ النّدِّ عن عنبريِّهِ

فقلتُ أنشرٌ تمّ أم نشوةٌ نَمت

بذكرِ عريقٍ في العلاءِ عليِّهِ

بمستنصريِّ النّحرِ مُستنجديّهِ

رشيديّهِ مهديّهِ هاشميّهِ

ضربتُ اليه الدوَّ والدوُّ مجهلٌ

فلا معلمٌ في طامسي سبسبيّهِ

تلاقى بهِ ذؤبانُ غزلانِ فأوِه

وذؤبانُ غزوٍ في فيافي فليّهِ

تُلاقي فتشكو هذه ثم هذه

طوىً مُستكِنّاً في مطاوي طويّهِ

اذا ما ذكت فيه ذُكاءٌ لهيبها

رأيتَ أجيجَ النارِ في لهبيّهِ

كأنّ بهِ مِن جمرةِ القيظِ قابساً

يُرى زَندُهُ مِن مُستطارِ وريّهِ

فمُصطخدُ الحِرباءِ مِن وقعِ حرّهِ

طنيٌّ يُراعي راحةً مِن طنيّهِ

فكلُّ قرا غُصنٍ مُمالٍ براكبٍ

كمرتبئٍ مُستوسِقٍ بِرُبيّهِ

بعيرانةٍ مزؤودةٍ مُشمعِلّةٍ

تَشقُّ بضبعيها قَرا فَدفديّهِ

أمونٍ كمِرادةِ الصَفاةِ أطاحَها

جُحافٌ تمطّى في مطا قردديّهِ

ترتّعتِ السّقطينِ مِن مرتعِ اللّوى

ببارضهِ حتّى التوت للويّهِ

تُريغُ كلاهُ بينَ ذاوٍ ويانعٍ

بأصهبِ عافيهِ وجَونِ عفيّهِ

أقامت بهِ حتّى بدا النجمُ طالعاً

تطيرُ سَفى البُهمى سوافي سفيّهِ

اذا ما رعت منها المهامهُ جانباً

رَعى سيُرها مِن مُنتأى مهمهيّهِ

كعَيرٍ اذا عاينتهُ متوهّماً

وعيرٍ اذا عاينتهُ في هويّهِ

بأيدٍ تبذُّ الطرفَ سرعةُ جِدّها

بأيدٍ تبُذُّ الطرفَ في جَددّيهِ

بعيديّةٍ جاءت ترامى بعيدِها

الى باب محجوجِ الذُّرى نَبويهِ

فلما أناخت تحتَ ظلِّ جنابهِ

أناخت بضافي الظّلِّ مستعصميّهِ

فخُذها أميرَ المؤمنينَ بديعةً

تُزفُّ بموشيِّ الحلا مُبدعيّهِ

فلا زلتَ بالأعيادِ تُلقى مهنّاً

بعيشٍ على مرِّ الزّمانِ هَنيّهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بوسمي حب المزن لا بوليه

قصيدة بوسمي حب المزن لا بوليه لـ داود بن عيسى الأيوبي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن داود بن عيسى الأيوبي

داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين. صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر. جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي