بله الحكيم وفاهت العجماء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بله الحكيم وفاهت العجماء لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة بله الحكيم وفاهت العجماء لـ حسن حسني الطويراني

بَلُهَ الحَكيمُ وَفاهَت العجماءُ

وَتناوَلَت لممَ الأسودَ ظباءُ

وَنما الهَشيمُ فعاد يرجى ظلُّه

وَذوى النَضيرُ وَزالَت الأَفياء

وَبكت عَلى الأَحياء أَمواتٌ وَقَد

حَسدَت ثَرى أَمواتِها الأَحياء

وَتبذَّخ الهين الصَغيرُ فَدُكدِكت

مِن دُونه الكبراءُ وَالعظماء

وَالشَمس أَمست بِالأَهلة تهتدي

وَالسحبُ قَد رسبت وَقام الماء

وَغَدا الطَبيب يَزيد داءَ مريضه

جَهلاً وَيَحتقر الدَواءَ الداء

وَدعا الفراش إِلى الشموع سمندراً

وَتَنزّلت للهدهد العَنقاء

وَغَدا الجراد يَروع قَلبَ سَمرمرٍ

وَالذئب يفزع إِذ يَطنّ ثُغاء

وَالعهنُ أَصبح بِالحَريق محذِّرَ ال

ياقوت وهيَ بليةٌ عَمياء

وَالأخطبوت يَرى النمال بطيئة

في السير خَلف الرزق وَهوَ نَماء

وَالضبُّ أَصبح هادياً في سيره

وَشدا الغرابُ وَعيفت الوَرقاء

وَتفنن الأَعمى فصار منجّماً

وَتقاصرت في الرؤية الزرقاء

وَتخوّف التنين من مس الطِّلا

وَتشاءمت بالدلدل الغبراء

وَالجرزُ تستذري الأَريضَ نضارةً

وَالطود خرّ وَسامَت الفَيفاء

وَالإثمد المَعروف أَعماه الهَوى

فَلأيّ عَين بَعدَ ذاكَ جَلاء

وَالخل أَضحى لَيسَ يَعرف خلّه

إِلا إِذا ارتبطت بِهِ الأَهواء

وَالزور روّق كَأسَه فَصفى الهَوى

للشاربين وَخفت الندماء

وَالحق أَصبح باطلاً وَتحذّرت

نجَسَ المساجد في الوَرى الصهباء

وَالغش راجَت حَيث راحَت سوقه

فَالعرض بيع رابح وَشراء

وَالفحش ظلّ يَزيد كُلَّ مهذب

وَتحسنت بقبولها الشنعاء

وَالكبرياء تنزلت فتبذلت

حَتّى تسلم ركنَها الوضعاء

وَالعجب عمّ فكل فَردٍ معجبٌ

بِالنَفس راقَت عِندَهُ الأَسواء

وَعدا العفاء عَلى الوَفاء فَلم يَذر

رَسماً لحدٍّ حدّه القدماء

وَالنسك هانَ فعاد يُحذَرُ قربُهُ

فَكأنّ تحذير النهى إغراء

فَالنَقصُ فضلٌ وَالسَفاهةُ حكمةٌ

وَالكذب صدق وَالشَقاق إخاء

فَكأنما الإهواء دينٌ منزلٌ

وَالغيّ فينا سنة غرّاء

دَهر تَساوى غثُه وَثمينُه

فَالتبرُ فيهِ وَالتُراب سواء

سفهَ الحليمُ كما رشيدٌ قَد غَوى

خان الأَمينُ وَخابَت النصحاء

أَلِفَت مقاصيرَ النساء رجالُه

وَعلت عَلى همم الرجال نساء

وَتنكست أَعلامُه فترفعت

فَوق الرؤوسِ الأَخمُصُ الدنياء

وَتحوّلت حالاتُه حتى اغتدت

تشكو التلوّنَ بيننا الحرباء

فكأنَّما تلك الحقائق بدّلت

وَتغيرت أَرضٌ لَنا وَسَماء

خفِّض عليك أَخا اليراع فإِنَّما

يَشقى البَليغُ وَتزدرَى الحكماء

فَأَهن يراعك ما أطاعك عزُّه

سيان فيها جهلة وَدهاء

وَليجر من دمع المداد لما جرى

بتذلل الشهم البليغ قضاء

وَليُحبَسِ الكُتّابُ في كُتّابهم

وَلتنتهي بشعورها الشعراء

وَليفتخر ربُّ العصا بجهالة

قَد نكس الأَقلام وَالكتباء

وَليزهُ ذو جَهلٍ بما أَملت لَهُ

فَاليَوم حَظ السافل العلياء

وَليعترف خدن العلوم بجهله

إِنّ الجَهالة ما حَوى العلماء

وَلينطق الصمّ الأَصمّ فما له

من ناطق بَعد الجَواب جَزاء

وَليعتق الأَحرار عبد عبيدهم

وَلَهُ عَلى شَرط الكتاب وَلاء

فَالناس بَين تخلق وَتملق

عرجوا المعارج للحظوظ فباؤا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بله الحكيم وفاهت العجماء

قصيدة بله الحكيم وفاهت العجماء لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي