بودي لو ملكت ثني قيادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بودي لو ملكت ثني قيادي لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة بودي لو ملكت ثني قيادي لـ السري الرفاء

بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي

فأعتاضَ عن غَيِّ الهَوى برَشادِ

تمادَتْ دموعي يومَ جدَّت بك النَّوى

وللَّومِ في أعقابِهنَّ تَمَادي

أُقيمُ وحظِّي الهجرُ عندَ إقامتي

وأرحَلُ والشوقُ المبرِّحُ زادي

إذا ماحداه البَرقُ يرتاحُ صَبوةً

إلى رائحٍ من ذي الأراكِ وَغَادي

وإنْ لم يكن عهدُ الشبابِ براجعٍ

لَدَيْهِ ولا عصرُ الصِّبا بمُعادِ

وأخرى تَحامى خُلَّتي عندَ خَلَّتي

فسِيّانِ قُربي عندَها وبُعادي

وتَعجَبُ من ضَنِّ القريضِ وخُبْره

على وَشَلٍ لا رَيَّ فيه لصادي

فما تَعبي إلا لتجديدِ راحةٍ

ولا سَهَري إلا لطولِ رُقادي

كِلِيني إلى المَهرِيَّةِ القُودِ إنها

ستأخُذُ من أيدي الخُطوبِ قيادي

وكلُّ فتىً أجدَى عليَّ فصاحبي

وكلُّ بلادٍ أخصَبَتْ فبِلادي

وأُقسِمُ بالغُمْضِ الذي جادَ مَوْهِناً

تحيَّةَ مشتاقٍ ورنَّةَ حَادي

لَفَقْدُ النَّدى الرِّبعيِّ أوجَدَني الأَسى

وأفقَدَني عَيشي ولينَ مِهادي

ووسَّدَني أيدي الرِّكابِ وطالما

أقضَّ لديها مَضجَعي ووِسادي

إذا أنا حاولتُ الأميرَ فإنما

أحاولُ منه جَنَّتي وعِتادي

حللْتُ بنادي الشأمِ لَمَّا أعادَه

عليُّ بنُ عبدِ الله أكرمَ نَادي

أغرُّ إذا امتدَّتْ يدُ الدَّهْر كفَّها

بِبيضِ صِفاحٍ أو بِبيضِ أيادي

يروعُ النَّدى أموالَه بنَفادِها

وما رِيعَ مَجدٌ عنده بنَفادِ

إذا امتزجَ المعروفُ بالبِشْر عندَه

غدا الحمدُ ممزوجاً له بوَدادِ

رمى كلَّ مُنآدِ القناةِ من العِدا

بِخَطْبٍ تَحاماهُ الخُطوبُ نآدِ

بجُردٍ تُثيرُ النَّقعَ حتى كأنَّما

تُمزِّقُ منه البِيضُ ثَوبَ حِدادِ

وبِيضٍ إذا اهتزَّتْ ترقرَقَ ماؤُّها

وهُنَّ إلى ماءِ النُّفوسِ صَوَادي

وكلِّ رُدَينيٍّ أصمَّ كأنَّما

تُروِّعُ منه الرَّوعَ حيةُ وَادِي

تَحُفُّ بجَذلانِ العَشيِّ كأنه

لَدَى طَرَدٍ ما راحَ نُصبَ طِرادِ

وأَغلبَ رَحْبِ الباعِ يُنجِدُه الرَّدَى

إذا ما ارتدى في مأزَقٍ بنِجاد

يبيتُ وحَدُّ السيفِ حلُّ مبيتِه

لديه وجَفنُ العَينِ حِلُّ سُهادِ

يُصَعِّدُ أنفاسَ العدوِّ إذا ثَنى

إليه المَنايا في ظُبىً وصِعادِ

أمامَ خميسٍ يَحجُبُ الأفْقَ بالقَنا

ويملأُ أقطارَ الثَّرى بجِيادِ

فمَنْ عادَ بالكَيدِ الخفيِّ فإنَّه

يعودُ بيأسٍ في الكريهةِ بَادِي

سأُعْلِمُ نَفسي بالسَّماحةِ عالماً

بأنَّ بلادَ التَّغلبِيِّ بِلادي

فدونَكها تختالُ في كلِّ مَسمَعٍ

وتخطُرُ في مكنونِ كلِّ فؤادِ

حَبَتْكَ برَيحانِ الكلامِ وإنما

تَجودُ بريَّاهُ لكلِّ جَوادِ

بأطيبَ من طِيبِ الرُّقادِ لساهرٍ

وأعذبَ من رِيقِ الحبيبِ لصَادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة بودي لو ملكت ثني قيادي

قصيدة بودي لو ملكت ثني قيادي لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي