بلاني الحب فيك بما بلاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بلاني الحب فيك بما بلاني لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة بلاني الحب فيك بما بلاني لـ السري الرفاء

بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني

فشاني أن تَفيضَ غُروبُ شاني

أَبِيتُ اللَّيلَ مُرتَفِقاً أُناجي

بصدِقِ الوَجْدِ كاذبةَ الأماني

فتَشهَدُ لي على الأَرَقِ الثُّرَيَّا

ويَعْلَمُ ما أُجِنُّ الفَرقدانِ

إذا دَنَتِ الخِيامُ بهِمْ فأهلاً

بذاكَ الخِيمِ والخِيَمِ الدَّواني

فبينَ سُجوفِها أقمارُ تَمٍّ

وبينَ عِمادِها أغصانُ بانِ

ومُذهَبَةِ الخُدودِ بجُلَّنارٍ

مُفَضَّضَةِ الثُّغور ِبأُقحوانِ

سَقانا اللهُ من رَيَّاكِ رَيّاً

وحَيَّانا بأوجُهِكِ الحِسانِ

ستُصرِفُ طاعتي عمَّنْ نَهاني

دموعٌ فيكَ تَلْحِي من لَحاني

ولم أجهَلْ نصيحتَه ولكنْ

جنونُ الحُبِّ أحلى في جِناني

فيا وَلَعَ العواذلِ خَلِّ عنّي

ويا كَفَّ الغَرامِ خُذي عِناني

وصائِنَةٍ ببُرقُعها جَمالاً

يروحُ له الهَوى ربَّ الصَّيانِ

إذا أَفْنَتْ سَجايا الخَصْرِ منها

ذَمَمتُ لها سَجايا الخَيزُرانِ

تُراوِحُني بأرواحِ الأغاني

وتصحَبُني بأرواحِ الدِّنانِ

على رَوْضٍ كأنَّ صَباه بُلَّتْ

غَلائِلُها بماءِ الزَّعْفَرانِ

تُعَنُّ رياحُهُ حَسرَى ويَجري

جَموحُ المُزْنِ فيه بلا عِنانِ

كأنَّ يدَ الأميرِ دَنَتْ إليه

بأوطَفَ من سجالِ العُرْفِ دَانِي

فَتىً حُلوُ النَّوالِ إذا استُمِيحَتْ

أنامِلُ كَفِّه مُرُّ الطِّعانِ

نَزورُ فِناءَهُ عُصَباً فنأوي

إلى الجُنَنِ السَّوابغِ والجِنانِ

تَخرَّقَ في ابتذالِ الوَفْرِ حتَّى

توهَّمْناه مخروقَ البَنانِ

وراحَ وكَنزُهُ جُرْدُ المَذَاكي

وأطرافُ المُثَقَّفَةِ اللَّدانِ

مُنادَمَةُ القَنا أحلى لدَيْهِ

وأعظمُ من مُنادَمَةِ القِيانِ

فَقُلْ لعَدُوِّهِ يَكفيكَ منه

سَماعُكَ بالرَّدى دونَ العِيانِ

فَرُزْتَ الأُفعُوانَ الصِّلَّ جَهْلاً

فكيفَ وجدْتَ نابَ الأُفعُوانِ

بسطْتَ على الزَّمانِ يدي فأضحى

وليسَ له بما فَعَلَتْ يَدانِ

وكنتُ أروضُ مِنْ دَهْري أماناً

فعادَ الدَّهرُ يسألُني أماني

بسَيْفٍ حينَ يُنْدَبُ من سيوفٍ

ورَعْنٍ حينَ يُنْسَبُ من رِعانِ

وإذ هو كاليَماني العَضْبِ يَسطُو

فيَنقَعُ غُلَّةَ العَضْبِ اليَماني

يُجَرَّدُهُ كبرقِ الثَّغْرِ صافٍ

ويُغْمِدُه كوَرْدِ الخَدِّ قَانِي

كأنَّ الضَّرْبَ عَوَّضَ شَفْرَتَيْهِ

بماءِ الطَّبعِ ماءَ الأُرجُوانِ

أَتغِلبُ قد حَلَلْتِ به مكاناً

يُريكِ النَّجمَ مُنْخَفِضَ المَكانِ

فَضُلتِ بفَضْلِهش يَومَ العَطايا

وفُزْتِ بسَبْقِه يَوْمَ الرِّهانِ

وقَصَّرَ شَأْوَ مَنْ يَرْجُو مَداه

عِقالُ العَجْزِ أو قَيْدُ الحِرانِ

هِجانُ المَدْحِ يَطلبُهُ هَجينٌ

وهل بلغَ الهَجينُ مَدى الهِجانِ

أبا الهَيْجاءِ عِشْتَ قريرَ عَيْنٍ

سَليمَ العَيْشِ من نُوَبِ الزَّمانِ

ولا زالَتْ رِباعُكَ مُخْصِباتٍ

قَريباتِ الجَنى من كلِّ جانِي

يُغَنَّي الغّيْثُ كالنَّشوانِ فيها

ويَعْثُرُ بينَ هَاتيكَ المَغاني

وإن أعرَضْتَ عن تَعْريضِ شُكْرٍ

أُثَوِّبُ فيه تَثويبَ الأَذانِ

بناسٍ منك يُخْبِرُ عنه أني

ظَمِئْتُ وفي يَدَيْكَ المِرزَمانِ

أوانَ تَحامَتِ الأيامُ سِلْمي

وعُدْنَ عليَّ بالحَرْبِ العَوانِ

وعَضَّ السَّيفُ منّي كُلَّ عُضْوٍ

جَديرٍ بالكَرامَةِ لا الهَوانِ

وأَلبَسَني الَقنا حُلَلاً تَلاقَتْ

عليَّ تَهُزُّ أهداباً قَواني

لقد عَلِمَتْ صُروفُ الدَّهْرِ ما اسمي

بعَتْبِكَ واطَّلَعْنَ على مَكاني

فلستُ لغيرِ حادثةٍ نَآدٍ

وهَلْ كُرَةٌ لغَيْرِ الصَّولَجانِ

لَعَلَّ الدَّهْرَ يُسْعِفُني بِعَطْفٍ

يُعيدُ عليَّ عَطْفاً في لَيَانِ

ويُصبحُ بِشْرُكَ المحجوبُ عَنِّي

يُبَشِّرُني بسَعْدِ إضحِيانِ

وكَفٌّ منك شَاعِرَةُ العَطايا

تُعَلِّمُني دَقيقاتِ المَعاني

رِضاكَ العيشُ يَعذُبُ مُجتَناه

وسُخْطُكَ عاجلُ الحَيْنِ المُداني

إذا تُرِكَ الشُّجاعُ بِغَيْرِ قَلْبٍ

فكَيفَ يَكوُنُ في قلبِ الجَبانِ

يُشَرَّدُ نَومُه عن مُقلَتَيْهِ

ولو حَرَصَتْ عليه المُقلَتانِ

تَهَذَّبَ في الثَّناءِ عليك فِكْري

ورَقَّتْ فيه حَاشِيَتا لِساني

ولو نَطَقَ الحَديدُ لنَابَ عنّي

ذُبابُ السَّيفِ أو حَدُّ السِّنانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بلاني الحب فيك بما بلاني

قصيدة بلاني الحب فيك بما بلاني لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي